ركزت حكومة عبد المالك سلال جهودها في الآونة الأخيرة على معالجة انشغالات سكان الجنوب وحل المشاكل العالقة بتلك المناطق، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المتأزمة التي فرضتها الأزمة المالية، ما جعل الحكومة تعمل على قدم وساق من أجل "تحصين" الجنوب وتثبيت دعائم الاستقرار فيه. ويبدو أن تعليمات صادرة من الرئيس بوتفليقة شخصيا، عممت على مختلف الوزارات والقطاعات المعنية لإيلاء الأهمية القصوى لهذه المنطقة، وكانت أولى الخطوات برمجة زيارة للرئيس بوتفليقة لولاية أدرار لافتتاح السنة الجامعية من هناك. كما تقاطعت عدة تحركات ونشاطات حكومية في هذا الإطار، حيث قام الوزير الأول بزيارة ميدانية إلى ولاية ورڤلة مرفوقا بعدد من الوزراء وعقد جلسات حوار مع أعيان المنطقة، واستمع للمشاكل المطروحة التي وصل فيها سقف الكلام إلى مستويات غير معتادة في الجزائر، حيث تحدث بعض الورڤليين عن التمييز الذي يواجههم في التشغيل بالمنشآت البترولية، واشتكوا من البيروقراطية في الإدارة ومن نقص دعم الدولة في بعض القطاعات. كما جاء كلام وزير الداخلية دحو ولد قابلية، على هامش زيارة الوزير الأول إلى ورڤلة، ليؤكد هذا التوجه، قائلا إن الحكومة تعمل على إعادة تأهيل الجنوب الكبير لإحداث "تغيير جذري" في حياة سكان هذه المناطق. كما ستقوم بإعادة تأهيل الجنوب الكبير لتفادي وجود أي فوارق. وقبل ذلك أعلنت وزارة الأشغال العمومية عن انطلاق أشغال مشروع الطريق السريع شمال جنوب. كما كشفت الحكومة عن عدة مشاريع في قطاع الطاقة لسد العجز الذي تعانيه المنطقة في التزود بالكهرباء، خاصة في أوقات الحر وكذا تطوير قطاعات النقل والتكنولوجيات. من جهته، ركز وزير العمل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، على بحث قضية التشغيل التي تعد أخطر الملفات في الولاية، مؤكدا بعد لقائه أعيان ورڤلة أن عدد طالبي العمل بهذه الولاية دون مستوى العرض. وأوضح لوح أن معدل البطالة بورڤلة يقدر ب4،9٪ في حين تقدر النسبة الوطنية ب96،9٪. واعتبر الوزير أن هذا "الاختلال" يتمركز على مستوى المؤسسات التي تتحجج بنقص التكوين والتأهيلات. كما تأسف لوح لشروط التوظيف التي تفرضها بعض المؤسسات التي تطالب السائقين وأعوان الأمن بالتحكم في اللغة الانجليزية. كما بدا واضحا في الآونة الأخيرة تركيز التلفزيون الوطني على الأخبار المتعلقة بالجنوب سواء المشاريع المرصودة فيه أو المشاكل التي يعاني منها السكان. أنس. ج