أسفرت ورشات الإصلاح للمدرسة الجزائرية التي انطلقت منذ يومين بثانوية الرياضيات بالقبة عن 400 اقتراح يتضمن عصرنة التسيير البيداغوجي، وحذف كتب وتعويضها بكراس القسم، وذلك ساهم حسب اللّجنة العلمية التي أشرفت على الاعلان عن التوصيات بإنقاص وزن المحفظة ب 30 بالمائة. أخذت البرامج والمناهج الحيز الأكبر في ورشات الإصلاح التي قامت بها وزارة التربية الوطنية تحت إشراف وزير التربية نورية بن غبريط رمعون، والتي نظّمت يومي 20 و21 جويلية بثانوية الرياضيات بالقبة، حيث تقرّر إعادة تحيين الكتب المدرسية بالنسبة لأقسام ال 2 و3 ابتدائي، وكذا حذف كتاب النشاطات في الطور الابتدائي وتعويضه بكراس القسم لتدريب الطفل على الكتابة واستثمار مكاسبه المعرفية البطينة. وللعلم، فقد تضمّنت ال 8 ورشات 400 اقتراح صب على استقرار المنظومة التربوية كأولى الميكانيزمات وبلورة بعض النقاشات حول المناهج والبرامج، إلى جانب اعطاء الأولوية لتكافؤ الفرص بين تلاميذ الشمال والجنوب من باب المساواة، والمحور الرابع الذي أخذ هو الآخر جزءا كبيرا من المناقشات وهو التكوين وتكوين المكوّنين، والذي له علاقة كبيرة بالتحوير البيداغوجي انجر عنه قرار الاهتمام بالممارسات في القاعدة وفي الميدان (القسم)، حيث اعتبرت اللجنة العملية المنظمة للندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة أن هذا الأمر هو الأكثر قداسة من الوحدة الوطنية. وشددت اللجنة العلمية خلال الندوة الصحفية في ختام أشغال الندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة على أن على ضرورة تحضير الأساتذة، حيث أفادت بأنه لا يمكن إطلاق برامج جديدة بدون تكوين الأساتذة، مشيرين إلى أنه سيتم تغيير البرامج بصة علمية، بالإضافة إلى أن الجميع اتفق خلال الورشات على أن الترتيب المدرسي لا يمكن أن يقوم بقفزة نوعية بدون المدرسة الجزائرية التي تعطي البعد الفلسفي والقيمة للتعليم. كشفت اللجنة العلمية التي اشرفت على ورشات الإصلاح التربوي للتعليم الالزامي الابتدائي أنه سيشرع العام المقبل في الدخول في التقييم التعليم الثانوي والتكنولوجي وستكون هناك ورشات تقييمية لهذا الطور، على حد تعبير اللجنة. للإشارة، فقد حضر ورشات التقييم أكثر من 300 مشارك من مسؤولين مركزيين واساتذة جامعيين وممثلين لقطاعات أخرى من وزارتي التعليم العالي والتكوين المهني والشركاء الاجتماعيين والنقابات، وأولياء التلاميذ، وتتشكل اللجنة العلمية التي اشرفت على الورشات من: رئيس اللجنة ومفتش بوزارة التربية الوطنية بن رمضان فريد، الأستاذ بن سالم سعيد ومفتش مركزي بوزارة التربية الوطنية مسقم نجادي. في هذا السياق، صرح رئيس اللجنة ومفتش بوزارة التربية الوطنية بن رمضان فريد في (الاقتراحات والتوصيات التي قدمتها الأسرة التربوية خلال أشغال الندوة تتعلق بالبرامج المدرسية وتكوين الفاعلين وعصرنة التسيير البيداغوجي)، مشيرا إلى أن هذه التوصيات (تعتبر من اولويات إصلاح المدرسة الوطنية على المدى المتوسط والبعيد). وأشار بن رمضان إلى أن (جميع المشاركين في أشغال هذه الندوة اتفقوا على أن إصلاح المنظومة التربوية التي شرعت فيه الجزائر منذ سنة 2003 لم يصل إلى الأهداف المسطرة للعديد من الأسباب)، منها حسبه (سرعة التطور التكنولوجي والطابع الاستعجالي لبعض الإجراءات). كما أبرز رئيس اللجنة العملية المنظمة للندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة أن التوصيات الصادرة عن الورشات الثمانية للندوة تمحورت حول (مطالب تخص ضرورة تحسين نوعية التعليم واستقرار النظام التربوي، وكذا استحداث المجلس الوطني للتربية والتكوين والمرصد الوطني للتربية والتكوين وكذا استحداث المجلس الوطني للمناهج بدل اللجنة الوطنية للمناهج). وأكد نفس المصدر أنه (يجب على المدرسة الجزائرية أن تضمن مبدأ المساواة وتكافئ الفرص مابين مناطق الجنوب والهضاب العليا والشمال، وكذا عصرنة التسيير البيداغوجي والاداري وتعميم التعليم التحضري على المدى المتوسط والبعيد). كما أوضح عضو اللجنة بن سالم سعيد أن (أهداف الإصلاحات التربوية لم تحقق خلال عشرية من الزمن لأن هذه الإصلاحات لم تطبق بصورتها الكاملة، بل ضمن إجراءات متتالية كانت في الكثير من الأحيان منعزلة عن بعضها البعض )، مشيرا إلى أن هدف الندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة التي نظمت يومي الأحد والاثنين بثانوية الرياضيات بالقبة (الجزائر العاصمة) هو (إصلاح هذه الاختلالات). وأفاد بن سالم سعيد بأن تحسين البرامج وتكوين المكونين (أخذت حيزا كبيرا من توصيات الندوة)، مؤكدا في ذات السياق أن (الاقتراحات التي قدمت قابلة للتطبيق على المدى المتوسط والبعيد وتحتاج أيضا إلى تحديد الأولويات بدقة)، مشيرا إلى أن (بعض التوصيات ستطبق في الموسم المدرسي القادم كتحديث وتحيين الكتب المدرسية الخاصة بالسنة الأولى والثانية من الطور الابتدائي، وكذا تحسين برامج الإعلام الآلي). من جهته، أكد عضو اللجنة ومفتش مركزي بوزارة التربية الوطنية مسقم نجادي أن (النظام التربوي يجب أن يضع كل المجهودات لتقليص الفوارق الموجودة بين الشمال والجنوب)، موضحا أن وزارة التربية الوطنية لها مشروع بهذا الخصوص يتضمن (توفير كامل الامكانيات البشرية والمادية، وكذا توفير الظروف الملائمة للتلاميذ بمناطق الجنوب). وأشار نجادي إلى (أهمية تعميم التعليم التحضيري في كامل مناطق الوطن)، مبرزا أن تعميم هذا النوع من التعليم (مسجل على المدى البعيد ويتطلب امكانيات كبيرة كبناء الأقسام وتحضيرالمعلمين). وفي سياق آخر، أوضح رئيس اللجنة العملية المنظمة للندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة أن (البرامج المدرسية الجزائرية ليست كثيفة، بل الزمن الدراسي خلال السنة الدراسية الواحدة هو الذي تقلص).