أكدت سفيرة الجيدو الجزائري صورايا حداد في حديث ل ''المساء'' أنها شرفت المرأة الجزائرية بصفة عامة والرياضية خاصة، حيث تألقت في مختلف المواعيد الرسمية، أبرزها الألعاب الأولمبية التي انتزعت فيها الميدالية البرونزية عن جدارة واستحقاق لتدخل التاريخ من أبوابه الواسعة، وقالت إنها ستعمل على إهداء الجزائر ميدالية أخرى في الألعاب الأولمبية بلندن 2012 لتثبت بها علو كعبها وتؤكد أن المرأة الجزائرية قادرة على صنع المعجزات. نشأت صورايا، المولودة في 30 سبتمبر 1984 بمدينة القصر (بجاية) في عائلة تعشق الرياضات القتالية، فلم يكن غريبا على بطلتنا أن تقتفي آثار أخواتها في هذا التخصص الرياضي. بدأت ابنة مدينة ''القصر'' ممارسة رياضة الجيدو عام 1996 وعمرها أحد عشر ربيعا ثم التحقت بالفريق الوطني أواسط سنة ,2002 حيث تحصلت على لقب البطولة الإفريقية والمرتبة التاسعة في بطولة العالم، وتألقت بامتياز في العام التالي حينما أحرزت أول ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية بأبوجا، وفازت بعدها بالمركز التاسع في البطولة العالمية ثم أضافت لقبين أحدهما عربي والآخر إفريقي سنة .2004 وفي عام 2005 حققت العديد من النتائج الجيدة، حيث نالت المركز الثالث في كأس العالم والبطولة الألمانية المفتوحة، وانتزعت الذهب في البطولة القارية التي أقيمت في بورت إليزابيث وميدالية من نفس المعدن في بطولة ''تري توري'' والألعاب المتوسطية التي احتضنتها مدينة ألميريا الإسبانية، وقبلها حلت التاسعة في أولمبياد أثينا 2004 في وزن 48 كلغ، تلتها برونزية وزن 48 كلغ في بطولة العالم التي أقيمت في القاهرة، وهي المنافسة التي تحولت إلى وزن 52 كلغ. وفي السنة الموالية كان ظهور صورايا نادرا، إذ شاركت في بطولة واحدة هي دورة تونس الدولية، حيث وصلت إلى النهائي قبل أن تعود في 2007 وتحقق العديد من الألقاب، نذكر منها المركز الثالث في بطولة ''تروني'' بمرسيليا الفرنسية، والمركز الثاني في كأس العالم بهامبورغ الألمانية والمركز الأول في بطولتي تونس الدولية و''تري توري''، والمرتبة الثالثة في الألعاب الإفريقية التي استضافتها الجزائر، والمرتبة السابعة في بطولة العالم بريو دي جانيرو البرازيلية. وفي موسم 2008 وقبل الموعد الاولمبي، تألقت حداد في مناسبات عديدة، حيث توجت باللقب القاري وحلت في المركز الثاني في بطولة كأس العالم في باريس والثالثة في بطولة كأس العالم في هامبورغ الألمانية
أول ميدالية للجزائر والعرب في بكين لم يدم انتظار الجزائريين طويلا ليشاهدوا اسم البلد مدونا في لائحة البلدان المتوجة، حيث كان اليوم الثالث من ألعاب بكين شاهدا ومشهودا على ما قطعته المصارعة الجزائرية صوريا حداد على نفسها، وتوجت الجيدو الجزائرية بأول ميدالية أولمبية في هذه الألعاب. لم يكن يهم لون الميدالية بقدر ما كان التتويج في حد ذاته، خاصة بعد خيبة ألعاب أثينا التي لم تجن منها الجزائر لا ذهبا ولا فضة ولا برونزا ولا غير ذلك سوى النكسات. ومثلما كان متوقعا صعدت ابنة القصر إلى أعلى الهرم، وأعادت إلى الأذهان مشهد بطولة العالم بالقاهرة حينما عادت بالبرونز فكانت أول ميدالية للجيدو النسوي الجزائري في المحفل العالمي. وتعد ميدالية صوريا حداد أول ميدالية للجزائر والعرب في أولمبياد بكين أحدثت القطيعة مع النتائج السلبية لبعض الرياضيين، ونصبت الجيدو كأحد قلاع الرياضة الجزائرية في السنوات الأخيرة.
