احتضن مقر المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين مساء اليوم 19 فيفري ندوة تاريخية بعنوان "الشهداء و رسالتهم للأجيال" أشرفت عليها الجمعية الولائية للبحث التاريخي و التراث بالتنسيق مع مكتب المنظمة الوطنية للمجاهدين و منظمة أبناء الشهداء بالجلفة، نشطها أساتذة جامعيون و حضرها جمع من المجاهدين و الباحثين من أبناء المنطقة. افتتحت الجلسة بعد وقفة الاستماع للنشيد الوطني بكلمة لمفتي الولاية " الميلود قويسم" الذي اشاد بقيمة هذا اليوم و المقام الرفيع الذي يعتليه الشهداء عند ربّهم و استشهد بالعديد من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تبجّل الشهيد الذي ضحى بالنفس و النفيس في سبيل إخراج المحتل من أرض الجزائر الطاهرة ليعيش جيل الاستقلال بحرية و كرامة. و في مداخلة لرئيس الجمعية الاستاذ "القن محمد " أجاب من خلالها على سؤال قد يتبادر إلى أذهان الجميع حول دوافع الاحتفال بهذا اليوم و لماذا خصّص يوم 18 فيفري بالتحديد لإحياء هذه الذكرى؟ و هل يوم واحد كفيل بإعطاء الشهيد حقه ؟ و للإجابة على هذه التساؤلات ركّز على موقفين الاول يتمثل في الإجتماع الذي أنعقد أيام 15 و 16 و 17 و 18 فيفري 1947 الذي أعيد على إثره تشكيل خارطة حزب الشعب ليُصبح حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية و فيه تمّ الاتفاق على ضرورة الإعداد للعمل الثوري وإنشاء المنظمة السرية تحت قيادة محمد بلوزداد... الاجتماع الثاني الذي عقد من قبل مجموعة من أبناء الشهداء في 18 فيفري 1989 في وقت كانت الجزائر تتجاذبها تيارات و موجات تحاول تغيير مسارها الوطني العروبي و الإسلامي. و بالتالي تمّ اعتماد هذا اليوم الموافق ل 18 فيفري من كلّ عام يوماً للشهيد الذي له دلالته الثورية فهذا الشهيد الذي نحتفل به كان استشهاده إثر معركة أو كمين و اشتباك ... وقد اقترح هذا اليوم أيضا دفاعاً عن المبادئ و القيم التي دافع عنها أولئك الشهداء من قبل و استدلّ " القن محمد " بمقولتي الشهيدين "ديدوش مراد" القائل " إذا استشهدنا فدافعوا عن مبادئنا " و "العربي بن مهيدي" الذي قال " الأبطال لا يموتون أبدا " .. و من جهته ألقى الاستاذ " قرود محمد " مداخلته معتبراً هذا اليوم أهمّ مناسبة للتاريخ يجب من خلاله النظر الى زاوية نعرف من خلالها الحاضر لنبنيّ المستقبل، ويؤكد أنه واجب علينا العرفان و الوفاء للذين قدموا زهرة شبابهم مسقية بدمائهم الطاهرة لتنبُت رياحين الاستقلال. فنحن بهذا اليوم نتذكّر كلّ شهداء الجزائر سواء قبل الثورة أو بعدها و حتى الشهداء الذين سقطوا بمجرد دخول فرنسا الاستعمارية و المقدرين بثلاثة ملايين و نصف شهيد. و ركّز الأستاذ في محاضرته على العوامل التي ساعدت على انتصار الثورة و لخصها في عدد من النقاط أهمها: قوة الإيمان بالله أولا ثمّ عدالة القضية الجزائرية كأحد أهمّ الانتصارات و العمل الدبلوماسي الذي لا يقل شأنا عن العمل العسكري بالإضافة إلى الانضباط في تسيير شؤون المؤسسات فالجزائر كانت دولة داخل دولة فرنسية مستعمرة بوجود قيادة تمتلك الشجاعة في اتخاذ القرار و القدرة على تغيير الاسلوب و التكتيك فاعتمدوا الإضرابات كما اعتمدوا المفاوضات بروح قيادية و عزم على تحديد هدف واضح الرؤية هو الشهادة أو استرجاع السيادة .. وفي ختام الندوة التاريخية تم تكريم" ياسين كوداش " مقدم الحصة الإذاعية "مسيرة كفاح" والتي أماطت اللثام عن تاريخ منطقة الجلفة أثناء الثورة التحريرية ...