خلال أيام الدراسة الثانوية، كان "إيهارا" يشغل مركز رأس الحربة في الهجوم قبل أن ينتقل إلى قلب الدفاع عندما التحق بجامعة تسوكوبا. وبعدها بسنتين وجهت له الدعوة لأول مرة للمشاركة مع المنتخب الوطني في 1988 ولم يكن أحد يشكك في إمكانياته الخارقة ومهاراته الكبيرة. ولكن لم تكن تلك المحطة سوى بداية مشوار حافل على الصعيد الدولي حيث دافع "إيهارا" عن ألوان بلاده في 122 مباراة دولية. وكانت البداية في عالم الإحتراف مع نادي "نيسان" في 1990 قبل خوض تجارب ناجحة مع ثلاثة من عمالقة الكرة اليابانية حيث لعب لكل من "يوكوهاما مارينوس" و«جوبيلو إيواتا" و«أوراوا ريدز". وكان "إيهارا" أحد أعمدة خط دفاع "يوكوهاما" عند انطلاق أول موسم لدوري المحترفين في اليابان في 1993 وهي المسابقة التي شهدت تنافساً كبيراً بين "مارينوس" و«فيردي كاوازاكي" حيث تجلى ذلك منذ الموسم الإفتتاحي الذي شكل أول خيبة أمل بالنسبة ل«إيهارا" في مسيرته الإحترافية بعدما عاد اللقب للغريم التقليدي بفضل صانع ألعابه "كازو ميورا". خلال هذه الفترة، كان "إيهارا" في عداد اللاعبين الشباب الذين تنقصهم التجربة بينما كان نادي "يوكوهاما" يعج بنجوم تتميز بمهارات فردية كبيرة وخبرة واسعة بقيادة المدرب "رامون دياز". ولكن الأمور تغيرت بشكل جذري في ظرف سنتين فقط حيث كان المدافع الصلب واحداً من أبطال ملحمة الفوز بأول لقب لدوري المحترفين وبفضل عطائه المتواصل وتألقه المستمر ضمن "إيهارا" مكانه في التشكيلة الأساسية خلال خمس سنوات متتالية. ترك ابن مدينة شيغا ذكريات جميلة في مختلف الأندية التي لعب في صفوفها ولكن أبرز الإنجازات وأفضل اللحظات هي تلك التي عاشها مع المنتخب الوطني على الرغم من أن بداية مشواره الدولي شهدت بعض الذكريات الأليمة. فقد كان "إيهارا" ورفاقه قاب قوسين أو أدنى من حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم إيطاليا 1990 والولايات المتحدةالأمريكية 1994 ولكن رياح التصفيات جرت بما لم تشتهيه سفن المنتخب الياباني. وكان الإخفاق الثاني أكثر مرارة بالنسبة لصخرة الدفاع الياباني حيث يعتبره بعض المراقبون أتعس ذكرى في مسيرة "إيهارا" الدولية. فقد كان منتخب اليابان في حاجة إلى الفوز أمام الإمارات في مباراته الأخيرة على ملعب محايد في قطر. وبينما كانت الجماهير الزرقاء تستعد للاحتفال بفرحة التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ البلاد، خطف جعفر عمران سلمان هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليفسد بذلك فرحة المنتخب الياباني ويهدي بطاقة التأهل لمنتخب كوريا الجنوبية. وبعد مرور أربع سنوات، أصبحت "فاجعة الدوحة" في خبر كان لتعوضها "فرحة جوهور بارو" حيث حلت الأهازيج والأناشيد محل دموع الحسرة والحزن بعدما نجح منتخب اليابان أخيراً في التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. وجاءت أول مشاركة يابانية في كأس العالم مخيبة للآمال بعدما عاد المنتخب الياباني مبكراً وهو يجر أذيال الخيبة بثلاث هزائم في ثلاث مباريات. ولكن ذلك لم ينل من إصرار "إيهارا" وعزيمته على مواصلة المشوار حيث قطع الليبرو الياباني وعداً على نفسه بأن يقود منتخب بلاده في نهائيات 2002 على أرضه وأمام جمهوره. ولكن القدر حرم ابن مدينة شيغا من الوفاء بوعده بعدما أجبرته الإصابة على الاعتزال بشكل نهائي قبيل انطلاق منافسات كأس العالم 2002. وعلى الرغم من أنه ما زال يتحسر على عدم قدرته عن المشاركة في أبرز حدث كروي عالمي على أرض اليابان فإنه يحتفظ بذكريات سعيدة مع منتخب بلاده الذي دافع عن ألوانه في 122 مباراة دولية.