تعتبر الرياضة أهم نقطة في حياتها بعد الدراسة وتطمح إلى التألق والنجومية في مختلف التظاهرات الدولية وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية، اختارت طريقها بعزيمة كبيرة هي مريم مباركي صاحبة ال 14 ربيعا التي مارست السباحة في بداية المشوار، لكنها غيّرت وجهتها إلى رياضة المسايفة التي وجدت فيها ما كانت تبحث عنه وضعت الأسس الأولى لدرب النجاح من خلال النتائج المشرفة التي حقّقتها قاريا وعالميا، هذا ما وقفت عنده جريدة «الشعب» خلال الحوار الشيّق الذي جمعنا مع البطلة الصاعدة بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للمرأة، وبدورها حيّت كل نساء الجزائر وخاصة الرياضيات منهن مثمّنة الدور الرائد لهن في رفع الراية الوطنية في كل المحافل والمناسبات. «الشعب»: ما هو سبب إختيارك لرياضة المسايفة دون غيرها؟ «مريم مباركي»: في بداية مشواري الرياضي، كنت أمارس السباحة لم أكن أعلم أن رياضة المسايفة موجودة في الجزائر وبعدما اكتشفت ذلك غيّرت وجهتي لهذا الإختصاص لأنني أعجبت به كثيرا عندما شاهدت طريقة ممارستها وتعلمت أبجدياته وجدت فيه متعة كبيرة، ومن هنا عرفت أن هذا الطريق هو الأنسب لي على الصعيد الرياضي وكانت الإنطلاقة الحقيقية سنة 2012، وعمري لم يكن يتجاوز حينها ال 9 سنوات مع فريق مولودية الجزائر في صنف الأصاغر ثم الأواسط وكنا نتربّص بمعدل 3 أيام في الأسبوع. متى بدأ مشوارك مع الفريق الوطني؟ أول دعوة للمنتخب الوطني كانت سنة 2013، بعدما حقّقت المركز الثاني في البطولة الوطنية وفرحت كثيرا لأن المنتخب هو أمل كل رياضي والحمد لله أتيحت لي الفرصة وتمكنت من تمثيل ألوان بلدي من خلال المشاركة في بطولة العالم باليونان، إضافة إلى عدة تظاهرات دولية وقارية سواء في الخارج أو تلك التي احتضنتها الجزائر وإكتسبت خبرة وتجربة في سن مبكرة وهذا ما يعني أنني في الطريق الصحيح وسأواصل العمل في نفس المستوى من أجل الذهاب بعيدا في ما هي أهم المواعيد التي شاركت فيها مع الفريق الوطني؟ البداية كانت عام 2013، خلال بطولة العالم باليونان، ثم شاركت في بطولة البحر المتوسط للشباب بوهران 2015، حيث حققت المركز الثاني، إضافة إلى عدة دورات عالمية على تلك التي كانت باسبانيا، ثم المركز الثاني حسب الفرق في البطولة الأفريقية التي احتضنتها مصر وتأهلت إلى الدور خلال بطولة العالم التي كانت بالجزائر عام 2017، وأخيرا بطولة العالم التي كانت بقاعة حرشة خلال الأسابيع القليلة الماضية. ما هو هدفك في المستقبل؟ حاليا أنا مازلت أعمل بكل جدية وأطمح إلى الفوز بميداليات ذهبية في مختلف المواعيد الدولية، ولكن الحدث الأبرز هو التأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، لأنه بالعمل نستطيع تحقيق ميدالية أولمبية ولا يوجد أي شيء مستحيل في الرياضة، ولكن يجب أن يكون عمل كبير، مثابرة وجدية وبحول الله سأصل إلى هدفي المتمثل في تشريف ألوان بلدي. ألم تندمي على هذا الإختيار؟ بكل صراحة في بعض الأحيان يراودني مثل هذا الإحساس بسبب كثافة البرنامج بين الدراسة وضرورة إعداد كل الواجبات ومراجعة الدروس والتدريبات، لأن الأمور تغيّرت مع مرور الوقت، عندما كنت في الفئات الصغرى كنا نتدرب ثلاث أيام فقط في ولكن فيما بعد زاد الضغط وأصبح لديّ راحة يوم الخميس فقط وفي بعض الأحيان أبكي من شدة الضغط والتعب، ولكن طموحي الكبير يجعلني أتغلب على كل تلك الأمور، خاصة عندما أحقق نتائج إيجابية وأشرف بلدي. من ساعدك على التوفيق بين الدراسة والرياضة؟ @@ أهلي كانوا يدعمونني ومازالوا يقفون معي ويشجعونني، أساتذتي أيضا يساعدونني خاصة في فترة المنافسات، حيث يعيدون لي الدروس والإمتحانات عندما أغيب وكذا المدربين ورئيس الإتحادية رؤوف برناوي، وهذا ما جعلني أحقّق نتائج إيجابية إلى حدّ الآن وأطمح إلى إسماع النشيد الوطني في قادم المواعيد بحول الله. ما هو تقييمك لمستوى المسايفة في الجزائر؟ @@المسايفة في الجزائر تعرف تطورا ملحوظا وذلك راجع إلى العمل الكبير الذي يقوم به المسيرين والمسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس عبد الرؤوف برناوي الذي لم يدخّر أي جهد من أجل خدمة هذه الرياضة وله دور كبير في النتائج التي يحققها المصارعين في كل المنافسات، لأنه دائما يدافع عنا ويتيح لنا فرص المشاركة في الخارج، إضافة إلى مجهود المدربين، لكن نحن الرياضيين أيضا مطالبين بالعمل أكثر ونغيّر بعض الذهنيات حتى نصل إلى المبتغى من خلال الإرادة والجدية لكي تكون ميداليات عالمية وأولمبية في المستقبل. لو لم تمارسي الرياضة، أي مجال ستختارين؟ @@ لكنت في مجال الموسيقى لأني أحبها كثيرا ومارستها عندما كنت صغيرة على غرار «البيانو»، «القيتارة» ولكن الوقت لم يسمح لي بأن أواصل فيها وفضلت الرياضة. ما هو هدفك في الدراسة؟ @@ أريد أن أصبح طبيبة لأن الدراسة مهمة جدا بالنسبة لي، ولابد أن أنجح حتى أضمن مشواري في المستقبل ولهذا أنا أعمل دائما على التوفيق بين الدراسة والرياضة لإسعاد والدي لأنهما قدما ومازالا يقدمان لي الكثير. ما هي الأكلة المفضلة عندك؟ @@ أحب كثيرا الأكلات التقليدية على غرار الشخشوخة، الرشتة، الكسكس. أجمل ذكرى؟ @@ كل المنافسات التي حقّقت فيها ميداليات تعتبر ذكريات جميلة بالنسبة لي لكن بطولة العالم التي جرت بالجزائر سنة 2017، كانت الأفضل لأنني تمكنت من البروز فيها وتأهلت للدور الثاني، خاصة أنها في بلدي وأمام الجمهور الجزائري. ماذا تقولين لكل الجزائريات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؟ @@ أهنئ المرأة الجزائرية وأقول لها عيد سعيد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لأن النساء الجزائريات شرفن الوطن في كل المحافل بما فيهن المرأة الرياضية التي تألقت وقدمت الكثير للجزائر رفعت الراية الوطنية في أكبر المنافسات الدولية أبرزها الألعاب الأولمبية ومازالت كذلك، حيث تطورت كثيرا وأتمنى أن نكون في المستوى ونواصل حمل المشعل ونحقق إنجازات أخرى في المستقبل.