تمكن المنتخب الوطني من الإبقاء على حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، بعدما فاز برباعية مقابل هدفين أمام نظيره الكوري الجنوبي، في المباراة التي أقيمت بينهما، أول أمس، بملعب "بيرا ريو"، ببورتو أليغري البرازيلية. ترقب قبل بداية المباراة، والبريد المركزي والمقاهي نسخة مصغرة من "بيرا ريو" وساد الترقب وسط الشارع الجزائري، أول أمس، قبل بداية المباراة، حيث انقسم الجزائريون بين متفائل بقدرة أشبال المدرب وحيد حاليلوزيتش على الفوز، ومتشائم يرى أن الخضر ليس لديهم أي حظ. وكان لنتيجة مباراة بلجيكا أمام روسيا وقع على نفوس الكثيرين، بين من تحسر على خسارة المباراة الأولى، خاصة بعد الأداء السيئ للشياطين الحمر، خلال مباراة أول أمس، وبين من أعطته نتيجة المباراة الأمل، فبعد فوز رفقاء إيدين هازارد وتأهلهم رسميا، فإن فوز المنتخب الجزائري أمام رفقاء الهداف جي شول كول سيعزز حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني، بما أنهم في حالة الفوز كانت ستنقصهم نقطة واحدة للتأهل. وتحولت ساحة البريد المركزي، المقاهي وبعض الأحياء، التي عرفت مشاهدة جماعية، إلى نسخة مصغرة من ملعب "بيرا ريو"، الذي احتضن المباراة، من حيث الأجواء التي سادت قبل وأثناء اللقاء، من أهازيج وترقب قبل بدايتها، وتفاعل أثناءها، ثم فرحة عامة بعد نهايتها. ثلاثية الشوط الأول تحدث هستيريا تفاعل الجزائريون مع الأداء الرائع للمنتخب الوطني في الشوط الأول، والذي أثمر ثلاثية نظيفة، بطريقة وصلت إلى حد الهستيريا، وهو ما لاحظته "الجزائر نيوز"، أول أمس، حيث عند كل هدف يسجله الخضر، إلا وتسمع صيحات وأهازيج في المقاهي، في الأحياء، البيوت وحتى في السيارات، حيث تطلق العنان لمنبهاتها، وحتى السفن الراسية في الميناء دوت منبهاتها عند كل هدف يسجله الخضر. وأعرب بعض من تحدثنا إليهم عن فرحتهم وعدم توقعهم لهذه النتيجة، وهو حال سفيان، تابع اللقاء في مقهى بالأبيار، الذي أكد لنا "لم أكن أتوقع أبدا أن يلعب المنتخب بهذه الطريقة"، معربا عن أمله في أن يواصلوا على هذا المنوال في الشوط الثاني، "وأن يسجلوا العديد من الأهداف"، على حد قوله، أما أمين، فأكد أنه كان يتوقع أن يفوز المنتخب الوطني، "خاصة بعد الخطة الهجومية التي دخلوا بها، ولكن لم أكن أتوقع أن يتفوقوا بهذه الطريقة، خاصة مع سرعة اللاعبين الكوريين"، كما لم يخف لنا تحسره على الخسارة الأولى أمام بلجيكا، قائلا: "عندما تابعت لقاء بلجيكاوروسيا، والأداء السيء لبلجيكا، ثم الآن (الحوار كان بعد نهاية الشوط الأول) المنتخب الجزائري متفوق، أدرك كم بالغنا في احترامهم"، مضيفا "لو لعبوا أمام بلجيكا كما يلعبون أمام كوريا الجنوبية، لكنا الآن متأهلين رسميا، ليس البلجيكيين من كانوا أقوى يضيف محدثنا- وإنما نحن من أعطيناهم أكثر من حجمهم". هدف كوريا الأول أدخل الشك في النفوس لم يكن الربع ساعة الأول من الشوط الثاني، بالنسبة للجزائريين، كما كانت العشرين دقيقة الأخيرة من سابقه، والتي سجل فيها الجزائريون ثلاثية كاملة، وكانت نسبة