حاسي بحبح ، عين معبد، الجلفة، شارع الأمير عبد القادر ، مدرسة الإخلاص (مديرية التربية ،مصلحة الأجور حاليا) أكمالية الأمير عبد القادر ، الولاية ، مطبعة الفنون البيانية ، هذه الأسماء ارتبطت كلها باسم أحد صانعي ثورة التحرير المباركة وأحد خريجي مدرسة الإخلاص بجمعية العلماء المسلمين الجزائريينبالجلفة المرحوم بإذن الله سعد بن ابراهيم بن لحرش، منذ نعومة أظافره وهو فيه شىء غير عادي يوحي بالوطنية ... كان يخرج رفقة أصدقائه وهم طلبة في مدرسة الإخلاص إلى الشارع وعندما يلتقون بجنود المستعمر الغاشم أيام الاحتلال يصرخون في وجوههم"شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب...." فقد ولدت مدرسة الإخلاص في هذا البرعم روح المسؤولية والإحساس بالوطنية ، وبعد أن حقق نتائج جيدة محتلا المراتب الأولى يبعث إلى معهد بن باديس بقسنطينة لمواصلة الدراسة... وبعد أن قام إتحاد الطلبة الجزائريين بإعلان نداء للإلتحاق بالثورة التحريرية، لبى الحاج سعد بن لحرش النداء وعمل في صفوف الثورة بمنطقتي بشار وتلمسان ثم أرسل في بعثة للمغرب للتكوين في المتفجرات من 1960 إلى 1962، ثم عاد إلى الجزائر برتبة رائد في الجيش الشعبي الوطني... وبعدها بعام قدم استقالته وانظم إلى حزب جبهة التحرير الوطني كرئيس مجلس التأديب في ولاية الجلفة... في سنة 1969 إلتحق بسلك التعليم كمدرس لجميع المواد باللغة الفرنسية وهذا ب "C. E G " أو كما تعرف الآن مديرية التربية مصلحة الأجور حاليا ... ولقب أثناء عمله في التدريس من طرف طلبته ب "الكرافس" لأنه عندما لا يقوم أحد تلاميذه بواجبه فإنه يصرخ في وجهه ويقول له بالعامية " نجي نكرفسك "بمعنى أضربك لدرجة أن أدخلك بعضك في بعض... ليرقى بعدها كمراقب عام في إكمالية الأمير عبد القادر وسط المدينة من سنة 1969 إلى غاية 1978 ليلتحق بعدها أي من سنة 1978 إلى 1988 كرئيس لجنة الثورة الزراعية بالولاية... ثم في سنة 1988 عين مديرا لمشروع مطبعة الفنون البيانية بالجلفة وهي المؤسسة الوحيدة بولاية الجلفة التي لم تخسر ولم يتم حلها وبقيت محافظة على مناصب الشغل بها وهذا راجع إلى نزاهة وإخلاص هذا الثوري الذي تربى في أحضان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو سليل عائلة شريفة ومعروفة بالمنطقة... وعندما كان في المغرب الأقصى لغرض التكوين التقى بمجموعة كبيرة من الثوار وخاصة عائلة المجاهد محمد بن شونان التي كانت متواجدة بالمنفى آنذاك، و كذا الدكتور سي سالم العلوي وعمران عبد الحميد و الدكتور جربيعي وهذا سنة 1960 حيث كانوا يتواصلون مع المجاهد محمد بن شونان مؤسس جمعية الإخلاص بالجلفة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي كان يمدهم بالنصائح عن كيفية تمرير السلاح إلى الثورة الجزائرية وجمع الأموال وشراء المؤونة إلى غاية استقلال الجزائر ودخولهم والعودة إلى أرض الوطن . وعن عمر يناهز 72 سنة وبعد جلطة دماغية ألزمته الفراش حوالي شهر كامل، رحل عنا منتصف رمضان الفقيد المجاهد الرائد المعلم ،مدير مطبعة الفنون البيانية بالجلفة تاركا وراءه زخما كبيرا وإرثا كبيرا على المؤرخين أن يعتنوا به ويقوموا بتدوينه للأجيال القادمة . وقد وري الفقيد الثرى بمقبرة عين معبد بجوار والدته يوم الأحد 14 أوت2011م الموافق ل 14 رمضان 1432ه ، وتشاء الصدف أن يرحل المجاهد سعد بن لحرش يومين بعد وفاة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالي الشيخ عبد الرحمان شيبان فقد كانا على اتصال ببعضهما البعض وليكون شهر رمضان المبارك 2011 نهاية ورحيل للتلميذ والمعلم... يذكر أن كتاب العقيد أحمد بن الشريف " parole de baroudeur " وفي صفحته رقم 123 نشر له صورة نادرة له وهو جالس وبيده السلاح رفقة أحد المجاهدين . صورة للمجاهد سعد بن براهيم بن لحرش رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان... إنا لله وإنا إليه راجعون