تعكس حوادث الانفجار والحرائق المسجلة بمحطات الوقود عدم احترام معايير الأمن والسلامة داخل هذه المحطات التي تبقي عليها السلطات المعنية داخل التجمعات السكنية بالرغم من الخطر الذي تشكله على سلامة القاطنين بها وهو ما يجعلها بمثابة "قنابل موقوتة" تهدد سلامتهم. يطرح حادث انفجار محطة الوقود، بالبويرة، الذي خلف مقتل شخص وجرح ثمانية آخرين إلى جانب تسجيل خسائر مادية معتبرة، أول أمس، عدة تساؤلات حول اعتماد الإجراءات الوقائية وتطبيق معايير الأمن والسلامة في مثل هذه المنشآت التي يهدد تواجدها وسط الأحياء السكنية مثلما هو مسجل بكل من ساحة أول ماي، الخروبة، حسين داي...الخ، حيث تكون خطرا على سلامة المواطنين . وحسب تأكيد نائب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، برناوي نسيم، ل/ الجزائر نيوز/ فإن تدخل مصالح الحماية المدنية حال دون وقوع الكارثة جراء هذا الانفجار بسبب الحريق الذي شب في الجناح الخاص بغسل السيارات لتمتد بعد ذلك السنة اللهب التي خلفت خسائر بشرية ومادية، بحيث احصت ذات المصالح وفاة عامل يبلغ من العمر 44 سنة وإصابة 08 آخرين بحروق من الدرجة الأولى تم نقلهم إلى المؤسسة الاستشفائية أمشدالة، وحرق سيارتين وشاحنة، وأكد ذات المتحدث أن أسباب نشوب هذا الحريق الذي خلف حصيلة ثقيلة تبقى متعددة والاحتمالات المطروحة المتعلقة بشرارة كهربائية او أي مسبب آخر مطروحة، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق في هذه القضية، وأضاف أن معايير الأمن والسلامة يشترط توفيرها قبل ادراج هذه المحطة حيز الخدمة واستقبال الزبائن نظرا للمواد القابلة للالتهاب التي تحتويها والتي تشكل خطرا على حياة المواطنين وبالتالي يتم اعتماد معايير أمن خاصة من المحتمل أن يكون القائمون على هذه المحطة التي سجل بها الانفجار قد أخلوا بها. إلى جانب ذلك، أكد نائب المكلف بالاعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أن الزيارات الفجائية للجان التفتيش تحرص على مراقبة المكان من حيث توفير هذه المعايير وتطبيق تقنيات الأمن ليتم بعد ذلك اصدار اعذار في حال اخلال صاحب المؤسسة بهذه المعايير بالتنسيق عن طريق رئيس البلدية او الوالي، وفي حال عدم استدراك الوضع تتعرض المحطة للغلق. ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد عايش سكان العاصمة عدة انفجارات سواء في المنشآت الصناعية أو محطات الوقود، آخرها الحريق المهول الذي شب بمخرن نفطال بالخروبة والذي خلف جرح ما لا يقل عن أربعة أشخاص وخسائر مادية أخرى تمت السيطرة عليه قبل أن يحدث كارثة ، وقبلها نشب حريق بملبنة "يوغرطة"ببلدية براقي هذا الوضع الذي يطرح العديد من التساؤلات المتعلقة بتطبيق معايير الأمن والسلامة والإبقاء على هذه المنشآت وسط التجمعات السكنية. سارة.