أضحت التدفئة بالمدارس تشكل هاجسا حقيقيا للتلاميذ وأوليائهم، خاصة بعد الحوادث التي أصبحت تسجل كثيرا، سواء الاختناقات أوانفجار أجهزة التدفئة بالأقسام، رغم الملايير التي خصصتها الوزارة لتجهيز المدارس بالتدفئة وتصليحها، والتي فاقت 4 ملايير دج. إلا أن هذه لم تكف لحماية فعالة للتلاميذ، خاصة أن أغلبية الأجهزة قديمة وتحتاج إلى إصلاح وصيانة. تسجل وزارة التربية الوطنية كل سنة دراسية، مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، حوادث عديدة خاصة بالتدفئة، سواء اختناق بعض التلاميذ أوانفجار مدفئة، أو انعدام التدفئة بصفة كاملة، وهو الأمر الذي عملت الوصاية هذه السنة على تفاديه.. إلا أنه مباشرة بعد انخفاض درجات الحرارة وتسجيل موجة برد تم تسجيل بعض الحوادث، على غرار ما حدث مؤخرا بولاية تسمسيلت أين تم تسجيل اختناق 21 تلميذا في مدرسة الجزائر بمدينة تسمسيلت، بسبب انسداد وقع في أنبوب المدفأة، ما أعاد الغاز المحروق إلى داخل الحجرة فأغمي على بعض التلاميذ. وإضافة إلى هذا الحادث تم تسجيل خلال السنة الماضية انفجار مدفأة بأحد الأقسام في المسيلة وبسكرة، ما سبب هلعا في أوساط التلاميذ. وأغلب الحوادث التي تم تسجيلها يعود سببها الرئيسي إلى قدم أجهزة التدفئة سواء التي تعمل بغاز المدينة أو المازوت، حيث لا تقوم إدارة المؤسسات التربوية بتصليحها وتجديدها كل سنة، خاصة أن وزارة التربية الوطنية تخصص كل سنة دراسية ميزانية خاصة بتجهيز وتصليح المدافئ، على غرار ميزانية السنة الجارية التي حددتها الوصاية ب 4,4 مليار دج. وقد شددت الوزارة على ضرورة ضمان التدفئة داخل المؤسسات التربوية لمختلف الأطوار التعليمية باعتبارها شرطا أساسيا لراحة التلاميذ في القسم وعاملا مهما لتحصيل دراسي عادي خلال فترات البرد، وأنه لا يجب أن يطرح مشكل التدفئة في المدارس خلال السنة الدراسية الجارية 2013/ 2014 لضمان تمدرس مريح للتلاميذ وعمل ملائم للأساتذة والموظفين. ورغم أن وزارة بابا أحمد أولت أهمية بالغة لموضوع التدفئة، خاصة أن مشكل التدفئة بالمدارس يطرح كل سنة بسبب نقص الأجهزة أوتعطلها، إلا أن هاجس التدفئة أصبح يؤرق الأولياء ويهدد حياة التلاميذ..