يجمع فيلم "ياسمين الزرقاء"(Blue Jasmine) للمخرج والكاتب السينمائي وودي ألن بين الحالات الجادة والكوميدية، وينتمي للسينما الأميركية المستقلة. أنتج عام 2013 ويراه النقاد واحداً من أفضل أفلام وودي ألن منذ سنوات من بطولة النجمة الأسترالية كيت بلانشيت التي حصلت، كما توقع الكثيرون، على جائزة أفضل ممثلة عن أدائها المميز فيه، يشاركها التمثيل أليك بالدوين ولويس سي كي وبيتر سارسجارد. يتابع الفيلم قصة الانخفاض المأسوي للطبقة الاجتماعية الفائقة الثراء، عبر روايه حكاية امرأة شابة من منهاتن لم تكمل دراستها تتعرف على رجل ثري "دوايت واستلايك " (أليك بالدوين) يطمح إلى أن يكون عضواً في الكونغرس في كاليفورنيا، ينقلها من حياة الفقر والتشرد في بروكلين إلى دنيا من الأحلام الوردية في نيويورك وإلى مكانة اجتماعية جديدة، قبل أن يتلاشى كل ذلك بداعي الاحتيال والخيانة. تترك وهي منهارة حياة الرفاهية وتسافر لأختها جنجر (سالي هوكنز) في سان فرانسيسكو التي انفصلت عن زوجها، لتعيش معها وتبدأ حياتها من جديد، بعدما اكتشفت أن الثروة التي جمعها زوجها كانت نتيجة الاحتيال وقيامه بأعمال غير مشروعة. وتكشف القصة صعوبة تأقلمها مع حياتها الجديدة، وهي التي تعاني عدم استقرار نفسي يوصلها في بعض الأحيان إلى حد الجنون. كما يتسلسل الفيلم إلى بعض المشاهد التي توضح تفاصيل حياتها مع زوجها في نيويورك. ولم يكن واضحاً مصير زوجها في البداية، وهو الذي سُجن وانتحر في السجن، وتبقى مشاعر ياسمين غير واضحة حياله. ويظهر الفلاش باك استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ياسمين للتحقيق في تعاملات زوجها التجارية، وذلك بعد اعترافه لها بأنه أقام علاقات عديدة مع نساء أخريات وأنه كان على وشك أن يتركها من أجل امرأة أصغر منها بكثير. كما تناضل ياسمين بعد أن بلغت قاع الحضيض مع الذكريات المؤرقة من ماض متميز يحمل الحقائق المظلمة عن ألمها الذي تجاهلته، وتحاول استعادة ألقها في الوقت الحاضر وتسعى لإنقاذ ما تبقى من روحها والعثور على المعنى الإنساني الذي فقدته. ويختتم الفيلم بمشهد تظهر فيه ياسمين وهي تجلس وحيدة على مقعد في حديقة عامة وفي حالة من الاضطراب العقلي، تتحدث مع نفسها عن مشكلاتها ومتاعبها التي لا تنتهي. تقول كيت بلانشيت: "إنها نهاية فترة الرفاهية بالنسبة لهذه المرأة التي تجد نفسها تعيش على وقع الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، فتهرب إلى عالم الخيال والذي يقترب بها من مرحلة الجنون، إنها ليست قصة مليئة بالدروس الأخلاقية ولكني أراها قصة مسلية ومؤثرة في الوقت ذاته، وهذا ما حاولت أن أنقله في الفيلم". تلقى الفيلم الثناء من النقاد، ولا سيما بالنسبة لأداء بلانشيت المرهف، وللقصة القوية وللحوارات بلمستها الكوميدية، ولإدارة وودي الن المميزة للممثلين، كما حاز نجاحا في شباك التذاكر، وحصلت بلانشيت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وأفضل ممثلة مساعدة لسالي هوكينز. منحت أيضا جوائز أخرى عديدة منها: جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة بافتا لأفضل ممثلة في دور رئيسي.