تستضيف، الجزائر، في الفترة الممتدة من 16 إلى 20 فيفري المقبل، مهرجان تينهينان الدولي في أول طبعة رسمية تحمل تسمية ''المهرجان الثقافي الدولي أبالسة لفنون الأهقار'' بمنطقة أبالسة· بعد أن سبق تنظيم مهرجان ''تينهينان'' من طرف جمعية ''أصدقاء الأهقار'' في 2006 و2007 و2008، أي في الطبعات الثلاث الأولى، وتنظيم الطبعة الرابعة من طرف ديوان الحظيرة الوطنية ''الأهقار'' خلال شهر فيفري المنصرم، قامت وزارة الثقافة بترسيم هذا المهرجان نظرا لأهميته وأبعاده التاريخية والثقافية· وستنطلق، أول طبعة رسمية للمهرجان تحت إسم ''المهرجان الثقافي الدولي أبالسة لفنون الأهقار'' والتي ستحتضنها ولاية تمنراست وبالتحديد منطقة أبالسة· ويعرف عن منطقة أبالسة أنها المكان الذي وجد فيه ضريح ملكة التوارق تينهينان التي عرفت بشجاعتها في دفاعها عن أرضها وشعبها ضد الغزاة، كما عرفت بحكمتها ودهائها وإمكانياتها الخارقة الذي نصبتها ملكة على التوارق، فبعد أن قدمت من منطقة ''تافيلالت'' الواقعة بالجنوب الشرقي للمغرب الأقصى ممتطية ناقتها البيضاء وبرفقة خادمتها وعدد من العبيد لتستقر بقافلتها الصغيرة في منطقة الأهقار بعد رحلة شاقة مليئة بالمتاعب والمخاطر التي تميز المناطق الصحراوية· وقد حكمت ''تينهينان'' قبائل التوارق في القرن الخامس ميلادي، وأدخلت تقاليد جديدة على تقاليد المنطقة ومجتمعها الذي علمته العمل بجد ليخزن مؤونته لأوقات الشدة والإستعداد الدائم لقهر الغزاة القادمين من الشرق، وقد استغلت جمالها لتسيطر به سياسيا على منطقة مزدهرة وقتها وحكمت عددا كبيرا من القبائل التي تنحدر منها جميع قبائل التوارق حاليا، في بلدان الصحراء الكبرى، وقد انتقلت شجاعتها ونبلها عن طريق النساء في المجتمع الطوارقي، وحتى الأطفال في العائلات النبيلة ينسبون لأمهاتهم بدلا من أبائهم· وقد اكتشف ضريح الملكة ''تينهينان'' بمنطقة ''أبالسة'' سنة 1925 من طرف بعثة أمريكية فرنسية مشتركة، ونقل هيكلها العظمي الذي وجد رفقة مجوهراتها وملابسها وبعض أغراضها إلى متحف ''الباردو'' حيث تتواجد حاليا·