يعاني الأطفال المعاقين في الجزائر عدة مشاكل تحول دون تحقيق التكفل الأمثل بهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية، ومن هنا تبرز ضرورة الالتفات أكثر لهذه الشريحة الحساسة من المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية المتخصصة وكذا التمتع بظروف لائقة تساعدهم على التأقلم مع متطلبات الحياة. وساهم في معاناة هذه الفئة نظرة المجتمع السلبية إليهم خاصة أسرهم، حيث تعمل على إخفاء إعاقتهم وكأنها وصمة عار لا يجب أن تظهر للعيان، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من الأحيان في عدم استفادتهم من المنحة المخصصة لهذه الفئة، فهناك عدد كبير من المعاقين غير مسجلين في قوائم الاستفادة من منحة المعوقين، ولا يستفيدون من التجهيزات الخاصة بهم كالأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة. يضاف إلى ذلك عدم حصول الطفل المعاق على نفس حظوظ التمدرس العادية والتكوين، ومن هنا تبرز ضرورة الارتقاء بحقوق الطفل المعاق في الجزائر وتطويرها بشكل يسمح له بالتمتع بحياة سعيدة وعادية مثل الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، من خلال بناء مراكز تكوين متخصصة ومحاولة إدماجهم في مدارس عادية في حدود الإمكان، خاصة وان الجزائر تحصي 54 ألف طفل معاق في سن التمدرس ولا يجري التكفل إلا ب 17 ألف طفل على مستوى 170 مركز تابع لوزارة التضامن الوطني . من جهة أخرى، يبقى العبء الأكبر على عائلات المعاقين ودرجة وعيهم بحقوق أبنائهم، فيجب أن يعطى المعاق الفرصة لكي ينمي قدراته وإمكاناته، وأن تهيئ له عائلته والأسرة المحيطة به السبل التي تساعده بتنمية ثقته بنفسه. ويجب أن تكون العائلات ملمة بالإعاقة وبطرق التعامل مع المعاق، وطرق العلاج أيضاً، فلابد للعائلة أن تتقبل الإعاقة كمرض من الأمراض لتستطيع التكيف والتعايش مع الوضع ومن ثم التكفل الأمثل بالمعاق. ويبقى على الدولة إعداد إستراتيجية كفيلة بضمان التكفل بالانشغالات المطروحة، من خلال المضي في المخطط الوطني للطفولة 2008 - 2015 المتعلق بالتكفل بالأطفال وترقية الاتصال فيما بين أفراد المجتمع المدني خاصة الجمعيات المهتمة بهذه الفئة، قصد الوصول إلى الحلول الناجعة دون إهمال الدور الكبير لوسائل الإعلام في تحسيس وتوعية العائلات التي ما زالت تعتبر تصريحها بحالات الإعاقة لأولادها من الطابوهات الكبيرة.