ابنة مدينة القصر صورايا..عشقت التحدي فصنعت المعجزات أن يتزاوج الجنس الناعم مع صلابة رياضة قتالية فإن ذلك يراه بعض الناس نادر الحدوث، لكن مع المصارعة الجزائرية صورايا حداد.. هو الأمر الواقع. ابنة مدينة القصر ببجاية ومن أسرة متواضعة، هو اختصار لإحدى ''فحلات'' الجزائر، بدأت ممارسة رياضة الجيدو وهي طفلة ليزداد عودها اشتعالا مع مر السنين. تقول صورايا عن بداياتها مع الجيدو في حديثها ل ''المساء'' إنها كانت مجرد هواية تستمتع بها فأصبحت رياضية نخبة بعد احترافها. لم تكفها تتويجاتها المحلية فبسطت سيطرتها عربيا وبعدها متوسطيا ثم إفريقيا، ليأتي الحلم العالمي، هي تلك البنت التي تفتخر بها بجاية وكل الجزائر وصاحبة أفضل إنجاز للجيدو النسوي الجزائري. الخجل الذي يسيطر على محياها وقصر القامة يتحولان الى نقطة قوة على البساط، والطموح لديها ليس له حدود فبين الأمس واليوم صورايا بلغت الأفاق وتسعى لأن تكون بطلة أولمبية في لندن 2012 . وقالت صورايا بكل ثقة: ''هدفي الآن التتويج بميدالية أولمبية ، سأعمل بجد وسأفرح الشعب الجزائري في لندن''. وأوضحت صورايا أنها تحاول أن توفق بين الرياضة والدراسة لأنها طالبة بمعهد الرياضة، كما أنها تتدرب بدون مدرب وهو الأمر الذي يؤثر عليها كثيرا وتطالب بعودة مدربها شعلال قبل انطلاق موعد الاولمبياد الذي لم يبق يفصلنا عنه الكثير. وأشارت بطلة الجزائر في حديثها إلى نقطة أخرى إلى أنها لم تتدرب منذ أربع سنوات لكنها قادرة على العودة بقوة بدليل افتكاكها، لميدالية فضية (-52 كلغ)، في منافسات دورة باريس التقليدية، إحدى مراحل الجائزة الكبرى للاتحادية الدولية للجيدو التي اختتمت بعد اجتيازها بنجاح أربعة أدوار، انهزمت حداد في النهائي أمام المنغولية بوندمة مونخ بطار. وتفوقت صورايا حداد التي أوقعتها القرعة ضمن المجموعة الثالثة في كل الأدوار التي نشطتها (عدا النهائي) على الكورية سيوهانا، سما اينور (تركيا) وهيلن إيلس ( بلجيكا). وبعدها كان على ممثلة الجزائر، التغلب على الفائزة في المجموعة الرابعة، الاسبانية أنا كاراسكوسا لتواجه في الدور النهائي الحائزة على الميدالية الذهبية في الدورة (-52 كلغ) مونخ بطار. وبمناسبة عيد المرأة كان لحداد ما تقوله: ''8 مارس هو اليوم الذي تحتفل فيه المرأة وتتذكر فيه الانجازات التي انجزتها، لكنني أعارض فكرة تخصيص يوم واحد للاحتفال بها لأن إنجازاتها سائرة المفعول طيلة العام، لكن بالمناسبة أغتنم الفرصة لأهدي تحياتي لكل نساء العالم بمن فيهن الوالدة الكريمة''.