يعتقد، دبلوماسيون عرب وغربيون في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما ''قد تخلى عن سياسة سلفه، جورج بوش، إزاء حل قضية الصحراء الغربية، حيث بات أقرب إلى تبني إقامة دولة لجبهة البوليساريو، وهو ما يعني التخلي عن خطة الحكم الذاتي المغربية التي تبنتها حكومة الرئيس السابق جورج بوش، فيما حذرت الحكومة المغربية من أن دولة تقودها البوليساريو، ستصبح ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة ومنظمات أخرى معادية للولايات المتحدة· وتأتي هذه التكهنات، في وقت تستعد فيه الحكومة المغربية والبوليساريو لاستئناف مفاوضات غير رسمية بينهما، في نهاية شهر جويلية الجاري، في العاصمة النمساوية، فيينا، تحت إشراف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، وتهدف إلى تعبيد الطريق أمام جولة جديدة من المفاوضات الرسمية التي توقفت في مارس ,2008 بسبب اتساع الخلاف بين الجانبين· وقالت، مصادر دبلوماسية، أن البيت الأبيض لم يعد يرى ضرورة الإلتزام بخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية التي كانت قد حظيت بموافقة بوش، موضحة أن ''الولاياتالمتحدة لم تعد تؤيد أو توافق على خطة المغرب للحكم الذاتي· وبدلا من ذلك، فإن حكومة أوباما قد عادت إلى الموقف الذي كانت تتخذه قبل بوش الذي يعتقد بإمكانية إقامة دولة للبوليساريو في الصحراء الغربية''· وقالت، المصادر ذاتها، أن حكومة أوباما قد تخلت عن خطة الحكم الذاتي، في شهر جوان الماضي، حيث طلب البيت الأبيض من وزارة الخارجية الأميركية ترجمة جهود الوساطة التي تجريها الأممالمتحدة بين المغرب والبوليساريو، باعتبارها تتضمن خيار إقامة دولة للبوليساريو في الصحراء الغربية التي يسيطر المغرب، الآن، على 80 في المئة من أراضيها· ويذكر أن الحكومة المغربية قد طرحت في عام ,2007 خطتها للحكم الذاتي في الصحراء الغربية في محاولة لمنع ''الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير'' في القضية التي مضى عليها نحو 35 عاما، والتي أضرت بمسيرة اتحاد المغرب العربي· وقد ظهر، تراجع البيت الأبيض، عن موقف بوش السابق، في الرسالة التي كان بعثها أوباما إلى الملك المغربي محمد السادس، في شهر يونيو الماضي، وكشف عنها يوم الثالث من شهر يوليو الجاري، والتي ركزت على طلب الولاياتالمتحدة مساعدة الملك المغربي في أداء دور رائد في تقدم عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي والمصالحة العربية مع تل أبيب، والتي تطرق فيها إلى قضية الصحراء الغربية حيث قال فيها ''إنني أعتبر أن المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل··'' وقال، أوباما، في رسالته ''إنني أدرك الأهمية التي تكتسيها قضية الصحراء الغربية بالنسبة لكم، ولجميع السكان الذين عانوا بسبب هذا النزاع· وأتمنى أن يتمكن كريستوفر روس، من تعزيز حوار بناء بين الأطراف''· وخلافا لسلفه بوش، فإن أوباما لم يذكر في رسالته عبارة التأييد لخطة الحكم الذاتي المغربية·