تحويل الصرح المكلف بتجديد العتاد العسكري وعصرنته إلى قطب استراتيجي قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، امس، بزيارة عمل وتفتيش إلى القاعدة المركزية للإمداد “ الشهيد محمد سعودي المدعو سي مصطفى” ببني مراد بالبليدة/ الناحية العسكرية الأولى. تدخل هذه الزيارة في إطار متابعة مدى تنفيذ مخطط تجديد وعصرنة العتاد والمعدات المطورة على مستوى هذه القاعدة الكبرى.بعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء علي عكروم المدير المركزي العتاد واللواء رشيد شواقي مدير الصناعات العسكرية، استمع الفريق إلى عرض شامل حول مهام وإنجازات القاعدة المركزية للإمداد قدمه المدير العام للقاعدة، تضمن مجمل النشاطات المنفذة في مجال التجديد والعصرنة. ليقوم بعدها الفريق بتفتيش مختلف سلاسل الإنتاج ومعاينة نماذج من العتاد والمعدات المطورة على مستوى هذه القاعدة الهامة، والتي تعد قطبا رئيسيا لإسناد الوحدات القتالية، والحفاظ على جاهزيتها الدائمة، سواء من جانب عمليات التجديد والعصرنة أو من جانب صيانة العتاد في مواقع الوحدات عبر النواحي العسكرية الستة. ودائما وفي إطار التحديث والعصرنة، عاين الفريق مجموعة من الشاحنات والعربات التي تم تصنيعها من قبل الشركة الجزائرية لانتاج الوزن الثقيل بالرويبة والشركة الجزائرية لصناعة السيارات ببوشقيف بتيارت التابعتين لوزارة الدفاع الوطني، وهي الشاحنات والعربات التي تم تطويرها على مستوى القاعدة المركزية للإمداد، بتركيب أسلحة على متنها تتمثل في مدفعية الميدان والمدفعية المضادة للطائرات وأسلحة أخرى. كما عاين الفريق مختلف قطع العيار التي يتم تصنيعها بهذه المؤسسة الرائدة سواء لفائدة عتاد الجيش الوطني الشعبي أو لفائدة الشركات والمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة على غرار شركة سوناطراك. كما التقى الفريق بعد ذلك بإطارات وعمال القاعدة المركزية للإمداد، أين ألقى كلمة توجيهية، بثت إلى جميع الوحدات عبر النواحي العسكرية الستة، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد في بدايتها على اعتزاز الجيش الوطني الشعبي بما حققته وتحققه هذه القاعدة الاستراتيجية الكبرى في مجال تجديد العتاد العسكري وعصرنته: لا مستحيل أمام تحقيق أهدافنا مهما بلغت الصعوبات مبلغها «لقد جسدنا فعلا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، من خلال مسار القاعدة المركزية للإمداد، مبدأ، أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، ولقد اخترنا من أجل قطع هذه الخطوات شعار أن لا مستحيل أمام تحقيق أهدافنا مهما بلغت الصعوبات مبلغها، وأن لا مستحيل أمام تحويل هذا الصرح المكلف بتجديد العتاد العسكري وعصرنته إلى قطب استراتيجي، نجعل منه رفقة الصروح الصناعية الأخرى، قاعدة انطلاق حقيقية لبناء نهضة صناعية عسكرية وطنية عمادها السير الثابت والمتأني على خطى بلوغ الأهداف المسطرة في هذا المجال الحيوي. فعلى الرغم من الإنجازات المحققة، فإنني أدرك في الوقت نفسه، بأن الخطوات الواجب قطعها مستقبلا والإنجازات الواجب تحقيقها، والمجهودات الواجب بذلها هي أيضا معتبرة، بالنظر للمشاريع المستقبلية المرسومة الضخمة والطموحة والمشروعة في مجال تجديد العتاد العسكري وعصرنته. هذه المشاريع التي نعتبر القاعدة المركزية للإمداد نواتها الصلبة ومنطلقها الأساسي. كسب الرهان اعتمادا على الرعاية المتواصلة لهذا