شارك وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، الأربعاء بباماكو، في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى مالي، في اجتماع لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بمالي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريس. وشارك مساهل في الاجتماع بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى لمتابعة اتفاق السلم والمصالحة بمالي وقائد الوساطة الدولية. وكان الاجتماع، الذي يتزامن والزيارة الأولى للأمين العام الأممي إلى مالي، فرصة أخرى لمواصلة المسار الرامي إلى الوصول إلى استقرار مالي استنادا لتنفيذ اتفاق السلم المنبثق عن مسار الجزائر. وفي كلمة افتتاحية، أشار مساهل إلى أن الجزائر ستبقى وفية لالتزاماتها تجاه اعادة بناء السلم والاستقرار والتنمية الاقتصادية لمالي، مضيفا أن مساندتها للشعب المالي الشقيق تشكل عنصرا اساسيا من سياستها الخارجية وهذا وفقا لالتزام وارادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يتابع بكل دقة وأهمية تطور الوضع في مالي وبكل منطقة الساحل. كما أبرز الوزير الأهمية التي يجب أن يوليها الفرقاء الماليون إلى ضرورة ارساء الثقة فيما بينهم مع تبنيهم مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بجميع بنوده. كما كرّم الأمين العام للأمم المتحدةالجزائر التي سخرت جهودا معتبرة من أجل لم شمل الأطراف المالية حول اتفاق السلم والمصالحة في مالي. ونادى غوتيريس بقوة للتنفيذ الكامل للاتفاق الذي يعدّ المخرج الوحيد للازمة في مالي. ومن جهته أبرز الوزير الأول المالي، سومايلو بوباي مايا، التطورات الهامة التي يشهدها مسار تنفيذ اتفاق السلم سيما وأن الثقة ظهرت بصفة تدريجية بين أطراف النزاع، مما سمح بتحقيق العديد من المبادرات بغية تجسيد الاتفاق. وجرت أعمال هذا اللقاء في جو هادئ، ما يدل من جهة على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي لتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بمالي كمخرج وحيد للأزمة التي يعيشها حاليا هذا البلد، ويدل من جهة أخرى على مستوى الثقة الموجودة بين الأطراف المالية واستجابتهم الكبيرة التي تعكس موقفهم من الاتفاق. ... ويبحث بباماكو مع غوتيريس الوضع في مالي وليبيا والصحراء الغربية تباحث وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، بباماكو مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حول الوضع بمالي وليبيا والصحراء الغربية. وجرى اللقاء على هامش الزيارة التي يقوم بها السيد مساهل إلى مالي. فيما يخص الوضع بمالي، جدّد الوزير تمسك الجزائر باستقرار مالي وبتنفيذ اتفاق باماكو للسلم والمصالحة المنبثق تحت قيادة الجزائر للوساطة الدولية، مبرزا أهمية الدور الذي تؤديه البعثة الأممية «مينوسما» في المنطقة لتعزيز الجهود الرامية إلى ضمان استقرار البلاد. وأضاف مساهل، أن الجزائر تبذل جهود معتبرة للإسراع في تنفيذ اتفاق باماكو للسلم والمصالحة انطلاقا من التزامها الثابت والدائم لعودة الاستقرار والأمن على كافة التراب المالي، مشيرا إلى أن الاجتماعات المستمرة للجنة متابعة تنفيذ الاتفاق التي تترأسها الجزائر دليل واضح على هذا الالتزام. بالنسبة للوضع في ليبيا، أكد مساهل مجددا موقف الجزائر الداعم لجهود الأممالمتحدة والممثل الخاص للأمين العام الأممي، غسان سلامة، ولكل الجهود الرامية إلى تنفيذ وتجسيد مخطط عمله وورقة الطريق التي رسمها. أما فيما يتعلّق بالقضية الصحراوية، ذكر الوزير بموقف الجزائر المساند لجهود الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي للمنطقة، الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، التي تهدف إلى إعادة بعث الحوار المباشر بين طرفي النزاع للوصول إلى حل سياسي عادل ويرضي الطرفين والذي يضمن حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حسب القرارات الأممية، مؤكدا التزام الجزائر بصفتها بلد جار بمرافقة جهود كوهلر. من جانبه، نوّه غوتيريس، الذي يزور مالي للمرة الأولى، بالدور الهام الذي تلعبه الجزائر بالمنطقة وبسعيها الدائم لعودة الاستقرار والأمن بالمنطقة، مؤكدا التزامه الوصول إلى هذا المسعى بمنطقة الساحل، خاصة بمالي وليبيا، كما عبّر مجددا عن ارادته في إعادة تحريك مسار حل القضية الصحراوية.