فقدت ولاية المسيلة أربعة شهداء من خيره أبنائها في حادث تحطم طائرة اليوشين بعد إقلاعها صباح الأربعاء الماضي من مطار ببوفاريك بمدينة البليدة وتحطمها ببعيد عنه مخلفة 257 شهيد وعلى رأسهم قائد الطائرة العسكرية المقدم دوسان إسماعيل المنحدر من مدينة عين لحجل وعبد الحميد بن صوشة وعطاوة صدام وفتحي فارس . نزل خبر سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك بالبليدة كالصاعقة على جميع الجزائريين دون استثناء وعلى رأسهم أهل الشهداء الأربعة بالمسيلة بكل من عين لحجل وبلدية محمد بوضياف وبلدية بئر الفضة وحي 924 بالمسيلة فهرع الجميع إلى تقديم المواساة والتعازي ، خاصة وان أهل الضحايا لم يستوعبوا ولم يتقبلوا الآمر في أولى بداياته ورفضوا وان يكون أبنائهم ضمن قتلى تحطم الطائرة التي كان يقودها المقدم ابن مدينة عين لحجل المقدم دوسن إسماعيل صاحب ال 46 سنة والأب لثلاث أطفال والذي ابلغ برج المراقبة أن الطائرة سوف تسقط وانه سوف يحاول منع سقوطها بالطريق السريع أو بمنطقة آهلة بالسكن تفاديا لوقوع أرواح أخرى. ونجح فعلا في ذلك وسقطت الطائرة بمنطقة فلاحية بالقرب من مطار بوفاريك , كما لقي منع سقوط الطائرة بمنطقة آهلة بالسكان تفاعلا كبيرا من قبل رواد شبكات التواصل الاجتماعي وتداولوا العديد من الصور والفيديوهات للمقدم دوسن إسماعيل من بينها انه يعلم احد الأطفال الصغار في قمرة قيادة الطائرة وهو جد فرح بما يقوم به . من جانبهم سكان مدينة عين لحجل عبروا عن حزنهم الشديد ومواساتهم الخاصة لأهل الضحية الذي خلف ورائه ثلاث أطفال وأساسات بناء كان ينوي انجاز مسكن خاص به بالقرب من سكن أهله إلا أن الأقدار سارت عكس ذلك . وبالعودة للحديث عن الشهيد الثاني الذي يقطن بحي 924 بالمسيلة بجوار مسجد عقبة بن نافع والبالغ من العمر 25 سنة والذي كان في مرحلة التحضير لزفافه بعد عيد الفطر مباشرة وقام بشراء غرفة نوم وحتى انه دعا العديد من أصدقائه للعرس ، و ما اثر كثيرا على أمه التي دخلت في حالة هيستيرية ولم تصدق ما وقع لابنها وفي حين هرع الأهل والأقرباء والجيران إلى نصب خيمة عزاء أمام منزل الضحية . وحسب بعض المصادر المقربة من العائلة فان أم الضحية تم نقلها إلى الجزائر العاصمة لإجراء تحاليل لتحديد هوية ابنها الذي ينتمي إلى سلك أفراد الدرك الوطني خاصة وان جميع من عرفه شهد له بالبر بالوالدين وحسن الخلق والطيبة التي تمييزه عن غيره وحبه الكبير لوطنه . في حين استقبل أهل و سكان بلدية محمد بوضياف خبر استشهاد ابنهم بن صوشة عبد الحميد ببالغ الحزن والاسى والتحسر واحتسبوه ممن احبهم الله في نيل الشهادة خاصة وانه صاحب ال 24 سنة وأعزب ومن عائلة ميسورة الحال وهو اخ لأربعة أخوات التحق بصفوف الجيش الشعبي الوطني في شهر أوت 2013 تدرب بالمدرسة التطبيقية لمدفعية الميدان ببوسعادة وتم تحويله إلى مدينة تيندوف ويحمل رتبة عريف وشاءت الأقدار أن تتوقف رحلة حياته في الطريق الالتحاق بمكان عمله بتندوف . ومن ذات الجانب فقدت مدينة بئر الفضة بدائرة عين الملح شهيد الواجب الوطني في تحطم الطائرة عطاوة عامر المدعو صدام صاحب 27 ربيعا متخرج من المدرسة التطبيقية لمدفعية الميدان ببوسعادة وتم تحويله إلى مدينة تندوف في إطار التعاقد مع الجيش الشعبي الوطني . ويعتبر عطاوة صدام عازب ويعيل أسرة ميسورة الحال مكونة من تتكون من أربعة أفراد وهذا ما اثر كثيرا في سكان البلدية وخاصة أصحابه الذين بكوا بحرقة عن صديقهم البشوش الذي لا يتواني في الاتصال بهم فور وصوله إلى مسقط رأسه لتجاذب معهم أطراف الحديث حول أحوال المنطقة وكل ما يتعلق بوطنه , أصدقائه الذين ابدوا إلا نشر صوره عبر شبكات التواصل الاجتماعي والدعوة له بالرحمة والمغفرة .