طرح، أمس، مخبر إشكالية التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي في التجربة الجزائرية التابع لكلية الحقوق والعلوم السياسية في ندوة وطنية نظمت بجامعة قاصدي مرباح ورقلة وتتواصل فعالياتها على مدار 3 أيام بحضور ضيوف الشرف العلمي من جمهورية تونس إشكالية البحث الأكاديمي الجامعي ورهانات الجودة. أبرز مدير الجامعة البروفيسور محمد الطاهر حليلات بمناسبة إشرافه على افتتاح فعاليات الملتقى أهمية مواكبة كافة الحقول العلمية لمؤشرات الواقع والمحيط وكذا الرهانات والتحديات من أجل تحقيق البحث الجامعي للجودة والجدوى المطلوبة منه في نفس الوقت. من جهته، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية ورئيس الأيام العلمية البروفيسور قوي بوحنية أكد في كلمته أن هذا اللقاء العلمي يرفع شعار البحث العلمي باعتباره رهانا، معرجا على الطفرة النوعية التي يعرفها مجال القانون والعلوم السياسية وما يشهده هذين التخصصين من تطورات وتغيرات وأبعاد كثيرة في حاجة إلى أدوات منهجية تضبط وتسهل عملية التنبؤ فيهما بما قد يحدث مستقبلا. أشار البروفيسور بوحنية قوي في حديث ل»الشعب» للأهمية التي يتخذها هذا اللقاء العلمي الموجه بالأساس لطلبة الطور الثالث من التكوين في الدكتوراه ضمن نظام ل.م.د في الحقوق والعلوم السياسية والذي سجل مشاركة 160 طالب دكتوراه من مختلف جامعات الوطن وبحضور 27 جامعة، بالإضافة إلى ضيف الشرف العلمي من دولة تونس الشقيقة باعتباره يمكن الباحث الجامعي الذي هو في مرحلة الانتقال من تلقي المعرفة إلى إرسالها للمتلقي من الاستفادة من التحكم الجيد في الأدوات المنهجية والنظرية والإجرائية لتطوير معارفه، حيث تتيح 9 ورشات أكاديمية بحثية وورشتين تكوينيتين متخصصتين في القانون الدولي الإنساني والتحليل الإحصائي في العلوم الأساسية بالإضافة إلى جلستين علميتين مساعدة الطلبة في إعداد أطروحاتهم وتوجيههم وتذليل العقبات التي تقف عائقا أمامهم. وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة الإفتتاحية التي خصصت لتدارس هندسة المعرفة العلمية وجودة المنظومة الجامعية شهدت تقديم عدد من المداخلات على غرار مداخلة البروفيسور سعيد مقدم أمين عام اتحاد مجلس الشورى المغاربي والذي اهتم بالبحث العلمي في العلوم القانونية ورهانات الجودة وأكد على ضرورة وقوف الطالب الباحث على المشاكل وفق منهج علمي قائم بذاته وربطها بالتحليل والاستنتاج للوصول إلى مبتغاه. من جانبه، أوضح البروفيسور مراد قريشي نائب مدير جامعة ورقلة من خلال مداخلته حول التكوين في الدكتوراه في إطار الحركية الدولية أن الطالب في الدكتوراه لابد أن يكون مرتبطا بالبعد الدولي وقادرا على تمثيل الجزائر في مختلف المحافل العلمية والجامعات عبر العالم، مشيرا إلى أن سياسة الجامعة ترتكز في أولوياتها على تشجيع طلبة الدكتوراه للمشاركة في مختلف الملتقيات الدولية. يذكر أن الهدف من الندوة الوطنية ينصب على تقديم ورشات تكوينية من قبل أساتذة متخصصين في الحقوق والعلوم السياسية وتقديم محاضرات علمية متعلقة بمنهجية البحث العلمي وأسس نشر المقالات العلمية بالإضافة إلى مناقشة أعمال الطلبة ضمن الأيام العلمية والعمل على تصويبها وتقديم الملاحظات من قبل أساتذة متخصصين فضلا عن كونها فرصة لتبادل الأفكار والنقاشات العلمية البناءة.