تعال سيأتي المساء عريضا لكَ أن تمرّ.. بكلِّ احتفالات الطريق لخدّ البحيرة إنّما قلبي وحدهُ من يلوح بالنقاء.. من يبحر بتلك الزوارق أعلى النّهر؟ ملاحوها أم وجوه فارغة؟ ومن سيدفع عنها الغرق؟! أنا أم قاربي؟ للاتصال الأخير ساعته، لا أمل إذن! أوقف النّبض وتسارعاته، وقل لقلبك أن يستريحَ فلستَ حرّاً -كما تقول- إن لم تدع للأحبّة حرياتهم تمشّى مرحاً بمفردكَ.. وبمذاقك تعطّر، إملإ القناني الصّغيرة،من دم قلبكَ! وقل للثّريّا: أحبكِ أعرف أنك قبيل الغروب سترسم زهرة مقمرةً، لا ترى -أنت- ألوانها! بل ترى.. ربما خضرةً بعض ازرقاق، ربما شفةً ريقها من تحب، إشتهت قبلةً آسرةً طيرها لم يزل كالصّباح طليقاً قوسه ماطر، كل دوراته العاليات، إطلالة.. لو تشاء اشتَرتك! لكنك المستباح أفقتَ رويداً وفاتك في الوقت أن تشترَى! أعطني إصبعاَ، دمعةَ، أيما لثغةَ أعطني خاتماَ كي أضيئ النّدى، عينها كي أرى! نغمةً تطري الحروف الصغارَ.. جِنّة من لظى! من.. أنا؟ بل أنا! نور.. بل جَنّة من عدن، لا أريد... تَعالَ وخذ ما تريد، وموّج يديك كأنك تطفو، تغرق، تصرخ.. تموَّج ذياك صوت سيفرح! كن: أول بصمةعطر/ همسة عين/ رمشة اصبع.. كن: وردةً للظفيرة! فتحتَ ارتحالكَ أنت التّلذذ، أنت التعشقَ، أنت الرّشادة لا تسترد اتزانك إلا لتمشي! ولا تعشو ليلا ولا تستفيق الظهيرة! عين وكم دقَّ قلب، وكم رفّ نحو الغياب حضورك قل لي فديتك: طال الطريق أم طاولتك البطالة عمن تحب؟ أتعلن أنك عدتَ؟ أتعلو..؟ أم تتدانى كأنك مِتَ؟! رويدك، ريثاً ف ريثاً تعالَ.. تحسس نبضي تراكَ وأشعر أني، بنبضك أنتَ تعالَ.. تعالَ.. كأنك أنتَ.