مول العرب هو أحد المراكز التجارية الكبرى التي شيدت مؤخراً بمدينة السادس من أكتوبر (إحدى ضواحي العاصمة المصرية القاهرة) وما يميز هذا الصرح التجاري، أنه يلتزم بمعايير هذه المدينة الصغيرة المتنامية على أطراف العاصمة، فعلى عكس المجمعات التجارية الأخرى ذات العلو الشاهق والمباني الزجاجية/ ذات النمط الأمريكي/ كما هو حال "سيتي ستار" أو غيره من المولات، يتميز هذا المركز بتمدده الأفقي عوض الرأسي.. ويشرع مكاناً واسعا للمشاة على نافورة راقصة تتوسط الساحة الكبرى، بجانب استضافته لمئات المحالات والتوكيلات التجارية العالمية والمصرية. كما يحتل الأطفال اهتمام واسعا من تركيبة المكان.. سواء من خلال تخصيص فضاء خاص بهم في الناحية الشمالية من المركز بجانب قطار ينقلهم من مكان لآخر. كما يغلب على الموقع الطراز المعماري العربي ذو القباب والأقواس، وجميعها مزدانة باللون الترابي الذي يزاوج بين الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى التنوع الواضح على مستوى المقاهي والمطاعم التي تقدم وجبات من دول عربية وآسيوية وغربية مختلفة. الكوزينة تجمع الشامي بالمغاربي على ساحة المشاة تسقط العبارة الشعبية الرائجة "واش اللي جاب الشامي على المغربي" تكتشف ذلك حين تتعثر بمطعم من طراز فاخر يحمل مسمى "مازجان: مطعم لبناني مغربي" وهو فرع لمطعم آخر في دبي الإماراتية والمتخصص في تقديم وجبات لبنانية ومغاربية في الوقت ذاته.يمتاز "مازجان" بتصميماته المغاربية من الداخل واللمسة اللبنانية في الفناء المقابل.. "هشام" وهو مدير المطعم شاب مغربي دمث الأخلاق وبشوش بالكاد تسمع صوته وهو يتنقل بين الزبائن مقدما خدماته.. عندما اكتشف وجودنا سرعان ما نقل الحديث من خصوصية المطعم إلى خصوصية العلاقات المغربية -الجزائرية متمنيا أن تزول سحابات الصيف لتشرع الحدود البرية بين البلدين حتى يتنقل مواطنو البلدين الشقيقين بحرية. أعيده إلى السؤال الأساس "واش جاب الشامي على المغربي"، يرد بذكاء "مازجان"، أمازحه تقصد "الكوزينة"، نضحك سويا قبل أن يضيف نادل آخر ب "الشعوب العربية مهما تفرقت فهي تجتمع على مستوى المعدة" على الأقل! في تلك اللحظة تبدأ فعالية "النافورة الراقصة" لتؤكد من جديد أن هناك ما يجمع بين هذه الشعوب.. شيئا يتجاوز المعدة نحو الفنون. حيث بدأت فعاليات صاخبة بفقرات موسيقية من مختلف الدول العربية مرفوقة بعروض مائية راقصة.