الاستحواذ على الكرة 55% لصالح "الأفناك" مقابل 45% للمنافس، حيث تراجعت العناصر الوطنية إلى الخلف، فاسحة المجال أمام اللاعبين الكوريين للاستحواذ على الكرة، وهو ما أثمر هدفا أولا لصالحهم، بعد خمس دقائق من بداية الشوط، ما أدخل الشك في نفوس الجزائريين، الذين عاشوا طوال ربع ساعة على أعصابهم، خاصة بعد سيطرة العناصر الكورية على وسط الميدان، وكانت تسديدة "يين كي" في الدقيقة 60، التي صدها مبولحي بصعوبة، أخطر لقطة، والتي حبست أنفاس أنصار الخضر، غير أن هدف ياسين براهيمي بعد ذلك بدقيقة، إثر هجمة من سفيان فغولي وثنائية بين اللاعبين، فجرت حناجر عشاق المنتخب الجزائري، وجعلتهم يتنفسون الصعداء نوعا ما، رغم أن العشرين دقيقة الأخيرة كانت صعبة على الدفاع الجزائري، بعد الهدف الثاني للمنتخب الكوري الجنوبي في الدقيقة 72 من توقيع جي شول كوو، وكذا ضغط المنافس في الدقائق الأخيرة، ما جعل أنصار "الأفناك" يعيشون على أعصابهم. فرحة عارمة بعد نهاية اللقاء، عرب يشاركون الاحتفالات ولا حديث إلا عن المنتخب أمس وانفجرت العاصمة ومختلف المدن الجزائرية فرحا، مباشرة بعد نهاية اللقاء، حيث انطلقت مواكب السيارات والحشود من الراجلين يجوبون الشوارع، مطلقين العنان لمنبهات السيارات والأغاني الممجدة للمنتخب الجزائري وحاملين العلم الوطني، حيث عبر لنا جل من تحدثنا إليهم عن فرحتهم بعد الانجاز التاريخي للخضر، بتسجيلهم رباعية، وفوزهم بعد 32 سنة من الانتظار، على غرار كمال، كان يجوب بسيارته شارع ديدوش مراد، الذي عبر عن أمله في أن يحقق المنتخب الوطني التأهل إلى الدور الثاني في المباراة القادمة أمام الدب الروسي. كما سجلنا، أول أمس، مشاركة مواطنين من جنسيات عربية فرحة الفوز، بما أن المنتخب الوطني هو الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال البرازيلي، على غرار شابين من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، اللذين هنآ الشعب الجزائري على الفوز، متمنين تأهل الخضر إلى الدور القادم، ونفس الأمر انطبق على عمر، شاب ليبي كان يحمل العلم الليبي ويجوب بسيارة رفقة أصدقائه شوارع حيدرة، عبر لنا عن افتخاره بمحاربي الصحراء، "الذين شرفوا العرب في مونديال البرازيل"، على حد قوله. هذا وكان لنا حديث، صبيحة أمس، مع عدد من المواطنين، الذين لم يكن لديهم حديث آخر سوى عن المنتخب الوطني، وفوزه على كوريا الجنوبية، وإنعاش حظوظه في التأهل، فقد أكد لنا سعيد، سائق تاكسي بساحة أول ماي، أن المنتخب الجزائري "أصبح أقرب، أكثر من أي وقت مضى، إلى الدور الثاني، بما أن التعادل أمام روسيا يكفيه للتأهل"، وهو الرأي الذي أبداه لنا أيمن، في المترو، قائلا: أن لقاء روسيا "فرصة تاريخية لمنتخبنا للتأهل إلى الدور الثاني، وإن لم يتأهلوا هذه المرة، فلن يتأهلوا أبدا"، على حد قوله، كما علق على الخطة الهجومية التي لعب بها المدرب وحيد حاليلوزيتش، أمام كوريا الجنوبية، قائلا: "الذين همشهم أمام بلجيكا هم من صنعوا الفارق أمام كوريا"، في إشارة إلى ياسين براهيمي وعبد المومن جابو.