سيتم إصدار، قريبا، أول كتاب يعنى بالدراسة والتحقيق في مخطوط دفتر الأوقاف لمدينة قسنطينة، وفقا لما أفاد به مؤلفه الأستاذ والباحث في علم الآثار بالمركز الجامعي لتيبازة الدكتور عبد القادر دحدوح. وأوضح دحدوح على هامش لقاء دراسي حول "التراث الثقافي والتاريخي لمنطقة الونشريس في زمن الرقمنة"، الذي اختتمت أشغاله أول أمس الخميس، بدار الثقافة لتيسمسيلت، أن هذا الكتاب يتضمن دراسة تاريخية وتحقيق معمق من خلال استخراج معارف جد قيمة حول تاريخ مدينة قسنطينة وعمرانها وعلمائها خلال القرنين ال 14 و17 الميلادي. ويعد هذا المخطوط الموجود بالمكتبة الوطنية بالحامة (الجزائر العاصمة)، أقدم وثيقة جمعت أوقاف مدن جزائرية منها قسنطينة ويشمل مجموعة من الوثائق والعقود الموثقة من قبل قضاة مدينة قسنطينة خلال القرنين المذكورين. ويعتبر الباحث ذاته، أن "هذا المخطوط مطلوب من قبل الباحثين والمؤرخين كونه يغطي فترة تميزت بقلة المصادر حولها ويضم كذلك معلومات لم يسبق لمصادر تاريخية أن ذكرتها كتلك التي تخص الفترة الانتقالية من الدولة الحفصية إلى الدولة العثمانية بقسنطينة". وستقوم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بنشر هذا الكتاب الذي يتجاوز ال 250 صفحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة وذلك في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، يضيف المصدر نفسه. كما كشف عن الشروع خلال هذه السنة في إطار برنامج المركز الجامعي لتيبازة في تجديد دراسات تاريخية معمقة عن المخطوطات الإسلامية لبعض الزوايا بالوطن على غرار تلك المتواجدة بقسنطينة والشلف.