رغم الإعاقة البصرية، إلاّ أنها لم تحبطه من أجل الوصول لتقلد مناصب عليا في الجامعة والمحاماة، والمشاركة في ملتقيات دولية ووطنية، هكذا كانت عزيمة الأستاذ المحاضر ورئيس المجلس العلمي لكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة الدكتور الأخضري نصر الدين، الذي خصّ "الشروق" بلقاء خاص يروي فيه جانبا من هذا التحدي. يعتبر الدكتور الأخضري من بين أول الأساتذة الذين كان لهم شرف التدريس بقسم الحقوق، الذي كان تابعا لكلية العلوم الاقتصادية بالفرع الجامعي ورقلة أنذاك سنة 1994 ، قبل أن يلتحق بكلية العلوم السياسية والحقوق التي أنشأت سنة 2009، حاليا أب لطفلين وأستاذ محاضر متخصص في القانون الدولي العام، يملك رتبة أستاذ التعليم العالي بروفيسور، له 5 مؤلفات في البحث العلمي، ويدّرس الطلبة في مقاييس حقوق الانسان والقانون الدولي والعلاقات الدولية والقانون الجنائي والالتزامات الدولية والمرافق العامة، وأشرف على المئات من رسائل الماجيستير والدكتوراه، يترأس المجلس العلمي للعهدة الثانية بعد العهدة الأولى التي كانت 20102013، أما عن طريقة العمل رغم الإعاقة البصرية وضرورة تواصله واحتكاكه بالطلبة وتقديم المحاضرات، فأضاف الدكتور الأخضري أن الأمر بالنسبة إليه ليس مشكلا على الإطلاق بل عاديا جدا، ويتعامل بآلة البراي التي تساعده في تحضير دروسه بشكل جيّد قبل دخوله المدرج، كما أضاف أنه يعمل كمحامي معتمد لدى مجلس الدولة والمحكمة العليا منذ 27 سنة، فبذلك ليس له حرج أبدا مع إعاقته، ويشرف سنويا على تأطير 14 أو 15 طالبا في رسائل الدكتوراه والماجستير. أما عن أهم الملتقيات الدولية والوطنية التي شارك فيها، فكانت له مشاركات بجامعة الدار البيضاء بالمغرب وبجامعات وطنية كالطارف وعنابة وأم البواقي في تخصصات لها علاقة باهتمامه، أما عن الطموح الذي يسعى إليه ولم يحققه بعد، فأجاب رئيس المجلس العلمي أنه يطمح أن يرى طلبته في مراتب عليا مثلما تخرج على يده عدد من الدكاترة الذين يشغلون مناصب عليا في الجامعة وقطاعات أخرى. أما عن سرّ المسيرة الناجحة، فمن دون تردد أو تفكير أرجعها إلى عائلته التي كانت سندا له معنويا، بالإضافة إلى إدارة الكلية وطاقمها على رأسها البروفيسور قوي بوحنية بالأخذ بعين الاعتبار ظروفه، كما وجه في الأخير رسالة ونصيحة لطلبته وقراء جريدة "الشروق" بأن الطموح ليس له حدّ أو عائق، فالفقير واليتيم والمعاق والكفيف أعطوا للبشرية دروسا ووصلوا إلى مبتغاهم بفضل العلم والعزيمة.