أعلنت بداية الأسبوع الجاري "مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر" عن مناقصة وطنية مفتوحة لمكاتب الدراسات الوطنية المعتمدة من أجل دراسة مشاريع مختلفة على مستوى 04 مطارات ذات استعمال محدود للطائرات الجوية الصغيرة بكل من أمقيد، برج عمر ادريس، دبداب والجلفة (مطار الثلثي 15 كلم شرق مدينة الجلفة طريق فيض البطمة). وحسب اعلان المناقصة الذي نشرته الجرائد يوم 04 أوت 2013، فان الدراسات تتعلق ب 05 مشاريع تتمثل في مستودع الصيانة، مبنى الإدارة، موقف السيارات، خزان للمياه و شبكة الطرقات العامة. حيث تم تحديد مدة 30 يوما من أجل اعداد العروض وهو ما يوحي بأن أشغال الإنجاز ستنطلق قبل نهاية العام الجاري. وحسب نص المناقصة المذكورة فان مطار "الثلثي"، الذي يعتبر من أقدم المطارات على المستوى الوطني، فانه سيتم افتتاحه أمام الملاحة الجوية للطائرات ذات الاستعمال المحدود لمكافحة الجراد، معالجة الأشجار، الإخلاء الطبي والإنذار المبكر حول حرائق الغابات. وهذا لأنه يحتوي على مدرج رئيسي ب 1800 متر، و آخر ثانوي بطول 1400 متر. أما بشأن حلم المطار الدولي فيكمن في أن أرضية المطار الحالية قابلة للتوسعة لاستقبال طائرات الحجم المتوسط و الحجم الكبير التي تتطلب مدرّجات ب 3500 متر. وهو المشروع الذي لن يشكل عقبة في ظل حل جميع المشاكل الإدارية التي كانت تعترضه مثل قيام 18 عائلة من الفلاحين بشغل محيطه و أرضيته التابعة لأملاك الدولة ضمن الفوج 10. طائرات بمدرج مطار الثلثي بالجلفة -سنة 1954
مطار الثلثي بالجلفة سنة 1961 وتعتبر هذه المشاريع الخطوة الأولى لتحقيق حلم الجلفاويين في رؤية مطار دولي مستقبلا بولايتهم على اعتبار أنها ولاية مليونية لها حدود مع 09 ولايات وهي صاحبة الترتيب الأول في ذلك وبالتالي تشكل "منطقة عبور" بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لاسيما وأنّ موقع مطار "الثلثي" قريب جدّا من المحطّة البرية لنقل المسافرين التي تسيّرها شركة "سوقرال". كما أن ولاية الجلفة لديها جالية معتبرة في شتى أصقاع الأرض. فضلا عن الإمكانيات السياحية المتنوعة لجلب السياح الأجانب في كل مجالات السياحة الحموية والصحراوية والغابية وآثار ما قبل التاريخ والصناعة التقليدية المحلية. وكذا جامعة الجلفة التي صارت تحتضن ملتقيات وطنية ودولية. في حين أن موقع مطار "الثلثي" المحاذي للثكنات العسكرية سيسمح باستغلاله للطائرات العسكرية مثلما هو الأمر مع مطار "أغنار" بتمنراست ذي الاستعمالين المدني والعسكري، وهو ما سيشكل حافزا لترقية وتوسعة مدارج مطار الثلثي. جدير بالذكر أن مطار "الثلثي"، الذي افتتح عام 1957، قد كان في طي النسيان إلى أن تم أخذه بعين الاعتبار بفضل مجهودات جمعية "نادي الطيران – الهضاب العليا" التي دافعت عن هذا الميناء الجوي بالمراسلات العديدة للجهات المركزية و المحلية. وهي الجمعية التي تسعى الى استغلاله من أجل تكوين المتربصين في الطيران الشراعي وكذا التعاون مع مديرية الغابات بخصوص الحرائق ومديرية الصحة من أجل الإجلاء الصحي ومديرية السياحة من أجل رحلات لزيارة المناطق المصنفة عبر ولاية الجلفة.