يعتبر الشيخ عطا الله -أحمد بن بوزيد- فنانا مثقفا وسياسيا من ولاية الجلفة، حفظ القرآن الكريم بالإدريسية على يد الشيخ "شويحات ابراهيم"- رحمه الله-، أكمل دراسته بمتوسطة "طاهري عبد القادر" وهنا ظهرت أولى البوادر الفنية من خلال بعض اللمسات المسرحية، فجعلته مثار إعجاب أساتذته وزملائه، انتقل بعدها إلى الثانوية فأسس رفقة مجموعة من الزملاء أول فرقة مسرحية كانت لها عروض مميزة، قدم للأطفال الكثير وأدخل البهجة إلى قلوب الآلاف من أطفال المدارس، وفي عام 1992 عمل منشطا إذاعيا لدى القناة الثالثة الفرنسية، ولاحتكاكه الكبير –كما عبّر عن نفسه- بالطبقات المحرومة وإحساسه بمعاناتها أخرج إلى الوجود فنا لم يكن معروفا من قبل، وهو "المونولوج السمعي" الذي قدم في أجوائه عدة أشرطة سمعية يعرفها الجمهور الواسع والعريض للفنان. وبالموازاة مع ذلك كان ينشط ضمن الحصة الفكاهية التربوية "الفهامة" وهي من إخراج الأستاذ محمد صحراوي التي لاقت رواجا كبيرا لمدة خمسة سنوات. كما عمل في المسلسل التلفزيوني "ازرع ينبت" و"عمارة الحاج لخضر" وفيلم "التلغرام" وحاليا هو يشغل منصب نائب بالمجلس الشعبي الوطني. التقت به "الجلفة انفو" وكان لنا هذا الحوار: من خلال أدوارك الفكاهية التي جعلت شخصك الفني ذائع الصيت، هل تنوي العمل في أدوار درامية أو أفلام؟ أولا أشكر جريدة "الجلفة انفو" على هذا اللقاء وهذه الاستضافة الكريمة، كما أنني فعلا كما ذكرت أعمل وأنشط في مجال الفكاهة الهادفة التي تحمل دائما رسائل تربوية، بل وتعالج في كثير من الأحيان قضايا اجتماعية تسلط الضوء حول المشاكل الاجتماعية والثقافية التي يعيشها الفرد في الجزائر، وتجربتي مع الفكاهة تجربة كبيرة وعميقة ومنتجة، لأنني وجدت أن هذا الصوت الفني له تأثير كبير، بل وجدته صياغة فنية -إن صح التعبير- تصل إلى الجميع بما فيهم المثقف والمتعلم وغير المتعلم والإنسان البسيط، وأنا إنسان بسيط يفهم جيدا لغة البسطاء، لذلك تجدني أتحدث بانسياب دون فبركة أو ابتذال. وفيما يخص عملي الدرامي فقد شاركت مع "الحاج لخضر" في العمارة، وكانت ضمن الفكاهة معالجة درامية متميزة، أشكر من خلالكم الفنان الحاج لخضر ومدير قناة الشروق الأستاذ علي فوضيلالأربعاء القادم ستقدم قناة "الشروق" نبذة عن حياتي من خلال حصة "هذه حياتي"، وسيعرف المتابع عن قرب بعض التفاصيل التي لم تحضرني في هذه اللحظة الذي ساهم بشكل ملفت ودعم مشاريعنا الفنية الترقوية الهادفة. كما أنني أنوي العمل على مسلسل درامي تاريخي إذا اكتملت فكرته وكان لها الوقع الفني الذي أريده منها وسأتعامل مع كتاب سيناريو لهم عمقهم الثقافي والمعرفي. حدثنا عن أدوارك القادمة وما يمكن أن تنتجه في ظل إعادة البعث الحقيقي لقاطرة التجربة الفنية في الجزائر؟ أريد أن أقول إنني أعمل على برنامج جديد اسمه "الخيمة" وهو عبارة عن خيمة تجوب ولايات الوطن الجزائري، وتهتم بالتراث الثقافي للمناطق التي سنزورها، وسنحاول من خلال ذلك تسليط الضوء على المكتسبات الثقافية المادية والمعنوية لكل منطقة، والتوغل في بعدها الاجتماعي والتراثي. كما أنني أنتجت في رمضان الكريم حصة "أحوال وأقوال"، وعملت رفقة الحاج لخضر وقدمنا نتائج طيبة ومرضية جدا. على أننا نسعى جاهدين من أجل كل ما هو جديد وما يخدم ثقافتنا الجزائرية والجلفاوية على الخصوص. سمعت أنك تعمل على إنشاء شركة سمعي بصري، هل هذا صحيح؟ بلى، هو كذلك، أنا في القريب سأدير هذه الشركة من خلال مجموعة من الأحبة وسيكون لنا نشاطات مهمة تحتفي بمدينة الجلفة، وتقدم أعمالا لها علاقة بها، كما أنني أدعو من هذا المنبر كل متخصص في السمعي البصري للاتصال بي وحبذا لو يكون من ولاية الجلفة، لأنني أنوي العمل مع أبناء جلدتي كأولوية لهم، ولا يضيرني من مناطق أخرى، ولكن أنت تعلم أنها ستكون في ولاية الجلفة ولذلك أتمنى من كل متخصص أو من يحمل شهادة في هذا المجال أن يتصل بنا، وسنعمل جميعا على تطوير هذه "الآلية" المهمة والتي تحتاجها المدينة أكثر من أي شيء آخر، فالصورة التي تعبر عن حقائق ودقائق المجتمع هي التي ستقدم الإضافة الحقيقية للمنطقة. إلى أي مدى ستكون فكرة "الشركة" ناجحة؟ الحقيقة أنني أعمل ولا أنتظر جزاء ولا شكورا، أعمل للولاية كلها دون استثناء فكلهم أبناء جلدتي، ويعلمون أنني أسعى بما أوتيت من علم وفهم ومادة وتعاون في تطوير ما يمكن تطويره وزرع ما يمكن زرعه، فهذه الشركة هي زرع سينمو مع الوقت وبفضل الرجال المتعلمين والمتفعمين والقادرين على تحمل المسؤولية، وفي الواقع فقد اكتسبت الجلفة عدة هياكل ثقافية ستمكنها من استثمار أبنائها الاستثمار الصحيح والمناسب، لأن العمل الفني هو عمل واقعي حَدَثي حركي يجسد أمامك نبوغ المؤدي، ويكشف أيضا أمامك عن أي خلل أو أي تراجع وتقهقر. وذلك أجدني أفكر دائما في تقديم الجديد للمتلقي والمسؤول والمواطن بصفة عامة، وفي الأربعاء القادم ستقدم قناة "الشروق" نبذة عن حياتي من خلال حصة "هذه حياتي"، وسيعرف المتابع عن قرب بعض التفاصيل التي لم تحضرني في هذه اللحظة. أود أن أقول في الأخير أنني أحمد الله على فضله، وأشكركم على اهتمامكم بالجانب الثقافي في شخصي المتواضع، وأشكر جريدة "الجلفة انفو" التي تعمل جاهدة من أجل تسليط الضوء على اهتمامات المواطن الجلفاوي بصفة خاصة وعلى اهتمام جميع المواطنين في أي مكان. وأتمنى أن يكلل كل عمل صادق وهادف بالنجاح للجميع دون استثناء. موقع الشيخ عطا الله : http://www.cheikh-atallah.com/index.php