خلال الأيام الماضية، جلست وحماري كعادتنا نتابع أخبار اليتيمة التي أصبحت كلها سامطة بسبب غياب أخبار الفريق الوطني ·· ولكن ''الدعوة محتمة'' قال حماري ·· كل النشرات الإخبارية منذ يومين تفتتح بالتحالف الرئاسي وتغلق بالتحالف الرئاسي ·· ما ذا يحدث؟ هل هناك شح في الأخبار إلى هذه الدرجة؟ قلت له : أنت أيها الحمار لا يعجبك العجب ·· وما العيب في التحالف الرئاسي؟ نهق حماري عاليا وقال·· لا عيب فيه حينما يتحالف على أمر ما ·· أما أن يتحالف على اللاشيء، فهذا غير معقول··! قلت له : أيها الحمار، لماذا تنكر الجميل؟ هذه الأحزاب اجتمعت وعملت على إنجاح الإنتخابات الرئاسية حتى تنعم أنت وأمثالك من الحمير بالرفاهية والعيش الرغيد· نهق عاليا ·· هذا الحمار الناكر للجميل، وقال·· ''الرفاهية راهي على راسها'' ·· قلت له ·· ليس شرطا أن تنعم بها أنت ·· المهم أنها موجودة في البلد وينعم بها البعض·· ضرب حماري بذيله الطويل شمالا ويمينا ولم يعجبه كلامي ·· يا صديقي ·· أنت لم تذهب يوما لصندوق انتخاب ·· ولم أرك تمدح حزبا ولا رئيس حزب ولا ·· فلماذا حينما أقول ما في قلبي عن هؤلاء تتحسس مني وتغضب؟ قلت له لست غاضبا، ولكن الساحة السياسية كلها لا تملك سوى هؤلاء، فبماذا تريد فتح نشرة الأخبار؟ البالون في راحة، ولاعبونا غادروا إلى حياتهم العادية ·· ماذا تريد أن يفعلوا؟ قال حماري ·· يا صديقي، البالون في راحة وعقولنا في راحة، والراحة في حد ذاتها في راحة ·· يكثر خير البالون الذي جعل قلبنا يدق ومشاعرنا تتحرك ·· يا ريت أن هذه الأحزاب أعطتنا الفرحة ذاتها التي أعطتنا إياها الكرة ·· ولكن؟ قلت له ·· أصمت أيها الحمار ·· بدأت الأخبار ·· وها هو مسلسل التحالف يعود ·· نهض حماري من مكانه وذهب يبحث عن شيء يأكله ·· لكنه لم يجد؟