قطع تاكيشي اوكادا نصف الطريق نحو الوفاء بوعده "المجنون" بعدما نجح في قيادة المنتخب الياباني الى الدور الثاني من مونديال جنوب افريقيا 2010 على حساب المنتخبين الدنماركي والكاميروني. "قلت انني اريد مفاجأة العالم. ان كانت كوريا الجنوبية قادرة على تحقيق ذلك، لم لا نستطيع نحن؟"، هذا ما قاله اوكادا في اوائل العام الحالي في تصريح اعتبره الكثيرون بانه وعد مجنون ومن بينهم ربما المدرب السابق للمنتخب الفرنسي فيليب تروسييه الذي قاد "الساموراي الازرق" الى الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه قبل ثمانية اعوام عندما استضافت "بلاد الشمس المشرقة" النهائيات مشاركة مع كوريا الجنوبية. رفع المدرب الياباني التحدي واعلن عن نيته في قيادة "الساموراي الازرق" الى نصف النهائي، وقد قطع نصف الطريق نحو الوفاء بوعده بعد ان تأهل رجاله الى الدور الثاني امس الخميس بفوزهم المستحق على الدنمارك 3-1، ليلحقوا بجارهم الكوري الجنوبي الذي يبدو انه اصبح رفيق دربهم الكروي لان الاخير بلغ ايضا الدور الثاني عن المجموعة الثانية كما كانت الحال عندما استضاف المنتخبان الاسيويان العرس الكروي العالمي معا عام 2002، لكن طريق الاول انتهى حينها عند هذا الدور فيما واصل "محاربو التايغوك" مشوارهم حتى نصف النهائي قبل ان يخرجوا على يد المانيا. وفي حوار اجراه سابقا اوكادا مع موقع الاتحاد الدولي، اكد المدرب الياباني "لن نتخلى ابدا عن الهدف الذي وضعناه وهو بلوغ نصف النهائي بغض النظر عن منافسينا. انه ليس طموحا شخصيا فقط بل هو ايضا طموح جميع اللاعبين والطاقم الفني والتقني. لقد خضنا مباريات اعدادية ضد منتخبات اوروبية لمدة طويلة ونحن عازمون على الحاق الهزيمة بهم هذه المرة. لم تكن القرعة سيئة جدا بالنسبة لنا، مما يمنحنا فرصة مواتية لتحقيق هدفنا". وبالفعل نجح رجال اوكادا في التغلب على بطل اوروبا 1992 ونجومه الكبار، كما اسقطوا صامويل ايتو ورفاقه في المنتخب الكاميروني كما كانوا قريبين من انتزاع نقطة من المنتخب الهولندي الكبير قبل ان يخسروا بهدف وحيد. "لا يمكنني ان اكون (اليكس) فيرغوسون او (ارسين) فينغر"، هذا ما قاله اوكادا قبيل انطلاق النهائيات ردا على الانتقادات التي وجهت اليه بعد العروض السيئة التي قدمها "الساموراي الازرق" في مبارياته التحضيرية لمشاركته الرابعة على التوالي، مضيفا "اقدم افضل ما عندي، وإذا كان ذلك ليس جيدا بما فيه الكفاية والناس لديهم مشكلة تجاه هذا الامر.. حسنا، انه خطأ الرئيس (الاتحاد) الذي وضعني في هذا المنصبة وليس خطأي". من المؤكد ان المدرب الياباني رد بافضل طريقة ممكنة على الانتقادات التي واجهته وابرزها من تروسييه الذي اعتبر ان اوكادا يملك "عقلية سخيفة" و"عقله مشوش" بعد الخسارة الودية التي مني بها منتخب "الساموراي الازرق" امام كوريا الجنوبية صفر-2. دخل اوكادا التاريخ في اليابان عندما قاد المنتخب الى نهائيات مونديال عام 1998 لاول مرة في تاريخه، ثم سطر انجازا اخر امس الخميس لان منتخب بلاده بلغ ثمن النهائي للمرة الاولى بعيدا عن اراضيه وجماهيره، ومن المؤكد ان هذا المدرب يبحث عن انجاز جديد يضيفه