توج فريق وفاق سطيف مساء امس بكأس الجمهورية للمرة السابعة في تاريخه بعد فوزه العريض على شباب باتنة بنتيجة (3 / 0) في مباراة كانت بحق نهائي شيق عرف سيطرة كبيرة »للكحلة« التي اثبتت انها فريق المناسبات الكبرى، وهذا بالنظر للمستوى الذي قدمه زملاء حاج عيسى طيلة هذه المباراة، رغم انها كانت صعبة منذ البداية بفعل القوة التي اظهرها فريق ش. باتنة، الذي كان قد حقق مسيرة مميزة في الادوار السابقة، واراد تجسد ذلك في النهائي. لكن امس وجد امامه فريقا منظما احسن ويلعب بخبرة كبيرة افادته في تسيير فترات النهائي بثبات، ولو ان في بعض الاحيان كانت الغلبة لاشبال بسكري. ويمكن القول ان المدرب زكري اختار تكتيكا احسن جعل لاعبيه في احسن رواق من ناحية الفعالية واضافوا بذلك لقبا آخرا لسجلهم الثري في المنافسات الوطنية والدولية. وكان الشوط الاول متكافئا الى ابعد درجة، كون الحذر طبع الدقائق الاولى، اين حاول كل فريق معرفة خطة لعب المنافس، بالتركيز على تدعيم وسط الميدان وكانت فعلا معركة حقيقية بين مترف وحاج عيسى ودلهوم ولموشية من جهة وراسكال وبن حسان وفزاني.. رغم ان شباب باتنة كان السباق في تهديد مرمى شاوشي بفضل المحاولات السريعة للثنائي بورحلي وبوخلوف، اللذان جعلا كل من العيفاوي وبلقايد في صعوبة عدة مرات. وتفطن مدرب الوفاق زكزي لهذه الخطورة واعطى تعليمات لمحاولة صد هجومات الشباب بداية من وسط الميدان وعدم ترك المساحات كبيرة امام السرعة الفائقة لمهاجمي شباب باتنة، الذين كادوا ان يصلوا الى مرمى الحارس شاوشي، عندما انفرد (د 22) المهاجم بورحلي بالحارس شاوشي واخطأ التقدير لتذهب كرته خارج الاطار. وكانت هذه اللقطة بمثابة الانذار الحقيقي لزملاء حاج عيسى الذين احسوا بالخطر امام تواضع آداءهم في الدقائق السابقة، حيث رأينا بداية من هذه اللحظة وجها مغايرا للوفاق الذي نظم صفوفه بشكل احسن، عندما نشط صانع العابه حاج عيسى رفقة امبان على الجهة اليسرى فكانا بمثابة »الديمانو« في الفريق السطايفي الذي توالت محاولاته، وكاد امبان من توقيع الهدف.. قبل ان يكون هذا الاخير وراء الهدف الاول في اللقاء عند الدقيقة (37) حيث وزع كرة ذكية نحو زميله حسين مترف الذي قطع الكرة بذكاء في القائم الاول مباغتا الحارس بابوش وامضى بذلك تقدم الوفاق في هذا الشوط الاول.. ويمكن القول ان هذا الهدف زاد من عزيمة اصحاب الزي الابيض والاسود، الذين كثفوا من هجوماتهم معتمدين على خبرة جل عناصرهم، ذلك ان امبان خرج وجها لوجه مع الحارس قبل نهاية المرحلة الاولى وكاد ان يوقع الهدف الثاني، لولا براعة الحارس بابوش الذي تصدى للكرة بأعجوبة. في حين ان شباب باتنة تأثر نوعا ما عند تلقيه الهدف وبدت محاولاته اقل خطورة مقارنة مع بداية اللقاء، خاصة وان وسط الميدان اصبح بين ايدي فريق الوفاق الذي وضف عدد اكبر من لاعبيه في هذه المنطقة الاستراتيجية. المرحلة الثانية انطلقت بمردود افضل للفريقين حيث توالت المحاولات من الطرفين، وكان اخطرها لصالح الوفاق الذي اراد اضافة الهدف الثاني، كون شباب باتنة فتح اللعب وترك العديد من المساحات امام حاج عيسى وحيماني اللذان كادا ان يضيفا الهدف الثاني في مناسبتين (د 47 و 52). واراد بسكري اعطاء دفع جديد للخط الامامي، فقام بادخال المهاجم مساعدية في مكان بورحلي الذي لم يجد ضالته في هذا النهائي. وتواصلت محاولات الوفاق الذي كان منظما في وسط الميدان، وينطلق من حين لآخر في هجومات معاكسة بفضل لاعبين لهما سرعة فائقة، وهما حيماني وامبان، وفي احدى هذه المحاولات تقدم امبان في الدقيقة (69) بعد تمريرة ذكية من لموشية وتجاوز مدافعين وباغث عن قرب الحارس بابوش ممضيا الهدف الثاني للوفاق الذي جسد تفوقه بهذا الهدف، مستغلا خبرة عناصره في المناسبات الكبرى. وهذا امام بعثرة الكثير من الجهد لدى لاعبي شباب باتنة الذين لم يتمكنوا من ايقاف آلة الوفاق التي كانت نقطة قوته وسط الميدان الفعال سواء في استرجاع الكرة او مد المهاجمن بكرات ذكية. وفي نفس المنحى وبعد محاولة ذكية من حاج عيسى في وسط الميدان قدم كرة لرحو على الناحية اليمنى وبفتحة دقيقة وصلت الكرة لاحسن لاعب في هذا النهائي حسين مترف الذي باغت الحارس بابوش برأسية محكمة ممضيا الهدف الثالث للوفاق في الدقيقة (70)، معمقا جراح الشباب والسير نحو رفع الكأس، حيث ان هذا الهدف كان بمثابة ضربة كبيرة للشباب الذي فقد توازنه وتبعثرت مجهوداته فوق ارضية الميدان، في جو احتفالي لانصار الوفاق. وكاد الوفاق ان يضيف اهداف اخرى في الدقائق المتبقية، لولا تسرع مهاجميه لينهي اللقاء، بقوة ويتوج للمرة السابعة بهذا اللقب مؤكدا جدارته في هذه المنافسة، خاصة وانه اصبح يحصد اللقب تلو الآخر في عدة منافسات بفضل تشكيلة غنية وتأطير محكم. حامد حمور رئيس الجمهورية يسلم مبالغ مالية لفريقي شباب باتنة ووفاق سطيف سلم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس السبت بالقاعة الشرفية لملعب 5 جويلية (الجزائر) صكوكا مالية للسيدين فريد نزار وعبد الحكيم سرار وهما على التوالي رئيسي شباب باتنة ووفاق سطيف بمناسبة تأهلهما للنهائي السادس والأربعين لكأس الجزائر في كرة القدم. وتقدر المكافأة الممنوحة للشباب والوفاق ب 30 مليون دينار جزائري لكل فريق. كما حظي منشطا كأس الجزائر العسكرية وهما فريقا مركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية ببن عكنون والناحية العسكرية الأولى بمكافأة قدرت ب 10 ملايين دينار لكل فريق. خلال هذا الحفل تسلم رئيس الجمهورية هدايا من طرف واليا ولايتي سطيفوباتنة وكذا مسؤولي الناديين المتأهلين للمباراة النهائية.