المحطة البرية الشهيد زرنوح محمد ببجاية إحياء لذكرى الإستقلال الخامسة والخمسين (05/07/2017 )، قامت السلطات المحلية لولاية بجاية بتسمية المحطة البرية باسم القائد الثوري الملازم الأول "زرنوح محمد" المدعو الحوراني، عرفانا لما قدمه من تضحيات جسام و بطولاته التي تشهد عليها معاقل الثورة انطلاقا من المسيلة إلى القبائل ثم التقائه بالرائد عمر ادريس بالزعفرانية (جبل مساعد- ببوسعادة) مركز قيادة الولاية السادسة في مهمة خاصة في أفريل 1958... مرورا بالأوراس وهو ما يبرهن على الطابع الوطني لهذا البطل. ومن البديهي أن تحوي مدن هذه المناطق ذاكرة البطل بأن تطلق اسمه على بعض من مرافقها العمومية، كيف لا وهو الذي وصفه العقيد الشهيد عميروش ب"مقنبل الجبال" (Le bombardier des djebels) ، وقال عنه لو كان لي مائة رجل من صنف سي محمد (يقصد زرنوح) لانهزمت فرنسا بين عشية وضحاها، و خير دليل منحه في سبتمبر 1958 وسام الشجاعة. ويؤكد ذلك الوصف رفيق دربه "سي وعلي عبد العزيز" في كتابه عن الولاية الثالثة التاريخية ص320 راويا أنّه في تلك الفترة التقى هو و 'سي زرنوح' في 'أكفادو' بحضور مجموعة من الإطارات ولمّا أدرك بطلنا قلّة الذّخيرة التي أصبحت تعاني منها الوحدات قال لهم وكان يمزح: "لعلّ الله يُقيِّض زرنوحا آخر في بعض مراكز العدو بالجهة ليملأ خزّانات أسلحتنا بالعيارات اللازمة لنكمل بها المشوار". ويتابع سي واعلي قائلا:"نعم وهناك 'زرانح' آخرون في الميدان، ولكن ليسوا في مستوى 'زرنوح الجلفاوي' وعملياتهم ليست في مستوى 'عملية حوران'. العقيد عميروش على اليمين رفقة الملازم الأول زرنوح محمد على اليسار وفي مقابل كل هذا تبقى ولايتنا تستكثر على هذا البطل إعادة تثبيت تسمية النهج (نهج الأغواط سابقا كما هو موضح بالصور) الذي كان بقرار من وزارة المجاهدين مقتصرة على المتوسطة التي تحمل اسمه بحي عين اسرار (تبعد عن وسط المدينة بأكثر من كيلومتر)، و بفضل الله تعالى حققت المتوسطة نتائج ممتازة وطنيا وهو ماجنّب اسم الشهيد أن يصبح في طي النسيان في حين نجد بعض التسميات تتكرر في عديد القطاعات والمرافق العمومية ... من خلال ما سبق ذكره يتوجب على كل الغيورين على الجزائر أولا والجلفة ثانيا سواء مسؤولين كانوا أو مواطنين كل من موقعه، وجب عليهم أن يدافعوا على رسالة الشهيد التي ما فتئ وزير المجاهدين يحث على الذبّ عنها للحفاظ على ذاكرة أبطال لم يتوانوا ولو للحظات في بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير الجزائر وذلك بعيدا عن الخلفيات التي تسببت في عدم كتابة تاريخ منطقتنا والتعريف به عبر ربوع الوطن فالجلفة لها كل الحق أن تفتخر برموزها. و الجزائر هي الوحدة الموحدة التي لا تقبل التقسيم،, فالمجاهد إذا لا حدود ترابية لعملياته ونشاطه، ولا عبرة بمسقط رأسه وقريته وعرشه (ضابط جيش التحرير المجاهد 'سي واعلي عبد العزيز' في كتابه ص 315 -316) . وأخيرا أريد أن أذكر إخواني أنّه بالرّغم من الإجحاف في حق الرّجل لسبب أو لآخر فسيأتي لا محالة إن شاء الله اليوم الذي ينصف فيه بطل الحوران وإبراز مساره الجهادي الذي كتبه منقوشا بأحرف من ذهب على ألواح تاريخ ثورة تحرير الجزائر هو وعديد الأسماء التي سيقيض الله من ينصفها بإذنه تعالى . طالع: الملازم الأول زرنوح محمد الحوراني: مخطط عملية الاستيلاء على مركز الحوران لجيش الإحتلال الفرنسي
المحطة البرية الشهيد زرنوح محمد ببجاية صور لنهج الضابط زرنوح محمد في انتظار إعادة تثبيت التسمية (من مقر البلدية إلى غاية مسجد سي علي بن دنيدينة)