تجري حاليا على مستوى مؤسسة مطار الجزائر أشغال إعادة تهيئة واسعة لمطعم العمال، وتجهيزه بالكامل بعتاد جديد، وبالموازاة مع ذلك وضمن استراتيجية الشركة للاستثمار في البشر قبل الحجر ، تقرّر إيلاء التكوين والرسكلة في عدة اختصاصات مثل الكهرباء، الترصيص، والصيانة، إلخ، ا لأهمية القصوى، حيث يتم حاليا لهذا الغرض إجراء أشغال التوسعة وإعادة تهيئة لأحد الفضاءات بالمحطة الداخلية، سيفتح أبوابه قريبا أمام العشرات من المتربصين الذين تنتدبهم مؤسسة مطار الجزائر للتكوين، ورسكلة معارف الآخرين من العمال، حيث تعتبر القوة البشرية فيها ذات مهارة أكيدة، والعامل الرئيسي بها، علما بأن هي من تملك منشآت المطار وتتولى تأمينها في مجال تجهيزات الكشف والمراقبة عن بعد، يتولى تقنيوها صيانتها، ويحرصون على المحافظة عليها من التلف والإبقاء عليها في الخدمة لأطول فترة ممكنة. ويعتبر تسيير مطار الجزائر مهمة استراتيجية للغاية، فهو من صلاحيات الدولة ويكرس سيادتها عليه، وتصنيفه كواحد من بين أكثر وأفضل المطارات أمنا في العالم، ليس هبة من أحد، كما أنه لم يكن صدفة على الإطلاق، نظرا لأقصى عوامل ودرجات التأمين المتاحة له، فضلا عن جاهزية ويقظة رجال الأمن العاملين فيه على مدار الساعة. وهذا الهدف تلبية باقتدار شركة (ءةسةاس) التي أنشئت سنة 2006، بما يتضمنه من متطلب المحافظة على الصورة المميزة للبلد والعمل على ترقيتها، وهناك هدف آخر يرمي إلى تحقيقه طاقم الشركة، في مقدمته الرئيس المدير العام الطاهر علاش، يكمن في الجانب الاقتصادي من حيث السعي الدؤوب لخلق الظروف التي تمكّن المؤسسة بالاعتماد على نفسها، من خلال تحقيق التمويل الذاتي دون اللجوء إلى مساعدة الدولة. وعلى ما يبدو، فإن هذا الأمر ليس بالشيء الهين على الشركة، لكنه ليس بالأمر المستحيل، خصوصا وأن كل المؤشرات والمعطيات تصب في هذا الاتجاه. فخلال أربع سنوات من وجودها كمؤسسة عمومية جزائرية محضة عرف تسيير كافة المنشآت التي تشكل مؤسسة مطار الجزائر ديناميكية كبرى وتطورا ملموسا، سواء من حيث نوعية المصالح والخدمات، أو في حدود خيال التسيير، وهو ما سمح للقائمين عليها من رفع التحدي للتحكم في هذه المجموعة الهائلة المتمثلة في المطار وكل الفروع، التي تشكل كتلته المترابطة. وكان السيد الطاهر علاش قد وضع استراتيجية تعتمد على محورين أساسيين لدعم المؤسسة وإمدادها المتواصل بآخر ما ابتكرته التكنولوجيا من وسائل وتجهيزات، من أجل الإرتقاء بأداء المطار على مستوى مصالحه، وكذا بالخدمات التي تقدم لزبائنه وللمسافرين على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تحصلت حديثا مرتين على شهادة «ايزو 9001 للنوعية» على مستوى كافة دوائرها، و«إيزو 14000» فيما يتعلق باحترام المحيط والبيئة، والممنوحة من قبل مجمع «أفنور» المعروف بنزاهته وصرامته على المستوى الدولي. وشدّد ذات المسؤول في هذا السياق «على أن الاستراتيجية التي انتهجتها الشركة على النحو المخطط لها من قبل إطاراتها، تسجل بإصرار في منظور يجعل من نوعية الخدمات التحدي رقم 01 لديها وهي التي لا يتوقف طموحها عند هذا الحد بل يتعداه حسب تأكيد السيد طاهر علاش إلى» مضاعفة المجهودات من أجل الحصول على شهادة «أيزو للأمن في المطارات»، علما بأن هذا الجانب الهام هو من مشمولات مصالح الأمن بالدرجة الأولى. وتجدر الإشارة إلى أن شركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر توظف أكثر من 1208 عاملا، وتسير ثلاث محطات طيران للمسافرين على 1200 هكتار حسب نظام التدخل طاقة استيعاب المطار الدولي 6 ملايين مسافر في السنة، ومحطة الرحلات الداخلية 2,5 مليون مسافر، والمطار المخصص للحج والعمرة ل 2,5 مليون مسافر أيضا. وهناك أشبه اجماع على نجاح الطاقم الإداري في التسيير، والفضل في ذلك يعود إلى الخبرة، وتفاني العمال والمهارات التي اكتسبتها الشركة بواسطة التكوين المتواصل في الموقع المتعلق بصيانة أجهزة «السكانار» والمراقبة عن بعد، والتكنولوجيات الجديدة للاعلام والاتصال، والتي تستخدمها مصالح الأمن والجمارك من أجل مراقبة المسافرين، كما أن الفاعلية التي أظهرها ذات الطاقم يضمن أيضا تسيير لجنة تسهيل استقبال جاليتنا المقيمة بالخارج وتوفير أقصى ما يمكن ضمن المتاح طبعا من الممهدات الداعمة لترقية صورة الجزائر، كون أن المطار يشكل واجتها، وقد أثبتت المؤسسة إلى حد الآن كفاءتها في التسيير، وحسن التدبير، بفضل الصرامة والمجهودات المتواصلة، مما يصنفها من بين أفضل المؤسسات على المستوى الإفريقي.