ككل سنة ومع اشتداد حرارة الصيف يحرص سكان وباعة مدينة الجلفة كغيرهم من مدن ومداشر الولاية على وضع اوعية لحفظ الماء وتبريده أمام محلاتهم التجارية لتزويد المارّة بالماء البارد , ولعل هذه العادة التي يحرص فيها الابناء قبل الاباء على القيام بها اكراما لضيف المنطقة ومواطنيها قد اصبحت تقليداً تشهد له مدن واحياء الجلفة ككل سنة كحي بوعافية بحاسي بحبح وحي سعيفي بمسعد وعلى جانبي محلات ومقاهي مدينة الجلفة . وتختلف الاوعية الموضوعة تحت تصرف المارة من قارورات محاطة بقطعة من القماش المبلل الى مبردات عصرية دون ان ننسى' القربة' الوسيلة التقليدية التى تصنع من جلد الضأن او الماعز الذي تكسوه شعيرات لها فعالية كبيرة في تبريد الماء والحفاظ على درجات برودته, فالقربة التى استعملت في المعارك القديمة وعاء لحمل الماء في السفر لا يزال لها وجود مع سكان الحضر والبدو الرحل بشكل واسع بالرغم من التراجع الملحوظ لها في احياء المدينة دون المناطق النائية كواد جدي جنوب بلدية مسعد ومنطقة قريطة التابعة اقليميا لبلدية دلدول بالاضافة للبلديات التى لم تنعم بعد بالطاقة الكهربائية . فتوفير الماء للمارة وعابري السبيل بمختلف مناطق الولاية وان كان تقليداً، فإن شعور سكان المنطقة نحو القيام به اصبح إلزاميا من أي وقت مضى ترسيخا لكرم المنطقة وتقربا من الخالق وتواصلا مع الاباء والاجداد وحفاظا على تاريخ المنطقة ومآثرها.