احتضن مركز التسلية العلمية الواقع بحي “جمال الدين” بوهران، بيعا بالتوقيع لمؤلف “ظاهرة الكتابة في النقد الجديد مقاربة تأويلية، نموذج خطابي”، الصادر عن دار نشر سورية للإعلامي والناقد المتميز الراحل بختي بن عودة، في ذكري مرور 18 سنة عن رحيله عنا، من تنظيم الجمعية الثقافية “فضاء الإبداع الأدبي”، بالتنسيق مع جمعية “الفضل لترقية الفتاة” بوهران، تحت إشراف مديرية الثقافة. حفل التوقيع للكتاب نابت فيه إسمهان عن والدها المرحوم بختي بن عودة، وهو عبارة عن رسالة الماجستير التي قدّمها سنة 1992 بجامعة وهران، حوّلها الأستاذ الجامعي المقيم بدولة البحرين عبد القادر قيدوح، إلى مؤلَّف أثرى به المكتبة الوطنية، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأدبية والنقدية التي أنجزها في وقت قصير. وحسب العديد من أصدقاء المرحوم ممن عايشوا فكره وحضوره الإنساني، لايزال قلم بختي بن عودة بعد ثمانية عشرة سنة من رحيله، مثيرا للجدل والنقاش، بل اعتبروه أكثر حضورا وتميزا وإبداعا ونقدا من الكثير من الأحياء، ومؤثرا في الذائقة النقدية الجزائرية لجيل جديد من النقاد والمثقفين المشتغلين بالقيم المعرفية التي آمن بها بختي بن عودة، وأخلص لها وكرّس لها جهده خلال مسيرته الفكرية والإبداعية القصيرة. قيم وقضايا “الكتابة والاختلاف” و«الغيرية” و«النقد المزدوج بتعبير الخطيبي والتفكيك” وغيرها، بانتباهه المبكر لضرورة الانفتاح على الفتوحات المعرفية والفلسفية المنبثقة عن علوم الإنسان والمجتمع والوجود والكينونة والتاريخ؛ إيمانا منه بأن هناك قطيعة إبستمولوجية كبيرة بين النص الأدبي الجزائري والتحولات التي عرفتها المعرفة في العلوم الإنسانية في عالمنا المعاصر، دون أن يتناسى شروط خصوبة هذه المعرفة النقدية. والشيء الأكيد أننا فقدنا عقلا متميزا كان بإمكانه أن يكون شيئا عظيما في مجال الحداثة لو كتب اللّه له من العمر بقية.