أبان الشارع العاصمي قبل ساعات عن فتح مكاتب الاقتراع للناخبين بمناسبة الانتخابات الرئاسية، التي تجرى اليوم، عن عدم اكتراث بهذا الموعد السياسي، في حين أبدى بعض المواطنين توجسا وتهافتا على بعض المواد الغذائية الأساسية كالسميد والفرينة والزيت... إلخ، بسبب شائعات تروج لإمكانية حدوث "انزلاقات". عبّر بعض أصحاب دكاكين المواد الغذائية ل "الجزائر نيوز"، عن عدم وجود ندرة في المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، مؤكدين أن هناك نوعا من التهافت على بعض المواد الغذائية كالسميد والفرينة والزيت.. جراء إشاعات تروج لامكانية حدوث انزلاقات في الشارع تزامنا مع موعد 17 أفريل، وقد عبّر أحد باعة المواد الغذائية عن هذا الأمر قائلا "أصبح الجزائريون يتهافتون على مواد كالسميد والفرينة وحتى الزيت وهذا ما لاحظناه في هذه الأيام قبل موعد الانتخابات الرئاسية"، في الاتجاه ذاته، عبّر قابض بأحد المحلات بالقرب من سوق "كلوزال" الشعبي، قائلا "إذا ما واصل الأمر على ما هو عليه فإن مثل هذه المنتوجات ستعرف ندرة جراء التهافت الكبير عليها من طرف المواطنين"، مضيفا في "هناك زيادات في أسعار السميد لأن بعضا من تجار الجملة بجسر قسنطينة اعتمدوا سياسة الاحتكار قبل الانتخابات واستطاعوا فرض الأسعار التي يريدونها على باعة التجزئة"، موجها انتقادا لمصالح "الرقابة وقمع الغش" التي وصفها ب "الغائبة تماما عن فرض منطق القانون على المحتكرين"، وقد شهدنا في معظم المحلات إقبالا كبيرا على مواد الاستهلاك الواسع خاصة السميد، الفرينة، الزيت، القهوة كما كان الحال مع رجل تقدم طالبا كميات كبيرة من بعض هذه المواد في المحل الذي كنا نتواجد به، حيث برر ذلك بأن "الأمور في الجزائر مقلقة ولا يمكن بأي حال من الأحوال معرفة ماذا تخبئه الأيام"، وحسبه فإنه يقوم بشراء مختلف المواد الغذائية خاصة أن أسرته كبيرة بشكل احتياطي، مقارنا الوضع بما تشهده العاصمة كل مرة "قبيل أي موعد ديني مثل عيدي الفطر والأضحى". وبخصوص هذه المسألة، صرح الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، ل "الجزائر نيوز"، بأن النشاط التجاري "لن يعرف اضطرابا والتمويل كذلك سيبقى مستقرا عشية الانتخابات الرئاسية بما فيها أسواق الجملة للخضر والفواكه كسوق الحطاطبة الذي سيعمل بصفة عادية صبيحة يوم الانتخاب"، مؤكدا بخصوص التهافت على المواد الغذائية والشائعات التي دفعت له، أن "بعض المحتكرين للمواد الغذائية هم الذين يقفون وراء فبركتها من أجل التخلص من مخازنهم المملوءة"، منتهيا في الأخير بقوله "تخوف المواطن وراء هذه الطلبات المفاجئة على السوق ما أدى إلى تدهور وخلل في تمويل بعض المواد الغذائية الأساسية". من جهة أخرى، عبّر العديد من باعة الخضر والفواكه بسوق "كلوزال" الشعبي، أن الأمور جد عادية ساعات قبل الانتخابات الرئاسية التي تشهد جدلا ساخنا على المستويين السياسي والإعلامي بالمقارنة مع رئاسيات سابقة شهدتها البلاد، حيث قال لنا أحد الباعة في المدخل الرئيسي للسوق المذكورة إن كل ما يقال عن ندرة السلع الغذائية التي يواظب عليها المستهلك الجزائري قبل الانتخابات "مجرد افتراء وكذب وعبارة عن إشاعات مغرضة". وفي السياق نفسه، أكد لنا بائع كان يقوم بوزن حبات من الطماطم لأحد الزبائن، قائلا "يا أخي لا توجد إطلاقا ندرة للخضر بسبب موعد الانتخابات الرئاسية"، اغتنمنا فرصة قدوم سيدة تستفسر عن بعض الأسعار وطرحنا عليها الموضوع، فأجابت قائلة "الأسعار في غير متناول المواطن البسيط وهذا منذ أشهر، ولكن نحن لم نعتبر هذا أبدا ارتفاعا أو ندرة في المواد الغذائية بمناسبة الانتخابات والدليل هي أرجاء هذه السوق العامرة بالخيرات"، مضيفة في السياق ذاته "ما يمكن انتظاره هو ما بعد هذه الانتخابات وما تفرزه من نتائج سياسية واقتصادية من الممكن أن تؤثر على جيب المواطن الجزائري الذي يعيش أغلبيته أوضاعا جد صعبة نظرا لضعف الدخل لغالبية الأسر الجزائرية". اتجهنا في السوق نفسها إلى قصاب، حيث نفى نهائيا ندرة ممكنة للحوم الحمراء، قائلا "نحن نزاول عملنا بطريقة عادية ولا تهمنا الانتخابات ولا شيء آخر، وبخصوص الندرة فهذا أمر يدخل في إطار الإشاعات في كل مرة بمناسبة أي موعد انتخابي".