الدخول الأدبي الشتوي المرتقب في فرنسا ابتداء من شهري جانفي وفيفري 2014، سيكون فرنسيا بامتياز، حسب المتتبعين للشأن الثقافي هناك. وحجتهم في ذلك تسجيل أعمال فرنسية راقية، بعيدا عن الإصدارات الأجنبية المكتوبة في لغة موليير أو المترجمة إليها، والتي لم تذر أرباحا لناشريها كما توقع لها. يتوقع سوق الرواية الفرنسية مطلع 2014، صدور ما يربو عن 547 رواية منتظرة بين جانفي وفيفري المقبلين، وهو ما يدل على نمو في الطبع الفرنسي بنسبة 3 %، مقارنة بالسنة الآفلة. دخول شتوي يتميز حسب المراقبين، بارتفاع الإنتاج الإبداعي الفرنسي، خاصة الروايات التاريخية، ناهيك عن أعمال أولى بالنسبة لأسماء يتوقع لها مزاحمة أشهر الأقلام المكرسة في الميدان. من بين العناوين المتحدث عنها "مالي، آه يا مالي" عن منشورات "ستوك" لإريك أورسينا الذي اشتغل على شخصية "مدام با". وهو كاتب مسافر دائما، دخل إلى المالي وعاش أحداثها الراهنة، وواجه العنف والإرهاب المنتشر في المنطقة. أما ماليس دو كيرونغال فيعود ب "اصلاح الأحياء" (عن فارتيكال). وهو نص تتطرق فيه الكاتبة لموضوع هبة الأعضاء، وترسم منحى قلب وهب إلى فتاة اسمها "سيمون" وكيف انتقل هذا العضو الحساس من مشفى إلى آخر وصولا إلى العملية الدقيقة التي خضعت إليها المريضة. ريجيس جوفير يواصل من جهته استطلاع الواقع بعنوان "جولة ريك إسلاند" (لوسيو)، وهي حكاية اغتصاب امراة في غرفتها، مطلع القرن 21، من قبل رئيس منظمة محترمة؟ ! نينا براوي تخلت هذه المرة عن الخيال، وهي الحائزة على جائزة كتاب النت في 1991 عن "البصاصة المحظورة" (غاليمار)، وجائزة رينودو 2005 عن "افكاري السيئة" (ستوك)، وفي "ستوندار" (فلاماريون) فهي تروي قصة رجل عادي، تقني في الإعلام الآلي، يفقد السيطرة عن عواطفه، بعد فقدان والده والتقائه مجددا بحبه الأول. هذا وأشارت مواقع الكتب والثقافية بفرنسا، إلى أن النصوص الأجنبية ستتراجع السنة المقبلة ب 195 عنوانا مقابل 201 في العام الفارط. بسبب عدم فاعلية الأسماء المراهن عليها من قبل الناشرين. وبتعبير آخر غياب أسماء ثقيلة تهز السوق الفرنسية، وتثير فضول القارئ المحلي هناك. أسماء مثل المصري علاء الأسواني، الهندي حنيف كورشي، الإنجليزي لان ماك إوين، وغيرهم لم ينجحوا حسب التقارير الأخيرة في استقطاب الجمهور، ولم يحققوا أرباحا لناشريهم.