استمرارا لدورها الثقافي الإبداعي الذي تفعله مكتبة المطالعة العمومية "نورة بن يعقوب" بحاسي بحبح، وفي العدد السادس من لقاءات المكتبة، استضافت الأستاذ علي عرعور في محاضرة حول "الثقافة بين الجدل والبرهان"، حيث نشط هذا اللقاء الروائي محمد عبد الوهاب عيساوي، وقد حضر اللقاء عدد من الشخصيات الثقافية والإبداعية وكذا إطارات ومتابعين لنشاطات المكتبة، وقد تحدث الأستاذ علي عرعور حسب مداخلة الأستاذ الناقد سعيد موفقي الذي حضر اللقاء حول "هذا الإشكال الذي طرحه المفكرون والفلاسفة، من الجهتين، الغربية والعربية، ومن منطلقات مختلفة حدّ التناقض، يشكل العقل فيها حجر الأساس في عملية الاستفهام والاستدلال باعتبار المرجعيات التي تحدده تكشف العلاقات الإنسانية والقدرات البحثية كعملية تفاعلية في تحديد طبيعة العقل والجدل والبرهنة والسياقات التي تحكمهما والأنساق التي تطبعه حدّ القداسة". وأضاف الناقد سعيد موفقي "هي مسائل ضرورية في التعامل مع الظواهر البشرية بمختلف توجهاتها وقناعاتها، منذ انفتاح العقل على عالم الفكر والفلسفة والمثل والأساطير وانشغاله بظاهرة التحرر والبحث عن الحقيقة التي ظنّها الفكر البشري لصيقة بالعقل واعتقاده بأنّه بحاجة إلى وسائل بديلة غير تلك التي استحدثها بفعل المعتقد الديني ومؤثرات الحاجة الروحية، والتنقيب في التراث لا يعني النموذج النهائي في حلّ القضايا والحسم فيها، فالأطروحات العامة التي تمس صميم الإنسان ، لا تزال قيد البحث ومحل الشك، التي تراوح مكانها الميتافيزيقي و الفكر الانفتاحي الذي يسعى إلى فرض معايير جديدة لطريقة التفكير، أحيانا تتيه في علوم البيولوجيا ضاربة جوهر الإنسان عرض الحائط على اعتبار مكوّنه البشري تحكمه هذه المادة الطبيعية مستندة إلى قوانين الطبيعة وما أقرّه العقل البشري و توصلت إليه الذهنية العلمية الحديثة أفقيا و عموديا، ولا يكفي مواجهة التراث المحلي أو الوافد بهذا المعنى ما لم تحدده الصياغات الجديدة للتاريخ والمادة والعلوم الإنسانية، قديمه وجديده". وقد شكر الحضور هذا اللقاء الشيق مع الأستاذ علي عرعور، الذي أفاض في تحليل هذه الأبعاد الثقافية من خلال خطي الجدل والبرهان، وشكر الجميع المجهودات التي تقوم بها مكتبة المطالعة العمومية "نورة بن يعقوب" بحاسي بحبح، كما شكروا أيضا مجهودات القائمين على هذا النشاط وما يحمله من لقاءات على مستوى الفكر والأدب.