ب عبد الحميد بوداود رئيس الهيئة الوطنية للخبراء المهندسين المعماريين: نطالب بإنجاز محطات الوقود خارج التجمعات السكنية أعاد الحادث الذي أودى بحياة شاب عامل وإصابة سبعة عمال آخرين أول أمس، جراء شرارة كهربائية بمحل لغسيل السيارات الواقع بمحطة وقود بمنطقة "غافور" شرق البويرة، الحديث مجددا عن أوضاع محطات الوقود المتواجدة في أغلبها وسط أحياء ومباني سكنية في مدننا، ما يطرح في السياق ذاته تساؤلات أخرى حول معايير السلامة المتخذة قبل الشروع في بناء هذه المحطات الخاصة بتعبئة الوقود، وفي ذلك أكد عبد الحميد بوداود رئيس الهيئة الوطنية للخبراء المهندسين المعماريين في اتصال ل "الجزائر نيوز" بأن استمرار العديد منها على ما هي عليه سيبقي على "الخطر الكبير الذي يهدد سلامة وأمن المواطنين خاصة في بلديات العاصمة"، وبرر بوداود هذا الأمر إلى ما وصفه ب "انعدام التخطيط من الجهات المعنية وعدم تطبيق القانون بخصوص إنشاء محطات الوقود". وبما أن العديد من التجمعات السكنية ترفض إنجاز هذه المحطات بين الأوساط العمرانية في المقابل يتمكن أصحابها من الحصول على الرخصة والتصريح بطرق أخرى، أجاب بوداود "المشكل في الجزائر ليس في القوانين ولكن في القفز عليها وعدم تطبيقها على الميدان"، وبصفته خبير في مجال البناء المعماري طالب عبد الحميد بوداود من جهته إلى التفكير في إنجاز محطات الوقود "خارج مجال التجمعات السكنية خاصة مع مشاريع السكنات الجديدة". من جانب آخر حمّل بوداود المسؤولية بخصوص إنشاء محطات وقود بعيدة عن المجمعات السكنية إلى مؤسسة "نفطال"، حيث اعتبرها المتحدث "المعنية الأولى بالأمر"، بالإضافة إلى رؤساء البلديات، وأفاد "من المفترض أن مؤسسة "نفطال" تفرض دفتر شروط على المحطات الخاصة بتعبئة الوقود ولا بد على البلدية المعنية أن تسهر بدورها على تطبيق المقاييس والمعايير المعمول بها لحماية السكان المعنيين بالدرجة الأولى بالخطر الذي يهددهم جراء قربهم من هذه المحطات المعروف بأنها حاملة لمواد قابلة للاشتعال ومضرة بالصحة"، ونشير في نفس السياق بأن آخر دراسة في هذا المجال أنجزها باحثون من جامعة "موريسيا" بإسبانيا كشفت عن أخطار عديدة تنجم عن تمركز محطات للبنزين على بعد 50 أو 100 متر من التجمعات السكنية، لاسيما على الجانب الصحي للمواطنين. اسلام كعبش المكلف بالإعلام بشركة نفطال شردود جمال ل"الجزائر نيوز": المهنية تقتضي من أصحاب محطات الوقود اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة أكد المكلف بالإعلام بمؤسسة نفطال، شردود جمال، أن المهنية تقتضي من أصحاب محطات الوقود احترام معايير الأمن والسلامة واتخاذ تدابير لازمة لتفادي وقوع حوادث مماثلة. قال المكلف بالإعلام بمؤسسة نفطال، جما ل شردود، إن محطات الوقود التابعة للمؤسسة لم تسجل بها لحد الآن حوادث مماثلة نظرا لاحترام معايير السلامة والأمن واتخاذ الاحتياطات الضرورية، ومشيرا إلى أن المهنية تقتضي اعتماد معايير محددة يفترض بأصحاب محطات الوقود الالتزام بها، وأشار إلى أن المؤسسة مسؤولة عن تسيير المحطات العمومية معتبرا أن الحادثة التي وقعت بمحطة الوقود بالبويرة استثنائية، ولأن سلوكات بعض المواطنين الخاطئة على غرار التدخين اشعال الضوء والمحرك ...الخ، تؤدي إلى تسجيل مثل هذه الحوادث عمدت هذه المؤسسة إلى اصدار مطويات خاصة عبر المحطات لتحسيس المواطنين. و يتجاوز عدد محطات الوقود على المستوى الوطني 2000 محطة حسب ذات المتحدث الذي قال إن 13 محطة على مستوى الطريق السيار شرق غرب وضعت تحت تصرف المواطنين .