انهار، أمس، محل إيناديتكس -سابقا- بنهج ابن النفيس بميسونيي، وسط العاصمة، حيث أسفر الانهيار عن وفاة امرأة عجوز، في الثامنة والسبعين من العمر، كانت مارة بقربه، وذلك في حدود الساعة التاسعة إلى التاسعة والنصف صباحا. اهتزت المنطقة التي يتواجد فيها المحل على وقع دوي الانهيار، الذي "يشبه الزلزال"، حسب ما أفادنا به بقال على بعد عشرين مترا من المكان، "حيث ذهبت لشراء الخبز بالقرب من هنا، فسمعت دويا يشبه الزلزال"، يقول محدثنا، الذي أكد أنه "كان متوقعا في أي لحظة أن يحدث الانهيار بسبب تقادمه وتآكله إن لم يتم تهيئته وترميمه من طرف المسؤولين"، مؤكدا "سبق وأن تقرر ترميمه من طرف رئيس البلدية السابق، ولكن ذلك لم يتم". وتسبب الانهيار في تضرر المحل الذي بجانب "إيناديتكس" بنسبة كبيرة، وكذلك تضرر سيارة من نوع "هيلوكس"، كانت رابضة بمحاذاته، وتعاون رجال الحماية المدنية والشرطة والمواطنون في إبعادها، بعد تمزق عجلاتها، بينما تم تسجيل إصابة واحدة لعجوز في الثامنة والسبعين من العمر، "بجروح في رأسها وكسر في ساقيها"، حسب ما أفادنا به شهود عيان، "تم نقلها من قبل رجال الحماية إلى مستشفى مصطفى باشا" حيث لفظت أنفاسها الأخيرة. وقد استمر رجال الحماية المدنية، بالتعاون مع السكان ورجال الأمن، إلى غاية ما بعد الحادية عشرة صباحا، في نزع آثار الانهيار، كما قامت الشرطة بتطويق المكان وإبعاد المواطنين ومنعهم من الاقتراب من مكان الحادثة. هذا وأعرب سكان حي ميسونيي عن سخطهم مما اعتبروه "إهمال السلطات المحلية"، حيث أكد لنا إسلام، الشاب الذي انتشل العجوز ، أنه رفقة بعض من شباب الحي، ذهبوا، أول أمس، لملاقاة رئيس بلدية سيدي أمحمد، زيناسني، "لطلب ترميم المحل، غير أن المير رفض استقبالنا"، وأظهر لنا بلال، أحد شباب الحي، ممن رفض "المير" استقبالهم، مقطع فيديو صوره بهاتفه النقال بمقر البلدية، وقال "عدنا أدراجنا، وجمعنا شباب الحي، ثم رجعنا إلى مقر البلدية، حيث أذعن المير للضغوط واستقبلنا، ووعدنا بتسوية الأمر في غضون ثمانية أيام، ولكن العدالة الإلهية -يقول المتحدث- كشفتهم، حيث انهار المحل بعد يوم واحد فقط من لقائنا برئيس البلدية". ونفى نائب رئيس البلدية بلال برقوق، خلال حديثه معنا، أن يكون طلب شباب الحي لترميم المحل، "وإنما أرادوا الترخيص لاستغلاله كبازار"، في حين أعرب جلول، أحد سكان ميسونيي، قائلا "أنا شخصيا قدمت طلبا لاستغلاله، بدل أن يبقى شاغرا، ويبقى أولادي بلا عمل، أو ينصبوا الطاولات، ثم يضطرون لنزعها عند رؤيتهم للشرطة"، مضيفا "كان يتوجب أن يقوموا بترميمه، منذ التسعينات، ولكنهم تركوه على حاله حتى ازدادت حالته سوءا، فحدث ما حدث اليوم". كما تسبب تذمر شباب الحي في صبهم جام غضبهم على الوالي المنتدب لدى دائرة سيدي أمحمد، الذي تنقل إلى عين المكان، قبل أن يضطر للمغادرة بعدما أحاط به الشباب الغاضب، حيث دعاهم للتنقل إلى مقر الدائرة، وتعيين ممثلين عنهم للحديث باسمهم، بينما رفض مدير ديوان رئيس الدائرة السيد فريد الحديث إلى الصحافة. وبالموازاة مع تغطيتنا للحادثة، وحديثنا مع سكان الحي الذين كانوا حاضرين في المكان، أشار لنا حسين، صاحب محل لبيع الأقمشة في الرصيف الموازي، إلى العمارة المتواجدة بمحاذاة محله، إلى الأسفل من محل "إيناديتكس" السابق، ذات الخمسة طوابق، حيث أشار إلى أسقف الشرفات، وكيف أنها متشققة، وفعلا لمحنا أن سقف شرفة كل طابق متشقق، حيث أكد لنا توفيق، أحد سكان الحي، أنه "كلما تتشقق قطعة من سقف، فإنها، غالبا، تسقط إلى أسفل العمارة كحجرة، ومن الممكن أن تصيب أي شخص يمر بقربها"، وذكر لنا حسين حادثة مماثلة، "عندما سقطت ذات مرة قطعة كبيرة من الطابق الثالث، كما ترى آثاره، ومن حسن الحظ أن ذلك حدث يوم جمعة، وفي حدود الثالثة مساء، حيث كما تعلم يكون الحي شبه فارغ، وإلا كان يمكن أن تكون الكارثة أكبر".