في حوار خص به جريدة «الشعب»، كشف السيد سعد أقوجيل، والي ولاية بسكرة، التي احتضنت قبل أيام قلائل فعاليات الملتقى الوطني حول «الأمن الفكري»، عن انتهاء مصالح ولايته من الاستعدادات الخاصة باصدار بطاقات الهوية البيومترية، من بطاقة وطنية وجوازات السفر ابتداء من شهر نوفمبر المقبل. كما أكد بأن تحضير ملف الاحتراف لاتحاد بسكرة جاري، وجدد التزامه بانجاح مشروع السياحة الدينية، الذي يمتد من سوق اهراس اين يرقد القديس أوغسطين و يمر عبر تيماسين أرض الزوايا التجانية وصولا إلى ورڤلة. وفي السياق ذاته، أكد السيد سعد، بأن أبرز الأهداف المسطرة على مدى الخماسي المقبل تتعلق أساسا بقطاع التربية الوطنية، حيث تعتزم الولاية بناء 9 ثانويات ببلديات لا تتوفر عليها، بالاضافة إلى بناء مستوطنة بكل قرية واستكمال تجسيد 12 ألف مقعد بيداغوجي في مشروع قطب جامعي جديد يتسع ل 20 ألف مقعد. وموازاة مع ذلك ومن أجل تحسين معيشة المواطنين سيتم رفع نسبة التزويد بالغاز إلى حدود 80 بالمائة، ما يعزز الايجابيات التي استفاد منها سكان بوابة الصحراء بسكرة وفي مقدمتها تحلية المياه بنسبة 70 بالمائة. ̄ الشعب : ما مدى مساهمة البرامج التنموية في تحسين أوضاع المواطن بعاصمة الزيبان؟ ̄ ̄ والي ولاية بسكرة : حققت ولاية بسكرة خلال العشرية الأخيرة إنجازات هامة، ساهمت بقدر كبير في تحسين أوضاع المواطن باستفادتها من مشاريع حيوية هامة، رصد لها ما لا يقل عن 116 مليار دج، وبفضلها ارتفعت نسبة التزويد بالمياه الصالحة للشرب إلى حدود 92 بالمائة، ما يعادل المعدل الوطني، فيما ارتفعت نسبة شبكة الصرف الصحي إلى حدود 89 بالمائة بعدما كانت لا تتجاوز 75 بالمائة، كما حقق قطاع التربية نتائج ايجابية تبعث على الارتياح، من ذلك انخفاض عدد التلاميذ الاقسام من 47 إلى 33 طفل بالابتدائي و من 42 إلى 41 تلميذ بالمتوسط ومن 34 إلى 30 طالب بالثانوية. وفيما يخص التزويد بالكهرباء، فإن النسبة بلغت 93 بالمائة بزيادة قدرها 6 بالمائة، وأنا شخصيا أعتبر أهم إنجاز عبر كل القطر الوطني يتعلق بشبكة الغاز الطبيعي، التي مكنت من رفع نسبة الربط من 28 إلى 72 بالمائة، وهي نسبة لا نجدها حتى في دول أوروبية، مشكل ملوحة المياه في طريق التسوية النهائية. ̄ لكن أبرز مشكل يطرح في الولايات الجنوبية وكذا بوابة الصحراء بسكرة يتعلق بوفرة المياه وكذا مناقصها؟ ̄ ̄ بالنسبة لولايتنا، فإن المشكل تم معالجته بفضل مشاريع ضخمة، منها إنجاز منبع الغزلان في سنة 2004 وتصل قدرته إلى إلى حوالي 55 مليون متر مكعب، ساهم في تحويل المياه الصالحة للشرب إلى دائرتي أولاد جلال ودوسن يمتد على مسافة 46 كلم، كما أننا تخلصنا من أهم المشاكل بنسبة 70 بالمائة، ويتعلق الأمر بنوعية المياه ذات المذاق الصالح من خلال جلب المياه من منطقة الذروع على بعد 26 كلم لفائدة 220 ألف نسمة تقطن بعاصمة الولاية. ̄ لعل أهم مشكل كان مطروح ببسكرة علاوة على ملوحة مياه الشرب، مشكل القمامة الممتدة على 200 هكتار عند مخرج الولاية؟ ̄ ̄ بالفعل برمجنا 3 مشاريع هامة تهدف أساسا إلى القضاء على مفرغة عمومية، كانت تمتد على مساحة كبيرة تقدر ب 200 هكتار، من خلال إنجاز مركز ردم تقني على بعد 12كلم قبل 3 أعوام وحولت المفرغة إلى مساحات خضراء، وهو ثاني أهم مشروع في هذا المجال، حيث وضع حزام أخضر يمتد على 120 وتم الانتهاء من تشجير 80 هكتارا الهدف منها تلطيف الأجواء ومواجهة حرارة الصيف الشديدة. ̄ تولي الدولة لقطاع التربية أهمية بالغة وبسكرة استفادت على غرار كل ولايات الوطن من برنامج طموح، ما مدى مساهمته في امتصاص نسبة التسرب المدرسي؟ ̄ ̄ خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، تعززت الولاية بعدة منشآت منها 12 ثانوية و 11 منشأة رياضية، تضاف إلى القاعات الرياضية التي تحتويها الثانويات، وساهم ذلك في انخفاض نسبة التسرب التي لا تتجاوز 2 بالمائة، أما في التعليم المتوسط فقد تم إنجاز 32 اكمالية منها 15 بنظام نصف داخلي لتمكين التلاميذ الذين يقطنون بعيدا من الحصول على وجبة، وأنجزت 71 ابتدائية خلال الخماسي الأخير، تضاف إلى 3 مراكز تكوين مهني و 5 ملحقات و3 معاهد منها معهد وطني، فيما استفاد قطاع التعليم العالي من قطب جامعي ثاني ينتظر تسليمه في 2010 يتسع ل 20 ألف مقعد بيداغوجي ويصل عدد الطلبة إلى 30 ألف وأنجز 16 ألف مقعد بيداغوجي خلال نفس الفترة، كما أن الاساتذة سيستفيدون من 100 سكن لفائدة الاساتذة وكذا عيادة متعددة الخدمات. دار الصناعة التقليدية انجاز مهم ̄ ماهي أهم الانجازات المحققة خارج قطاع التربية؟ ̄ ̄ تم إنجاز دار للصناعة التقليدية، و في قطاع الاشغال العمومية أعيد تحديث و تزفيت ما لا يقل عن 1200 كلم وإنجاز أعمدة إنارة عمومية على امتداد 217 ألف مترا. بالنسبة للمنشآت الادارية فقد استفادت الولاية من 10 مديريات للأمن الولائي كما اصبحت كل الدوائر تحتوي على مقر أمن دائرة وتم بناء 12 مقر بلدية جديد و3 مقرات للدوائر. في قطاع الصحة أنجزت 9 عيادات متعددة الخدمات و3 أجنحة للاستعجالات الطبية الجراحية و 049 قطاع علاج. ̄ يجري التحضيرات لإيداع ملف الإحتراف لدى وزارة الشباب والرياضة استجابة للشروط الجديدة المكرسة للاحترافية ما مدى تقدمكم في هذه الخطوة؟ ̄ ̄ ولاية بسكرة تملك فريق اتحاد بسكرة، الذي ينشط في الدرجة الثانية، أغلب اللاعبين من الولاية، وبمجرد إعلان الوزارة الوصية عن مشروع الإحتراف قررنا إيداع الملف، لا سيما وأن كل الشروط مترفرة، منها مدرسة جهوية لكرة القدم رصد لها غلاف مالي قدره 80 مليار سنتيم، يضاف إلى المشاريع الهامة في القطاع، منها مركز ترفيهي علمي و5 مراكز رياضية جوارية ومدامير لألعاب القوة ببسكرة، وطولڤة وتغطية أرضية 3 ملاعب ببسكرة وأولاد جلال وطولڤة بالعشب الإصطناعي، على أن تستلم 3 مشاريع ملاعب بكل من سيدي خالد وسيدي عڤبة ودوسن عن قريب، تضاف إلى مركز تكوين المواهب الشابة، مع العلم أنه يوجد 3 على المستوى الوطني ببسكرة وسطيف وسيدي بلعباس. ̄ ما هي الأهداف المسطرة خلال الخماسي الجاري الذي يمتد إلى غاية 2014؟ ̄ ̄ نعتزم تحقيق أهداف جوهرية في مختلف القطاعات، ففي قطاع التربية الإستراتيجي نعول على بناء ثانوية بكل بلدية، مع العلم أنه حاليا لا يوجد ثانويات ب 9 بلديات. كما سنقوم ببناء متوسطة بكل قرية واستكمال القطب الجامعي ببناء 12 ألف مقعد جامعي في قطاع التعليم العالي، أما في قطاع الشباب والرياضة فستتسلم كل دائرة قاعة متعددة الرياضات ومسبح جواري ومركب رياضي لكل بلدية وكذا دور الشباب. وبالنسبة للمياه فبعد تحلية الجهة الغربية من بسكرة، فإن الرهان الكبير بات الجهة الشرقية من خلال إنجاز مشاريع لجلب المياه من سفح الجبل وتحويلها إلى سيدي عقبة وخنڤة سيدي ناجي، كما برمجنا إنجاز سدين لتوسيع المساحة المسقية «بالبرانيس» وبخنڤة سيدي ناجي. كل شيء جاهز للبيوميترية ̄ يكتسي مشروع الوثائق البيومترية الالكترونية أهمية بالغة ما مدى استعداد بسكرة للشروع فيه؟ ̄ ̄ إنتهينا من كل التحضيرات، وزودت كل الدوائر بأجهزة التصوير الرقمية والبصمات، وعلى غرار كل الولايات ستكون في الموعد شهر نوفمبر القادم وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية والجماعات المحلية. ̄ وبالنسبة للقطاع الثقافي الذي لا يقل أهمية بماذا تعززت الولاية؟ ̄ ̄ أنجزنا مكتبة ولائية و13 مكتبة بلدية، كما قمنا بترميم دار الثقافة وقاعة سينما الأطلس، في حين يوجد مشروع إنجاز مسرح وطني ودار ثقافة ثانية في طور الإنجاز، وتضاف هذه المشاريع إلى مركب سيدي عڤبة رصد له غلاف مالي قدره 580 مليار سنتيم وأعيد بناء المسجد العتيق بنسبة 90 بالمائة رصد له 25 مليار سنتيم، واستفادت فئة المجاهدون من توسيع المركب التاريخي للولاية السادسة العقيد شعباني. ̄ وبما أن السكن يأتي في صدارة انشغالات المواطن ما مدى استفادتهم من المشاريع المنجزة؟ ̄ ̄بما أن السكن يكتسي أهمية بالغة الذي وفر له رئيس الجمهورية إمكانيات ضخمة، تعزز القطاع بعدد معتبر من السكنات في مختلف الصيغ وخلال السنوات الخمس الأخيرة ثم إنجاز 29 164 سكن منها 13326 سكن ريفي و10500 سكن اجتماعي و5210 سكن تساهمي و128 وظيفي. ̄ هناك مشاريع أخرى منها مشروع مئة محل لكل بلدية في إطار دعم التشغيل وغيرها.. هل تم الانتهاء منها؟ ̄ ̄ انتهينا من إنجاز 3300 محل موزعة على 33 بلدية، سلمنا منها 750 محل، وخلال العشرية الأخيرة تم استحداث 53439 منصب عمل دائم وأزيد من 116 ألف منصب مؤقت، ترتب عن ذلك انخفاض نسبة البطالة من 34 إلى 10،33 بالمائة، لكن ما يجب الإشارة إليه أن البطالة منتشرة في أوساط الجامعيين بنسبة 8 بالمائة، لكن فرص العمل متوفرة في قطاعي الفلاحة والبناء. الفيضانات ليست خطرا ̄ باتت الكوارث الطبيعية هاجسا، هل ولاية بسكرة مهددة بفيضانات وادي سيدي الزرزور؟ ̄ ̄ صحيح أن بسكرة تحوي وادي كبير وفرضية الفيضانات قائمة، غير أن الأمر الايجابي الذي يميزها عن باقي الولايات أن سكانها لم يبنوا منازل في وسط وعلى أطرافه، وبذلك فإنه لا يشكل أي خطورة على حياتهم، كما أن انجاز السدود سيحول دون وقوع فيضانات. ̄ هناك مشروع طموح للترويج للسياحة الدينية، لكن ذلك يتوقف على مدى مساهمة الوكالات المختلفة، هل يمكن اطلاعنا على تفاصيله؟ ̄ ̄ برمجنا ملتقى في 2007 روجنا من خلاله لبرنامج سياحة دينية، عرضنا فكرتنا المتضمنة مسارا محددا على وكالات السياحة، ولعل ما شجعنا هو ما تكتنزه الولاية من مناطق منها سيدي عقبة وطولڤة وسيدي خالد وننڤة سيدي يوسف، التي يوجد بها ضريح سيدي عبد الرحمان لخذاري الذي اسس المنظومة في المنطق تدرس في الهند ومصر، ويأتي هذا الاقتراح لبعث نشاطها الذي يقتصر على العمرة والحج وسيكون ناجحا حتما كونه يمتد من سوق أهراس إلى الأغواط مرورا ببسكرة.