النكبة مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، بعدما نجحت الحركة الصهيونية - بدعم من بريطانيا - في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل. تختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من عشرين مدينة ونحو أربعمائة قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال، كما تعيد النكبة ذكرى عشرة آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا، فيما أصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح. ولم تبدأ النكبة الفلسطينية عام 1948، وإنما قبل ذلك بكثير، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي، نشر نابليون بونابرت بيانا يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة. لم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت، إلا أنها لم تمت أيضا، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن ال19، وتجسد ذلك بداية من 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين. وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين، بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين. وفي عام 1917 أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي”، في فلسطين. وبعد ذلك توالى توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، مما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وكل هذا تمّ بدعم كامل من البريطانيين. التقسيم في ال29 من نوفمبر 1947، أقرت الأممالمتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وشكّل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأممالمتحدة خصصت لهم 55% من المساحة. رفض الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية مع رغبة في تغيير الحدود، ولذلك أطلق الصهاينة حملات مكثفة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية. ومع بداية عام 1948، سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وذلك تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني. وفي ال14 من ماي 1948، قرّر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه - الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميا من فلسطين - أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفد بن غوريون إقامة دولة إسرائيل. وخلال دقائق قليلة اعترفت أكبر قوتين من قوى العالم - وهما الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي - بإسرائيل، وأصبح الفلسطينيون بلا دولة.