الى سجله. ولم تكن عودة مدافع فوروكاوا الكتريك السابق الى المنتخب الياباني عام 2007 وسط ظروف طبيعية اذ استلم المهام مجددا بسبب تعرض المدرب البوسني ايفيكا اوسيم لازمة قلبية حادة. وبات اوكادا (53 عاما) اول مدرب محلي للمنتخب الياباني منذ ان ترك هو بالذات هذا المنصب عام 1998، وكانت مهمته الرئيسية قيادة منتخب بلاده الى نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا، وهو نجح في التحدي، ويبحث المدرب، المولود في 25 أوت 1956 في مدينة اوساكا، عن تجاوز الانجاز الذي حققه عام 1998 وقيادة بلاده الى ابعد من الدور الثاني. وتذوق اوكادا سابقا طعم النجاح التدريبي عندما قاد يوكوهاما مارينوس الى لقب الدوري المحلي عامي 2003 و2004، وحصد لقب الدوري كلاعب ايضا عام 1986 مع فوروكاوا الكتريك الذي توج معه في العام ذاته بلقب بطولة اسيا للاندية (دوري ابطال اسيا حاليا) واشرف اوكادا على كونسادولي سابورو لمدة عامين بعد ان ترك تدريب المنتخب عام 1998 اثر خسارة الاخير امام الارجنتين (صفر-1) وتشيلي (صفر-1) وجامايكا (1-2)، ثم وجد نفسه دون فريق من 2001 حتى 2003 عندما حصل على خدماته يوكوهاما مارينوس. ترك يوكوهاما في أوت 2006 وانضم الى اتحاد كرة القدم الياباني كعضو خاص في مجلس الادارة قبل ان يعود ويستلم الاشراف على المنتخب بسبب العارض الصحي الذي تعرض له اوسيم. وكان نجم المنتخب السابق هيديتوشي ناكاتا من بين الذين ايدوا فكرة عودة اوكادا الى المنتخب، وقال لاعب وسط بيروجيا وروما الايطاليين وبولتون الانكليزي سابقا بهذا الصدد "في كأس العالم 1998 لعبت تحت قيادته وانه مدرب ممتاز. كشخص هو يستحق الاحترام وأعتقد أن الاتحاد الياباني اتخذ قرار حكيما". اما الحارس يوشيكاتسو كاواغوتشي الذي شارك مع اليابان في النسخات الثلاث السابقة من كأس العالم، فرأى بان اوكادا وضع على الفور أهدافا طموحة لفريقه، مضيفا "السيد اوكادا قال ان منتخب كوريا الجنوبية هو صاحب أفضل نتيجة حققها منتخب اسيوي (في كأس العالم) ونحن نسعى لتحقيق أفضل من ذلك". وتابع "انه يتطلع الى مفاجأة العالم، ولهذا السبب اصبح مدربا. أعتقد أن حماسه قد انتقل الى اللاعبين وينبغي علينا أن نستجيب له. السيد اوكادا لديه الكثير من الخبرة وطور مهاراته كمدرب خلال الاعوام العشرة الماضية، ويعرف كيف يفوز". لم تكن الرحلة سهلة بالنسبة لاوكادا، ومع ان اليابان كانت اول من يتأهل لجنوب افريقيا 2010، فانه كان عرضة للانتقادات خلال ولايته، وخصوصا بعد الخسارة امام البحرين في الجولة الثالثة من التصفيات، وهي الاولى لمنتخب الساموراي امام نظيره الخليجي. رأى اوكادا بأن المباراة الافتتاحية ضد الكاميرون ستكون حاسمة بقوله "لم أغير الهدف الذي وضعته، لكن من أجل بلوغه يتعين علينا أن نخرج سالمين من مجموعتنا، وبالتالي فإن مباراتنا الأولى ضد المنتخب الأفريقي ستكون الأهم بالنسبة لنا." وبالفعل نجح اوكادا على اقله في معادلة الانجاز الذي حققه تروسييه عندما قاد "الساموراي الازرق" الى الدور الثاني عام 2002، ويبقى ان نرى اذا كان سينجح في الوصول الى ابعد من ذلك والعقبة التالية متمثلة بالباراغواي.