المجال الحيوي إنه التحدي الكبير الذي لا مناص لنا من مواجهته ومواصلة درب كسب رهانه، اعتمادا على الرعاية المتواصلة التي يحظى بها هذا المجال الحيوي من قبل فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني. واعلموا أن التحديات الكبرى في أي مجال من المجالات لا تكسبها إلا العزائم القوية المفعمة بالإصرار والمدعومة بالكفاءة اللازمة وبالخصال الحميدة كالنزاهة والإخلاص والوعي بأهمية المهام المخولة وبحساسية الأهداف الواجب تحقيقها. هذه الأهداف التي نصبو من ورائها إلى الأخذ بنواصي القدرة على التخفيف التدريجي من حدة التبعية للآخرين والتكفل الذاتي بمهمة إضفاء طابع الأداء العملي الفعال والمتكيف على عتاد وتجهيزات الجيش الوطني الشعبي، بما يسمح بالرفع القوي والمتواصل لكفاءاته العملياتية والتحسين الفعلي والنوعي سنة بعد أخرى لمردوديته الميدانية”. ذكر الفريق قايد صالح من جديد بالنجاح الكبير الذي بلغته القاعدة المركزية للإمداد، ومساهمتها رفقة مؤسسات صناعية أخرى في الحفاظ على الجاهزية العملياتية لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي: أهلية وفعالية المفاهيم التكنولوجية المعتمدة وجدية وكفاءة العنصر البشري «والأكيد أن النتائج المحققة إلى غاية اليوم، والتي تشهد عليها هذه الإنجازات المعروضة أمامي بهذه المناسبة، تمثل العلامات الفالقة والصريحة على أن هذه القاعدة الكبرى والراقية، التي أنيطت بها رفقة المؤسسات الصناعية العسكرية الأخرى، مهمة المحافظة على الجاهزية العملياتية لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، هي في طريقها الصحيح والسليم نحو الإيفاء بما ينتظر منها من إنجازات، بفضل أهلية وفعالية المفاهيم التكنولوجية المعتمدة، وجدية وكفاءة العنصر البشري الساهر على إتمام أعمالها. إنه يحق لنا القول بأن سمعة القاعدة المركزية للإمداد، قد تجاوزت الحدود الوطنية، وهذه حقيقة تؤكدها الإنجازات المعتبرة التي تم تجسيدها في مجال التعاون مع بعض الدول الأجنبية، ولا شك أن ذلك سيكون محفزا آخر لكم على مضاعفة المجهودات، في سبيل قطع مراحل أخرى توصلنا، بحول الله تعالى وقوته، إلى مرحلة متقدمة في مجال التجديد والتطوير والعصرنة، بل وحتى التصنيع العسكري الذي يبقى هدفا استراتيجيا بالنسبة لجيشنا ولبلادنا”. من جهته ثمن الفريق في الأخير بالجهود الكبرى التي يبذلها إطارات القاعدة من مهندسين وتقنيين وعمال، في سبيل الحفاظ على هذا المكسب الجد هام، حاثا إياهم على مواصلة بذل المزيد من الجهود التطويرية والتحديثية من أجل بلوغ مستوى علمي وتكنولوجي قادر على التخفيف من حدة التبعية التكنولوجية: كما نوه في كلمته قائلا: “أخيرا، فأنا على يقين تام بأنكم وأنتم تؤدون واجبكم المهني على مستوى القاعدة المركزية للإمداد، فإنكم تدركون مدى الخدمات الجليلة التي تقدمونها شيئا فشيئا لبلادكم الجزائر في مجال تقوية مستلزمات دفاعها الوطني بشتى زواياه. فأمن الجزائر وصيانة وتمتين ركائز دفاعها الوطني، هي علة وجود الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وهي بالتالي تمثل ركنه الركين الذي تستند إليه كل الجهود التطويرية التي يصبو إلى بلوغ منتهاها، إن شاء الله تعالى، حتى تبقى الجزائر محفوظة وهامتها مرفوعة وقرارها سيد، ويبقى أبناؤها جديرون بحمل رسالة ثورة أول نوفمبر وقادرون على حفظ قيمه الخالدة والنبيلة، والله المستعان ومن وراء القصد”.