بات فيلم الخيال العلمي "جاذبية"، الفائز الأكبر في حفل توزيع جوائز الدورة السادسة والثمانين لجوائز الأوسكار بحصوله على سبع جوائز من بينها جائزة الإخراج للمكسيكي "ألفونسو كوارون" أول مخرج لاتيني يفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج، والتصوير والموسيقى التصويرية لستيفن برايس وهي أول جائزة أوسكار ينالها في حياته، بينما ذهبت جائزة أوسكار أفضل فيلم ل "12 عاما من العبودية". وللعام الثاني على التوالي، تذهب جائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل فيلم لفيلمين مختلفين، وقال مخرج فيلم "جاذبية" كوارون "ثمة شيء لم نقله على خشبة المسرح أن كل ذلك يعود إلى ساندرا بولوك"، فيما قال المخرج البريطاني ستيف ماكوين الذي قفز فرحا عند إعلان فوز فيلمه "12 عاما من العبودية" في كلمته بعد نيل الجائزة: "الكل يستحق لا أن يبقى على قيد الحياة فقط بل أن يعيش، هذا هو أهم إرث لسولومون نورثوب وأنا أهدي هذه الجائزة لكل من تحملوا وطأة العبودية ول21 مليون شخص ما زالوا يعانون من العبودية اليوم". وقد اعتمد الفيلم، على قصة حقيقية لأمريكي من أصول إفريقية يمر بتجربة عبودية، وقد كتب تجربته في كتاب كان مصدرا لسيناريو الفيلم الذي منح جائزة أوسكار أفضل سيناريو منقول عن كتاب لكاتب السيناريو جون ريدلي، وفازت الممثلة الواعدة لوبيتا نيونغو بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فيه. كما حصلت الممثلة كيت بلانشيت، كما توقع الكثيرون، على جائزة أفضل ممثلة عن أدائها المميز في فيلم "ياسمين الزرقاء"، من تأليف وإخراج وودي آلن وبطولة كيت بلانشيت وأليك بالدوين ولويس سي.كي وبيتر سارسجارد. يروي الفيلم قصة إمرأة ذات مكانة إجتماعية تترك حياة الرفاهية في نيويورك وتنتقل إلى العيش مع أختها في سان فرانسيسكو بعد أن اكتشفت أن الثروة التي جمعها زوجها، كانت نتيجة احتياله وقيامه بأعمال غير مشروعة، فتسافر لأختها في سان فرانسيسكو لتعيش معها وتبدأ حياتها من جديد. تقول كيت بلانشيت: "إنها نهاية فترة الرفاهية بالنسبة لهذه الإمرأة التي تجد نفسها تعيش على وقع الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، فتهرب إلى عالم الخيال والذي يقترب بها من مرحلة الجنون، إنها ليست قصة مليئة بالدروس الأخلاقية ولكني أراها قصة مسلية ومؤثرة في الوقت ذاته، وهذا ما حاولت أن أنقله في الفيلم". وذهبت جائزة أفضل ممثل، للأمريكي "ماثيو ماكونهي" عن دوره في فيلم "نادي مشتري دالاس"، حيث قدم أداءً قويا في شخصية مصاب بالإيدز يقوم بتهريب دواء الإيدز إلى الولاياتالمتحدة. أحداث الفيلم، تدور في دالاس عام 1985، حول الكهربائي والمعاقر للكحول والمخدرات وزير النساء "رون وودروف"، الذي يكتشف إصابته بمرض نقص المناعة ويخبره الأطباء بأن أمامه 30 يوما فقط حتى يتوفى، ما يدفعه للبحث عن الدواء الذي يشفيه حتى يعلم بوجود عقار يدعى "AZT" لا يمكن دفع تكلفته الغالية، فيحاول التحايل على الحكومة كي يحصل عليه ويستطيع توفيره لكل مرضى الإيدز خلال تلك الفترة بمنتصف الثمانينات. وقد خسر الممثل ماكونهي، نحو 32 كيلوغراما من وزنه ليؤدي هذا الدور في الفيلم، كما حصد الفيلم ذاته جائزة أفضل ممثل مساعد للممثل جاريد ليتو، الذي ألقى كلمة مشحونة بالعاطفة بعد فوزه مهديا الفوز إلى والدته ل "تعليمي كيف أحلم". ومنح السينارست سبايك جونز، أوسكار أفضل سيناريو أصلي عن فيلم "هير"، الذي يتحدث عن كاتب يدعى "ثيودور" يعاني من الوحدة ويقضي أوقات فراغه مع ألعاب الفيديو، لكن تنقلب حياته رأسا على عقب عندما يشتري جهازا يدعى "OS1" يتيح له إقامة علاقات عاطفية كيفما شاء. وعلى الرغم من تنافس ثلاثة أفلام عربية للحصول على جائزة الأوسكار هذا العام لأول مرة في فئات مختلفة، إلا أنها لم تنل أي من الجوائز التي رشحت لها. والأفلام الثلاثة هي فيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي تنافس على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وفيلم "الميدان" للمخرجة الأمريكية من أصول مصرية جيهان نجيم في فئة الفيلم الوثائقي، فضلا الفيلم اليمني القصير "ليس للكرامة جدران" الذي تنافس في فئة الفيلم القصير. فيما حصد فيلم " الجمال الباهر" للمخرج الإيطالي باولو سورنتينو جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وكان قد حصل على جائزة السينما الأوروبية لهذا العام، إن فيلم "الجمال الباهر"، يرصد حياة كاتب أعزب في الخامسة والستين من عمره يطوف أرجاء العاصمة الإيطالية روما بين مجتمعات الأرستقراطيين والسياسيين والكتاب والشعراء والمهمشين، بحثا عن أسرار الجمال العظيم، وثمة حديث واسع عن تشابه أو محاولة للتقارب مع فيلّيني في فيلم باولو سورّينتينو "الجمال الباهر". ونال فيلم الرسوم المتحركة "فروزن" لكريستين أندرسن لوبيز وروبرت لوبيز، الذي حصد مؤخرا نحو مليار دولار في شباك التذاكر، على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب حصوله على أوسكار أفضل أغنية، ويروي الفيلم المقتبس بتصرف عن قصة لاندرسن، مغامرات شقيقتين أميرتين تملك إحداهما القدرة على تحويل كل ما تلمسه إلى جليد.. وحصد فيلم "غاتسبي العظيم" جائزتي أوسكار عن أفضل تصميم أزياء وأفضل تصميم إنتاج التي استلمتها شريكة المخرج باز لومان كاثرين مارتن، كما نال المخرج البريطاني مالكولم كلارك، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلمه "السيدة بالرقم ستة: موسيقى أنقذت حياتي"، وقدمت جائزة أوسكار شرفية للممثلة أنجيلا لانسبري عن مجمل مسيرتها الفنية. وجرت وقائع حفل توزيع جوائز الأوسكار، في مسرح دولبي في لوس أنجلس بالولاياتالمتحدة.