تحول مفترق الطرق المتواجد على مستوى النقطة المسماة "اللاكاس" بالطريق الوطني رقم 25 إلى جحيم حقيقي بالنسبة لسكان الناحية الجنوبية لولاية تيزي وزو، وذلك بسبب الشلل الكلي في حركة المرور الذي يشهده المكان خلال الفترات المسائية وعلى امتداد طيلة أيام الأسبوع، ما جعل المواطنين لاسيما العائلات يبقون محاصرين في وسط ازدحام حركة المرور لساعات عديدة تصل في أغلبية الاحيان لأكثر من 4 ساعات كاملة. يعد مفترق الطرق "اللاكاس" في الآونة الأخيرة من أهم عوامل معاناة سكان دوائر الناحية الجنوبية بتيزي وزو على غرار دائرتي ذراع الميزان وبوغني إضافة إلى دائرة معاتقة، حيث يجبرون يوميا على الانتظار وسط الزحمة الشديدة التي تشهدها حركة المرور بالمكان والتي تصل مشارفها مدخل مدينة ذراع بن خدة، لأكثر من 4 ساعات على الأقل من أجل تجاوز هذه النقطة. وحسبما أكده المواطنون في تصريحاتهم ل«الجزائرنيوز"، فإن معاناتهم على مستوى هذه النقطة تفاقمت بشكل أكثر حدة في الآونة الأخيرة، خصوصا أن الازدحام في حركة المرور يتم تسجيله خلال الفترات المسائية وبالضبط إبتداء من الساعة الرابعة ليتواصل إلى غاية الساعة الثامنة ليلا لاسيما يومي الأحد والخميس. وفي السياق ذاته، أشار محدثونا إلى أن الأسباب المؤدية إلى شل حركة المرور بالمنطقة عديدة تكمن أغلبيتها في تهور بعض مستعملي الطريق وعدم احترامهم قانون المرور، فضلا عن تعمد البعض منهم لاسيما القاطنين بالمنطقة ذاتها شل حركة المرور من أجل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية "كثيرا ما تم تسجيل حالات سطو بالمنطقة على المواطنين"، كما أضافوا أن الانتشار غير العادي لنقاط بيع الخضر والفواكه على حافتي الطريق، سبب آخر في شل حركة المرور، جراء التوقف العشوائي والمفاجئ لمستعملي الطريق قصد الاقتناء من هؤلاء الباعة. هذا وصرحوا أن النقطة السوداء الأكثر تسببا في المشكل تتمثل في تواجد محل بيع المشروبات الكحولية بمكان غير بعيد عن مفترق الطرق، والذي يستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يقدمون على ركن سيارتهم بحافة الطريق وبطريقة فوضوية قصد التوجه لهذا المحل الذي كثيرا ما كان محل معارضة لجان قرى بلديتي معاثقة وآيت يحيى موسى من خلال غلقهم الطريق الوطني رقم 25 من أجل المطالبة بغلق هذا المحل الذي اعتبروه عاملا أساسيا في المعاناة التي يتكبدونها يوميا. هذا وصرح المواطنون بأن الانتشار غير العادي لنقاط بيع قطع غيار السيارات المستعملة بالمكان، ثالث الأسباب التي أدت إلى شل حركة المرور بمفترق الطرق، مشيرين إلى أن هذا المكان يستقبل يوميا عددا هائلا من المواطنين المتوافدين من مختلف ولايات الوطن قصد اقتناء قطع غيار السيارات، والذين -بحسبهم- يقدمون في ظل غياب حظيرة لركن سياراتهم على التوقف بصفة عشوائية على حافتي الطريق ويعيقون السير الحسن لحركة المرور. من جهة أخرى، تساءل مواطنو الناحية الجنوبية لتيزي وزو، عن سبب عدم تدخل السلطات المعنية لاسيما الأمنية منها من أجل احتواء الوضع عن طريق وضع حاجز أمني بمفترق الطرق لمنع أية تجاوزات في قانون المرور من شأنها شل حركة المرور.