تماما كما هو متوقع لم تخرج زيارة وزير الفلاحة الى ولاية الجلفة عن الطابع البروتوكولي ولم يتم استغلالها من أجل استدراك النقائص التي تشهدها عاصمة السهوب. ويأتي غياب ملحقة المعهد الوطني للطب البيطري (INMV) كأهم مشكل يمكن أن يُصطلح عليه بالفضيحة ... لأن أكبر ثروة حيوانية بالجزائر دون تغطية بيطرية نوعية!! وقد سبق ل "الجلفة إنفو" أن نشرت تحقيقا حول غياب مخبر جهوي للطب البيطري بعاصمة السهوب بالنظر الى عدة معطيات أهمها أن ولاية الجلفة هي الأولى وطنيا في عدد رؤوس الأغنام والماعز وانتاج اللحوم الحمراء والصوف والجلود. وهي أيضا الأولى وطنيا في انتاج بيض الفقس للديك الرومي بنسبة 65% من السوق الوطنية اضافة الى أنها تحتل المرتبة الأولى في انتاج عسل السدرة. وهي كلها مجالات تدخل ضمن تخصص المعهد الوطني للطب البيطري الذي له ملحقات بولايات الأغواط وتيزي وزو وتلمسان وغيرها. بل ان هذا المعهد قد افتتح 07 مخابر جهوية جديدة جملة واحدة سنة 2014 في كل من ولايات الوادي وتندوف وادرار وتمنراست واليزي، وهو ما تطرقت اليه "الجلفة إنفو" في حينه. وبالعودة الى مجريات الزيارة، فقد نقلت وكالة الأنباء الجزائرية امتعاض السيد عبد القادر بوعزقي، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، من عدم فتح واستغلال المذبح الجهوي للحوم الحمراء الكائن ببلدية حاسي بحبح كما هو مسطر له. وأضاف نفس المصدر أن بوعزقي لم يخف أسفه لعدم "إستغلال هذا المركب كما يلزم" داعيا أصحاب المشروع، شركة "الجزائرية للحوم الحمراء"، إلى ضرورة تحمل المسؤولية وإيجاد الحلول لهذا المكسب التنموي الهام الذي وجهت له الدولة الملايير ليكون محل نشاط فعلي وليس زيارات معاينة فقط لأنه مشروع ذو فائدة للمنطقة وللشعبة". وبعد أن استفسر السيد بوعزقي عن مناصب العمل التي يوفرها المذبح والمقدرة بحوالي 115 منصب، ألح في ختام كلمته بأن "امتعاضه واستيائه لا يخص مذبح حاسي بحبح وفقط والشأن كذلك للمركبين الآخرين الكائنين بشرق وغرب البلاد" مشددا بلهجة صارمة للقائمين عليه ب "ضرورة إيجاد حلول له ليكون عمليا". وقد استهل الوزير زيارة العمل والتفقد لولاية الجلفة بالمركب المندمج للحوم البيضاء ببلدية عين وسارة وهو استثمار خاص من شأنه ضمان معالجة بتقينات عالية لمنتوج الديك الرومي ودجاج اللحم حيث تقدر طاقة الذبح به حوالي 2000 ديك رومي و6000 دجاجة في الساعة الواحدة. كما تضمن سلسة هذا المركب (الوحيد في الجزائر) معالجة كل مخلفات هذه المادة واستغلالها كأسمدة عضوية إلى جانب ذلك يتم توضيب منتوج اللحوم البيضاء بمعايير الجودة والنوعية. وببلدية بنهار عاين السيد بوعزقي مستثمرة فلاحية خاصة ملك للسيد تيكفا نجيب تنشط في شعبة تربية الدواجن وتضمن سنويا زهاء 01.8 مليون كتكوت حيث قدمت له شروحات وافية حول هذا الاستثمار ليحظى بعدها بتقديم معطيات تخص تربية الكتاكيت بأصنافها وأنوعها. وأكد المستثمر على ضرورة إستغلال الإنتاج المحلي وتقليص "بل حتى التخلي" تدريجيا على الإستيراد الذي يفوق معدل الإنتاج الوطني الذي ينحصر حاليا بين ولايتي الجلفة وتلمسان. وبنفس البلدية تفقد الوزير المستثمرة الفلاحية "الاخوة عيسو" أين قدمت له شروحات وافية حول المشروع الذي سيجسد في آجال 18 شهرا والذي يتكون من 03 أقسام تختص بشعبة الحليب. حيث يعول أصحاب هذا الإستثمار على إنتاج الأعلاف في مساحة تناهز 20 ألف هكتار على مستوى بلدية قطارة الواقعة أقصى جنوب الولاية. وفي قسم ثاني من المشروع يتم جلب تدريجيا 15.000 بقرة حلوب يتم تربيتها على مستوى بلدية قرنيني وتضمن إنتاج يقدر ب 135 مليون لتر في السنة. كما سيتم على مستوى بلدية عين وسارة ضمن نفس المشروع إنشاء وحدة تحويلية لإنتاج حليب الغبرة من خلال استغلال الإنتاج المنتظر من الحليب الطازج ليتم تحويله إلى 16.200 طن من مسحوق الحليب وبذلك يساهم هذا الإستثمار في تقليص فاتورة الإستيراد في آجال قريبة. وثمن السيد بوعزقي جهود هؤلاء المستثمرين مشيرا إلى ما تملكه ولاية الجلفة من مؤهلات كبيرة في القطاع الفلاحي تضمن التنوع الذي يأتي في سياق استراتيجية الدولة لإيجاد بدائل في اقتصادها وتثمين مواردها لاسيما في هذا القطاع الذي يضمن الأمن الغذائي للبلاد مبرزا أن كل المؤشرات تفاؤلية.