اتسمت أجواء الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل، بالعاصمة، بالفتور والاحتشام واللامبالاة، فكانت الحملة الانتخابية "باهتة" ودون "الصخب" المعتاد في هذه المواعيد التي تسبق ولوج قصر المرادية. لم يتغير وجه العاصمة خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، حيث بقيت أجواؤها جدّ عادية رغم تزامن ذلك مع العطلة الربيعية، التي لم تكسر ركودا وجمودا يعكس عدم تجاوب المواطنين ولا مبالاتهم بالدعاية الانتخابية التي أطلقها المرشحون منذ مدة، والتي دعوا فيها إلى التصويت بقوة، معبرين في الوقت نفسه عن مدى أهمية هذه الانتخابات، خاصة في ظل المرحلة الحالية، فيما يمكن رصد حالة من "النفور" الذي عبّر عنه عدد كبير من المواطنين في شتى ربوع الوطن، وليس في العاصمة فحسب. أما بخصوص ملصقات المترشحين الستة لهذا الاستحقاق، فقد اقتصرت على صورتي الرئيس المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، وكذا المترشح الحر علي بن فليس، بعد أن غابت "بوستيرات" أغلب المترشحين الباقين، وهو ما يعطي انطباعا أن التنافس الدعائي منحصر بين هذين المتنافسين فقط، كما حدث عام 2004، ما ينقل إحساسا عبر عنه بعض المواطنين بأن "باقي المترشحين مجرد ديكور إلى حدّ الآن على الأقل"، ويرجع سبب هذا العزوف، حسب الكثير من المواطنين، ضعف برامج الأحزاب وظهورها فقط في المواعيد الانتخابية، من جهة، وضعف طرقهم الاتصالية التي تخلق قنوات واحتكاك مباشر مع المواطن، من جهة أخرى. هذا وككل حملة انتخابية في الجزائر، عبر الأسبوع الأول من حملة رئاسيات أفريل الداخل، هشاشة البرامج السياسية لهذه الأحزاب العاجزة عن الخروج من الإطار ذاته، الذي لا يرقى إلى تطلعات المواطنين ولا إلى متطلبات المرحلة السياسية الراهنة والمقبلة على حدّ سواء، ربما هذا ما جعل عددا ليس بالهيّن من الجزائريين "ينفر" من متابعة الأسبوع الأول من الحملة بالعاصمة، في انتظار ما سيكشف عنه الوقت المتبقي.