سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزيرة التضامن حلّت بباتنة وخنشلة ... واستثنت الجلفة التي قتلت فيها الفيضانات البشر والمواشي وشرّدت الأحياء والأموات ودمّرت القرى والمنازل والطرقات والجسور "التحالف الجمعوي" بدار الشيوخ يراسل رئاسة الجمهورية ويتهم الحكومة بالتخلي عن ولاية الجلفة !!
الجلفة بين 1959 و2015 لم يكن حجم المأساة التي ضربت ولاية الجلفة في مناسبتين (نهاية أوت وبداية سبتمبر الجاري) كافيا لإقناع السلطات المركزية للتحرك على أعلى مستوى من أجل إعلان ولاية الجلفة كولاية منكوبة ... ولم يكن نشاط السلطات الولائية وتجندها كافيين لإقناع الحكومة بان ولاية الجلفة قد مات فيها البشر والمواشي غرقا وأن السيول قد دمرت الجسور والطرقات والقرى والمنازل والبساتين ... بل حتى الأموات لم يسلموا وهُم في أجداثهم ... بل وأكثر من ذلك: 24 حيّا منكوبا بعاصمة الولاية لوحدها !! هذا الواقع المرير بولاية الجلفة تزامن وواقع مرير آخر بولايات في الشرق الجزائري ... ولكن ما زاد من وقع التراجيديا على نفوس الجلفاويين هو أن الحكومة لم تكلف نفسها الالتفات إلى ولاية الجلفة المكلومة في القرية الفلاحية "العقيلة" والهيوهي ودار الشيوخ ودلدول والزعفران وبويرة الأحداب والإدريسية وفيض البطمة والمويلح والمليليحة والمعلبة والجلفة وسيدي لعجال وعين وسارة وحاسي بحبح وغيرها ... الحكومة أرسلت وزيرتها للتضامن لكي تمثلها أمام المنكوبين في باتنة وخنشلة ... وربما سنلتمس للحكومة عذرا وهو أنه "لا أحد أخبرها بما حدث بولاية الجلفة" أو ربما قالوا لها "لاشيء حدث في الجلفة عدا 03 قتلى في دلدول والقرية الفلاحية" !! واقع ولاية الجلفة المنكوبة مع فيضانات وديانها وصّفه "التحالف الجمعوي من أجل دار الشيوخ"، في بيان ورد إلى "الجلفة إنفو"، ..بالقول "الجلفة الولاية المنسية أو التي ضربها الظل في أهم المشاريع الممركزة ... الجلفة اليتيمة التي لا يحبها أحد". نفس البيان أبدى أسفا للتغطية الإعلامية للتلفزيون العمومي. وفي نبرة تحسّر على حال الخدمة العمومية قال نشطاء المجتمع المدني بدار الشيوخ "حتى التلفزة أو القناة الرسمية العمومية رأت الفيضانات في كل الولايات وعمت عنها في ولاية الجلفة. هذه القناة التي أطلت علينا بشريط أخبار رسمي يبشرنا بزيارة وزيرة التضامن الوطني والأسرة "مونية مسلم" حين زارت باتنة وخنشلة مقدمة المساعدات للمتضررين والصكوك لأهالي الضحايا ... بناء على تعليمات الوزير الأول". وفي مقابل توزيع "مونية" للمساعدات في باتنة وخنشلة ذكر نفس "التحالف الجمعوي" أن التعويضات غير موجودة حيث قال البيان "سمعنا أنه لا تعويضات ولا مساعدات لأن التقشف ولد بأرجله في الجلفة". تُرى هل أخبر المسؤولون التنفيذيون وعلى رأسهم "جلاوي" السلطات المركزية باستعجالية الوضع بولاية الجلفة وأنه كان يجب اعلانها ولاية منكوبة؟ ... السؤال مُلحّ جدا: لماذا لم تتحرك الحكومة تجاه ولاية الجلفة؟ ماهو دورك يا سيادة الوالي اذا لم تجبر الحكومة على التحرك ونزول "مونية مسلم" الى الجلفة؟ ... للأسف يا والي الجلفة لقد فشلتم حتى في ازالة الأنقاض من بيت المواطن البسيط "عبد الرحمان أبوبكر" بعد فيضان قرية الهيوهي فكيف بكم تقنعون الحكومة بإعلان الجلفة ولاية منكوبة ونزول الوزيرة اليها ... وهذه الأرقام تكفي للتذكير بحجم المأساة التي حلّت بولاية الجلفة في عهدة "عبد القادر جلاوي" و التي بدأت في نوفمبر 2013 ... إنها حصيلة غير رسمية لفيضانات أوت وسبتمبر 2015 بولاية الجلفة: - استشهاد 03 أشخاص غرقا في دلدول وفي القرية الفلاحية بدار الشيوخ - غرق قرية "الهيوهي" وغرق الموتى بمقبرة القباب بدار الشيوخ 03 مرات * - انقطاع العديد من الطرقات الوطنية والولائية والبلدية * - تسجيل خسائر فادحة لمختلف الشبكات كالصرف الصحي والسقي والكهرباء والهاتف والغاز - تسجيل خسائر معتبرة في رؤوس المواشي (أبقار وأغنام وماعز) - انهيار الطرقات والجسور والمنشآت الفنية في الإدريسية والهيوهي وسد رحال وبويرة لحداب وغيرها - تسجيل حوادث مرور أو انحراف مركبات - 24 حيا منكوبا بمدينة الجلفة لوحدها بل وفي أحياء مُستلمة حديثا مثل سكنات الأساتذة الجامعيين في حي "بنات بلكحل" - تسجيل فيضانات الأودية بعدة بلديات منها دار الشيوخ والمليليحة وعين وسارة وسيدي لعجال والجلفة وفيض البطمة وبويرة لحداب والإدريسية وتعظميت والزعفران ودلدول - إجلاء العشرات من المواطنين (بينهم الأطفال والعجزة والنساء الحوامل) في المجبارة والجلفة والزعفران ودار الشيوخ والمليليحة وغيرها مع تسجيل جرحى بينهم كل الخسائر المذكورة لم تشفع للسلطات المركزية بالتحرك ... فمن هو المسؤول عن ذلك؟ والسؤال الذي يبقى قائما: تُرى هل تعلم السلطات المركزية أن ولايةالجلفة بأكملها بحاجة الى برنامج خاص ومُحيّن لحماية مدنها وبساتينها وطرقاتها ومنشآتها الفنية من الفيضانات؟ الجلفة تحتاج وحدة جوية للتدخل في الكوارث ولاية الجلفة مصنفة في "الخانة الحمراء" لمناطق الخطر لدى المديرية العامة للحماية المدنية. وهي لدى القيادة العامة للدرك الوطني مصنفة في الولايات التي بها شبكة كبرى للطرقات الوطنية والولائية بل وتأتي دوما في مقدمة حصيلة حوادث المرور ومختلف التدخلات لدى الدرك الوطني وأحيانا يتدخل الجيش بها مثلما حدث في الفيضانات الأخيرة عندما تدخل الجيش في مناسبتين احداهما بالقرية الفلاحية والأخرى بالمعلبة. ولكن رغم هذه الأخطار الكبيرة لا سيما فيضانات الأودية الكثيرة بالولاية والموجودة في 36 بلدية كاملة، الا أن التدخلات مازالت لا تواكب المخاطر الكبرى بها والتضاريس الوعرة بها كالجبال والوديان والبحيرات والهضاب وغيرها. فهل هناك من يقول للسلطات الجزائرية أن سلطات الإحتلال الفرنسي كانت أرحم بالسكان حين خصصت طائرات مروحية لإنقاذ سكان حي الظل الجميل سنة 1959 من الطوفان العظيم بينما ولاية الجلفة لا تحتوي على فرقة جوية لا للدرك الوطني (على غرار ولاية المسيلة التي استفادت منها في 2015) ولا للحماية المدنية رغم أنها ولاية مليونية وأي خطر يحدق بها معناه تعريض حياة 01.4 مليون نسمة للخطر؟ ... الرسالة الأخيرة للسلطات هي شهادة أحد المشاركين في عملية البحث عن الشاب الذي جرفه وادي العقيلة بدار الشيوخ. حيث قال شاهد العيان "لم نتمكن من الوصول الى الضحية لأن المكان الذي حاصرته فيه السيول وحبّات البرد "التبرولي" لا تصله سوى الهيليكوبتر" بينما الجيش لديه مهام جسيمة أخرى دفاعية وأمنية لا يجوز أن تشكل عبئا عليه مثلما حدث في تدخله بالمروحية العسكرية في "زاغز" بالزعفران الأسبوع الماضي !! حديث صحافة الإحتلال عن الطوفان الأعظم الذي ضرب مدينة الجلفة سنة 1959 وفيها تم اجلاء سكان حي الظل الجميل يالمرحيات العسكرية (صورة قصاصة الجريدة من عند الباحث شويحة حكيم)