قرر رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، جملة من التدابير التحفيزية لصالح أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، تزامنا والدخول الجامعي الذي أشرف على افتتاحه الرسمي من ورڤلة هذه المرة. وكشف رئيس الجمهورية عن هذه الاجراءات المتخذة لفائدة الأساتذة المذكورين اعلاه، اقتناعا منه بدورهم الريادي في تحريك عجلة التنمية، وبناء اقتصاد المعرفة المرتكز على موارد بشرية مؤهلة تملك مقومات النجاعة في تكوين جيل نوعي، وتسوية مشاكل المؤسسات وتعقيدات المجتمع وهموم الأمة. ذكر الرئيس في خطاب بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية2010 2011 بالقطب الجامعي قاصدي مرباح بورڤلة، عن سبب اتخاذ هذا القرار وكيفية عنه من سطيف العام الماضي، ووعد بتطبيقه بعد اكتمال الصيغة والشكل. وقال الرئيس في ذات الخطاب الذي استغرق 20 دقيقة، وشدد من خلاله على دور الجامعة الجزائرية المنتظر في محيط حبلى بالابتكار والاختراع، انه اعطى تعليمة للوزير الأول أحمد أويحي لتجسيد هذه التحفيزات لفائدة الأساتذة الجامعيين، وتطبيقها لمالها من أهمية في اعطاء الاعتبار للأستاذ الجامعي في تأطير الطلبة وتخرجهم وكذا لاستقطابهم واشراكهم في مسار الانماء المستديم. وهي مسألة ما انفك الرئيس يلح عليها في كل موسم جامعي. ونتذكر ما اكده من تلمسان بوجوب اعادة الاعتبار للاستاذ الجامعي الباحث، ومنحه حق قدره من الرعاية والعناية وتهيئة الجو المناسب للعمل دون اي شيء آخر. وذكر آنذاك، انه اذا حظي هذا الاستاذ الجزائري بالخارج بالاهتمام ومنحت له اعلى الرتب والاجور، فلماذا لانقدم له هذه المزايا وندمجه في مسار التنمية الوطنية ورفع مستوى التأهيل الجامعي والتأطير لتخرج كفاءات ذات مستوى نوعي، تعطي للمؤسسة الجزائرية تنافسية وتصنفها في المراتب الجديرة بالاهتمام. واكد الرئيس على هذه المسألة مجددا من ورڤلة امس، في خطاب تجاوب معه الحضور، وصفق له مرارا، مدرجا ماتقرر في سياق مرافقة الاساتذة في مهمة العمل والتحصيل العلمي، وتوفير لهم الشروط الضرورة التي تضع حدا لما جرى في السابق، وتعلن عن قطيعة مع ممارساته. وجسدت هذه المسألة محاور خطاب رئيس الجمهورية في الدخول الجامعي الحالي، ومضمونها، ونظرة الحاضر والمستقبل لجامعة جزائرية تسابق الزمن من اجل تبوأ موقعها الحقيقي اللائق في المجتمع كقاطر تغيير وتحول، وشريكة في تسوية التعقيدات مهما كبرت وتوسعت. انها جامعة اخرى لاتكتفي بالتكوين من اجل التكوين، ولاتخرج جيلا من الطلبة يفتقدون لابجديات اقتصاد المعرفة واسرار مجتمع المعلومات، الذي تعمل الجزائر المستحيل لادراكه باسرع مايمكن، واضعة افق 2013، محطة حاسمة فاصلة في تشييد الادارة الالكترونية حيث الاتصال والتواصل بين المؤسسات قائم لايعترف بالحواجز والانفصام. انها رسالة رئيس الجمهورية التي تجيب عن اشكالية اين موقع الجزائر في صيرورة الرقمية المخترقة للحدود المقربة للمسافات البعيدة. وتجيب عن اي دور للجامعة الجزائرية، وما السبيل في رفع مستواها وادائها لتصبح بحق رافدا للمعرفة وفضاء لايخشى التنافسية على الابداع والابتكار وكسر الاتكالية المفرطة على الآخر المصدر للمعارف، ساعيا لجعلنا مجرد مستهلكين لكل شيء، وماتحمله من مخاطر التبعية المهددة لاستقلالية القرار والسيادة والمستقبل.