حادث مرور بداية سبتمبر بعين وسارة احتلت ولاية الجلفة تقريبا الريادة في كل الإحصائيات الشهرية والأسبوعية و الدورية الصادرة عن قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية حسبما صارت تنقله الوسائل الإعلامية عن هذه الأخيرة. وهو ما حذا ب "الجلفة إنفو" الى التحقيق في أسباب تلك الحوادث، حيث انتقلنا الى بعض النقاط السوداء مثل منطقة "رأس الريح" ومفترق الطرق الدائري بحي بن سعيد بطريق الشارف وسجّلنا ملاحظات مستعملي و رواد هذه المحاور وغيرها. "الجلفة إنفو" حضرت مؤخّرا اجتماعا طارئا بمديرية النقل شاركت فيه مختلف الشرائح التي لها صلة بالوقاية من حوادث المرور. وكان محور نقاشات الاجتماع هو أسباب حوادث المرور التي تتزايد كل سنة. حيث أصبحت طرقات الجلفة تحصد مسرحا لحوادث مرور يومية. وفي هذا الصدد صرح ممثل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجلفة أن مصالحه قد أحصت عبر الولاية 100 قتيل و 247 جريح و 500 حادث مرور خلال فترة الأشهر ال 08 الأخيرة. وأضاف ذات المتحدث أن معدل الحوادث اليومي قد وصل في بعض الأحيان الى 04 حوادث في اليوم الواحد كما كان الحال مؤخراً بطريق الشارف. وفي ذات الاجتماع، عزا ممثل سلك الدرك الوطني أسباب حوادث المرور الى العامل البشري بنسبة 85 % والتي حصرها في السرعة المفرطة خاصة بالنقاط السوداء التي أحصتها عناصر الدرك الوطني ب 11 منها "راس الريح"، "الخشم"، "ضاية المحلة"، "قلتة السطل" و"ثنية القوافل" التي تشكل منعرجات وممرات خطيرة إن لم يتوخّ السائق الحذر. كما لاحظ ذات المتحدث أيضا أن أغلب حوادث المرور بالجلفة يتسبب فيها أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و 40 سنة و من سيارات أغلبها جديدة من سنة 2010 و إلى 2013. في حين تم مؤخرا تسجيل انتشار حوادث مرور لمركبات للنقل المسافرين الجماعية، حسب ممثل الدرك الوطني. أما السيد "دريسي عز الدين"، صاحب وكالة للمراقبة التقنية للسيارات، فقد أكد أن أغلب السيارات في حاجة لمراقبة دقيقة وبصفة دوريةً و كذا على أعلى مستوى منذ استيراد المركبة ولحظة دخولها الى أرض الوطن. حيث لاحظ نفس المتحدث أن بعض المركبات لا تلائم خصوصيات طرقاتنا و بيئتنا. وتأسف السيد دريسي على كون التحسيس لا يحظى دائماً بإصغاء السائق الذي يرغب فقط في اقتناء تأشيرته للسير و لا يبالي بالملاحظات المقدمة له، رغم تخصيص وقت من طرف وكالات المراقبة التقنية لإشعار السائق بضرورة متابعة سيارته و مراجعة الوكالة. من جهة أخرى، أكد ممثل مديرية الصحة على أن السائقين والمارّة مطالبون بتجنب إسعاف المصاب دون دراية بالإسعافات الأولية. حيث نبّه ذات المتدخّل الى أن الكثير من الذين تم إسعافهم من طرف المارين يصابون بأعراض جانبية وإعاقات تقعد المصاب. أما ممثل مديرية التربية، فقد أشار الى مجهودات 28 وحدة كشف تسعى دورياً الى تنشيط أيام تحسيسية خاصة لطلبة الثانوي بغاية توعيتهم بمخاطر السرعة و عدم الالتزام بقانون المرور خاصة و أنه لوحظ مؤخراً حوادث مرور في المحيط الحضري داخل المدن و الأحياء الكبرى . جدير بالذكر أن هذا الاجتماع، الذي أحصى أهم النقاط حول أسباب حوادث المرور وما ينجر عنها من قتلى وجرحى، يعد خطوة جدية أولى لهذا الموسم الاجتماعي نحو إيقاف شبح الطرقات الذي يزهق الأرواح يومياً. حيث ينتظر تنشيط حملات تحسيسية مكثفة عبر دوائر الولاية ومختلف النقاط السوداء وبمشاركة مختلف الهيئات و القطاعات و كذا المجتمع المدني . ../.. يتبع