تعاني ولاية الجلفة من بطالة واسعة خصوصا وسط الشباب الذي يمثل نسبة 75 بالمئة من عدد السكان، ورغم الدعم الاجتماعي الذي توزعه وزارة التضامن كعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية وعقود التشغيل، إلا أن هذه السياسة أكدت فشلها من خلال التسيير السيئ من قبل السلطات المحلية والولائية والبلديات التي وزعت اغلب العقود على الإدارة والحراسة، وأهملت النظافة التي تمثل أهم مشكل لدى السلطات، بالإضافة إلى التوزيع السيئ والمحسوبية في التوظيف. من جانبها السلطات الولائية ساهمت في تعفن الوضع وتأزمه بعدم تحركها لفرض رقابة دورية على هذه المجالس المنتخبة وكيفية تسييرها لملفي التشغيل والشبكة. من جهة أخرى يعرف خريجو الجامعات والمعاهد بطالة أخرى فالجامعات تنتج كل موسم مئات الطلبة حاملي شهادات عليا في مختلف الشعب والاختصاصات، إلا أن فرص التوظيف قليلة جدا عدا وكالات التشغيل للحصول على عقد ولمدة سنتين بأجر اعتبره الكثير من الجامعيين صدقة فالتزاماتنا حسب تصريح عدد من الشباب الذين التقتهم "الفجر" اكبر بكثير من الأجر خصوصا مع مرحلة الشاب الموظف التي تتطلب التفكير في إنشاء أسرة وإيجاد سكن، وهذا ما يعتبرونه مستحيلا في ظل الواقع الذي تعرفه الجلفة. وتعاني الطبقة التي لم تستفد من مواصلة الدراسة والتي اختارت العمل لدى المؤسسات الخاصة مشاكل أخرى وهي تنتقل يوميا من مختلف البلديات لعاصمة الولاية في رحلة متواصلة لكسب قوة يوم الآلاف من الأسر التي عانت في بلدياتها من قلة فرص العمل وعدم وجود مستثمرين خواص يمتصون حجم البطالة والفقر الذي أصبح عنوانا كبيرا لسكان هذه الولاية التي اتجه أغلب أصحاب رؤوس الأموال بها إلى نشاط البناء والتجهيز دون الالتفات إلى فتح مصانع أو ورشات. من جهته أكد رجل الأعمال "جواف عامر" الذي دخل ميدان الاستثمار بمشروعه السياحي الذي تم التعاقد عليه بحضور وزير البيئة والسياحة السيد شريف رحماني والخاص ببناء فندق بحي بوتريفيس، أكد أن الجلفة تملك شروطا هامة لنجاح أي استثمار وفي أي مجال خصوصا وأن الولاية في المدة الأخيرة تحولت إلى قطب حقيقي بعد الطفرة التي عرفتها من جانب تنفيذ المشاريع أو من جانب النمو الديموغرافي الذي صنفها كرابع ولاية على المستوى الوطني. وعن ظروف تنفيذ المشروع أضاف محدثنا أن كل الإجراءات تسير على ما يرام وأن الملف الآن على مستوى مكتب الدراسات لإجراء بعض التغييرات الطفيفة، وكشف أنه سيقوم بتنفيذ مجموعة من الاستثمارات كبناء مركز تجاري ضخم ببلدية حاسي بحبح على غرار المركز التجاري الذي نفذه بحي 5 جويلية، وتمنى من أصحاب رؤوس المال أن يساهموا في تقليص حجم البطالة بتنفيذ مشاريع صناعية وإنتاجية على غرار بعض الولايات الأخرى. من جانب آخر كشف عضو المجلس الشعبي الولائي ورجل الأعمال الحدي إسماعيل صاحب مشروع "مركب النخيل الرياضي"، أن الاستثمار في الجلفة مضمون ونتائجه أكيدة وعلى الجميع أن يتحلى بالمسؤولية من سلطات وكذا المستثمرين خصوصا التشجيع من طرف المواطن قبل السلطات، فالمواطن -أضاف محدثنا - هو "التارموماتر" الحقيقي لنجاح أي مشروع استثماري مهما كان نشاطه. وكشف أن لديه العديد من الأفكار لتنفيذها خصوصا ما تعلق بالشباب،مؤكدا أن هده الفئة تعتبر الركيزة الحقيقية للولاية وهي التي تحتاج منا كرجال أعمال أن نلتفت إليها ونوفر لها ظروف العمل والنشاط.