على مدى اليومين المنصرمين كانت فضاءات وقاعات دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم قد عاشت اجواء مميزة طغى عليها الطابع الدرامي وذلك بمناسبة تنظيم الطبعة الثالثة لمسابقة كاكي الذهبي التي تندرج في اطار المحاولات الجادة لاثراء بنك النصوص المسرحية من جهة وتشجيع وتحفيز كتاب المسرح سواء المحترفين والهواة من جهة اخرى ومنذ الاعلان عن فتح المسابقة تلقت محافظة المهرجان لغاية نهاية شهر افريل 29 نصا منها نص مسرحي باللغة الامازيغية كما تلقت المحافظة نصا مسرحيا لكاتب من الصحراء الغربية وقصد اختيار النصوص المسرحية الثلاثة الاولى الجديرة بنيل جائزة كاكي تم تشكيل لجنة تحكيم يترأسها الكاتب المسرحي القدير مختار عثماني للنظر في جميع النصوص المقدمة وترتيبها حسب الاولوية وهي الجائزة الذهبية بقيمة 30 مليون سنتم والجائزة الفضية بقيمة 25 مليون سنتم والجائزة البرونزية بقيمة 15 مليون سنتم كما خصصت لجنة التحكيم جائزة تشجيعية خاصة. وقبل الاعلان عن الاسماء الفائزة مساء يوم الجمعة عكف المشاركون وهم المثقفون ورجالات المسرح والمحترفون وعدد كبير من هواة الفن والكتاب ال 29 المشاركون في مسابقة النصوص عكفوا خلال يومي الخميس والجمعة مناقشة واقع المسرح الجزائري وسبل تطويره امام تحديات العولمة التي احتوت الثقافة وافرغتها من مدولول الثقافة الشعبية والتراثية التي هي الركيزة الاساسية للانتاج المسرحي كما تناول كل من الدكتور شنيقي المختص بالمسرح وعثماني مختار الكاتب المسرحي في مداخلتيهما امام المشاركين التقنيات العالمية التي لابد من اتباعها للرقي بالمسرح الى مستواه الدرامي واي محاولة في المسرح لاتتوفر على فنيات النص المسرحي وتقنيات الاخراج برمته فانها اي المحاولة تبقى دون الدراما الحقيقية هذا ما تطرق اليه عثماني مختار اما مداخلة الدكتور شنيقي فقد تناولت ثلاث مواضيع وهي علاقة الجمهور بالمسرح وما هو النص المسرحي وهل للمسرح خصوصيات، وما هي شروط الاقتباس في المسرح وقد اسهب المحاضر في مختلف المراحل التي مر بها المسرح في الجزائر وكيف كان اقبال الجمهور قويا على متابعة العروض المسرحية خلال الستينيات والسبعينيات اذ كانت قاعات المسرح تكتظ عن اخرها في كل المدن الجزائرية التي كانت تنظم بقاعاتها عروض مسرحية غير انه كما قال المحاضر لوحظ وبشكل ملفت وغريب تراجع للجمهور عن متابعة المسرح منذ التسعينيات الى غاية اليوم فكلما كان عرض مسرحي في اي مدينة جزائرية تجد القاعات ذات الالاف مقعد او اكثر شبه فارغة انها ظاهرة غير عادية وتطرح تساؤلات حول الاسباب التي تكون وراء عزوف الجمهور عن المسرح وهل المشكلة تكمن في المسرح في حد ذاته ام هناك عوامل اخرى ادت الى الوضع المعاش؟ واستطرد شنيقي في محاضرته موضحا بأن لكل نص مسرحي فنيات في الكتابة وعلاقة النص بالواقع والتراث الشعبي. وكانت مجمل المداخلات والمناقشة الثرية قد تطرقت الى الواقع الحالي للمسرح وما هي الامكانيات والعوامل المطلوب اتباعها للنهوض بالمسرح الذي كان وسيظل يحمل في مضمونه وابعاده مختلف اوجه الحياة الانسانية. المسرح كفن بدأ منذ عهد الاغريق. وما استرعى الانتباه في طبعة هذه السنة هو الحضور المكثف لرجالات المسرح وكبار الممثلين المسرحيين والسينمائيين امثال حسان مزاري وفتيحة بربار، نوال ابراهيم وقادة محمد وكذا حضور ممثلين من تونس الشقيقة. ومن بين التوصيات التي خرج بها المشاركون في هذا اللقاء الثقافي المسرحي ضرورة طبع النصوص المسرحية وتأسيس بنك للمسرح لفائدة الفرق المسرحية التي تكون بحاجة الى نصوص قصد اخراجها كمسرحيات فوق الخشبة وكذا مواصلة تشجيع كتاب المسرح لان ازمة المسرح في بلادنا هي ازمة نص مسرحي.