بعد الإطاحة بالنظام المصري السابق بفضل تضحيات الشباب المصري وعلى رأسهم الشهيد خالد سعيد خرجت مصر من عنق الزجاجة فقد استطاعت أن تنظم انتخابات برلمانية كانت شفافة استطاع الشعب المصري أن يعبر عن صوته بكل صراحة ودونما ضغط فكانت الشرعية لحزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي، رغم هذا فقد كان لتدخل المحكمة الدستورية مرة أخرى أثرا سلبيا كاد أن يكون سببا في إلغاء البرلمان هذا الوضع المتأزم اضطر الثوار أن يخرجوا بالملايين لميدان التحرير من اجل المحافظة على مكاسب الثورة مما كان سببا في تعجيل الانتخابات المصرية التي فاز بها الدكتور "محمد مرسي" رغم المنافسة الشرسة بينه وبين الجنرال "احمد شفيق" ورغم ذلك فاز مرشح الإخوان محمد مرسي... محمد مرسي فاز في الانتخابات إلا انه لم يستطع التخلص من حكم العسكر فقد فرض عليه أن تقص أجنحته، لكن طموحه كان أكثر من ذلك حيث انه وفي مدة قليلة استطاع أن يقنع الشارع المصري والعربي بأنه رئيس حقيقي وهذا ما تعزز مؤخرا في عزله للمشير طنطاوي قائد أركان الجيش ومعاونيه... رغم ما يحاول الرئيس المصري أن يبرزه من قوة وجلد أمام معارضيه خاصة فيما يتعلق في القضايا الداخلية والقضايا الإقليمية و لربما تكون القضية الفلسطينية أهم القضايا وما الأحداث الأخيرة التي وقعت في سيناء لدليل على أن أمراً دبر بليل، حيث أن أطرافا تريد الزج بمصر في حرب مع إسرائيل ،أو التحضير لأمر يراه البعض ربما يستهدف الدكتور محمد مرسي في حد ذاته لان بقاءه أكثر يخلط أوراق الشرق الأوسط خاصة الحملة المسعورة التي تقودها قطر ضد الأنظمة العربية مثل ما حدث في ليبيا وهو ما سيحدث في سوريا وما الأموال التي قد تضخها قطر في بنوك مصر إلا من اجل احتواءها لكي تدخل في المخطط القطري الإسرائيلي وهو احتلال تحت مسمى الربيع العربي... الرئيس المصري الدكتور "محمد مرسي" في حقيقة الأمر يراه البعض من العرب والمسلمين -واقصد هنا الشعوب ولا اقصد أصحاب المقاصد والمآرب- إذا استمر على هذا الحال عاري الصدر أمام الأعداء من أبناء عمومته من العرب تكون نهايته الموت المحتم لتدخل مصر في دوامة صراع طائفي يستمر لسنوات ولن تقوم للعرب والمسلمين قائمة بعدها... هذا التصور إذا لم يقدر على إحكام السيطرة خاصة النعرات الطائفية بين المسلمين والأقباط، لذلك اثبت انه للمصريين جميعا وليس ميالا لأي طائفة وخاصة الاخوان... من جانب أخر يرى بعض المحللين أن الأوضاع في مصر مدبرة منذ وقت طويل وان أمريكا وإسرائيل أرادتا تغيير مبارك بمرسي لكن بشروط مسبقة بين الإخوان وأمريكا ومن وراءهما قطر وتركيا، وهذا ما أكده النائب في الكونغرس الأمريكي السيد بوكر بان أمريكا ضخت أموالا في حساب محمد مرسي يقدر ب 50الف دولار أمريكي من اجل إنجاح الحملة الانتخابية وبان الإخوان المسلمين وقّعوا صفقة مع أمريكا من اجل الوصول إلى الحكم... إضافة إلى ذلك التفجيرات الأخيرة في سيناء كانت وراءها قطر وذلك بالاتفاق مع الإخوان من اجل أن يتخذ محمد مرسي قراراً شجاعاً ويعزل المجلس العسكري ممثلا في الطنطاوي وأتباعه وهذا بسبب فشلهم في السيطرة على المنطقة وخاصة الحدود مع إسرائيل ، قرار العزل هذا يعد الأول في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر ففي تركيا مثلا لم يستطع اردوغان التخلص من العسكر إلا بعد جهد جهيد عكس مرسي الذي ما إن أمسك زمام السلطة حتى استطاع بين ليلة وضحاها عزل قادة الجيش... ربما هذا التحليل يراه البعض غير منطقي إلا أن السلطة في مصر أو جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب العدالة والتنمية لم تنفي هذه المعلومات لحد الساعة مما يؤكد أن الإخوان دخلوا في طريق الشيطان من اجل الوصول إلى السلطة...