أنشئت 607297 مؤسسة صغيرة ومتوسطة خلال السداسي الأول من العام الجاري منشئة 1,6 مليون منصب شغل، بزيادة 23400 مؤسسة جديدة مقارنة بالعام الماضي، والرقم مرشح للارتفاع بسبب آليات الدعم والتشجيع المعتمدة من اجل توسيع هذا النسيج الصناعي والخدماتي غير المكلف وخالق الثروة والقيمة المضافة والشغل. ويتوقع انجاز 200 ألف مؤسسة في أفق السنوات ال5 القادمة تحظى بالعناية القصوى في المخطط الراهن الذي رصد له مبلغ 286 مليار دولار. أعطى هذه الحصيلة وزير القطاع محمد بن مرادي في كلمة له بحفل تسليم الجائزة الوطنية للابتكار في طبعتها ال2، جرى بفندق الجزائر، قرأها نيابة عنه عموري براهيتي. وذكر الوزير بأهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ينجز منها العام الجاري 46 ألف وحدة في مختلف الأنشطة والتخصص تحضى بالمرافقة في زمن النوعية وشهادات المطابقة والتصديق ايزو قاهر الحدود مقرب المسافات، كاسب ثقة الزبائن والمتعاملين إلى ابعد الحدود. وتحدث عن الجائزة الوطنية للابتكار التي أنشئت منذ ثلاث سنوات في إطار تحفيز المؤسسة الجزائرية على الإنتاج النوعي والإبداع الذي يعطيها التمايز والخصوصية. ويقوي فيها روح المنافسة وترك جانبا عقلية البايلك وقاعدة «الإنتاج من اجل الإنتاج». وهي مسائل أساسية يفرضها الانفتاح الوطني والاندماج في الفضاءات الحرة المفتوحة التي لا تعترف بالحدود عدا حدود النوعية والجودة. في هذا السيرورة جاءت الجائزة الوطنية للابتكار لحث المؤسسة الجزائرية على الاستثمار في الموارد البشرية والعمل بوتيرة متميزة تمنحها التفوق الدائم وتمنعها من السقوط الحر في الإنتاج بأي طريقة كاسدة تهددها بالإفلاس في محيط عدائي. وذكر بهذا المعطى رؤساء المؤسسات الحاضرة في حفل تسليم الجائزة الوطنية للابتكار ل3 وحدات فازت بالاستحقاق وتوجت بالجهود المتبعة في مجال اختراع أدوات الإنتاج والتصميم ومجالات أخرى من التمايز والامتياز. ويتعلق الأمر بمؤسسة «بيت بايت» التي انتزعت أولى الجوائز بقيمة مليون دينار نتيجة ابتكارها المتمثل في مبيد مضاد للحشرات والقوارض. وهو منتوج بيولوجي غير سام لا يضر بصحة المستعملين له. وعادت الجائزة الثانية وقيمتها 80 ألف دينار إلى مؤسسة «ابساك» في برج بوعريريج التي ابتكرت آلة لصناعة حواف الأرصفة بسرعة وإتقان في عين المكان دون تكلفة مادية كبيرة تذكر. وتوجت مؤسسة دار الافرشة بوهران بالجائزة الثالثة وقيمتها 60 ألف دينار تكريما لها على ابتكارها المتمثل في تصميم وصيانة أثاث فني مطابق للهندسة المعمارية المراعاة لأصول الهوية الجزائرية وموروثها الثقافي الفني المتعدد الأبعاد من عربي إسلامي وامازيغي يحمل قيمة لا تقدر بثمن. واعترف مراد عريف مدير الدراسات الاستشرافية والابتكار التكنولوجي بالوزارة الوصية بأهمية الجائزة التي يكبر شانها مع مرور الزمن، وتنافس عليها 38 مؤسسة فعلت كل منها ما استطاعت من عرض منتوج رأت انه انسب لانتزاع الاستحقاق والفوز. ولم تدخل للمنافسة من اجل التباهي والبحث عن «البرستيج» . فجاءت المكافأة لمن هو أجدر وأقوى إبداعا وابتكارا. ومنح التمايز المكتسب بالجهد الإنساني غير المورث للمؤسسات المتوجة الأحقية بالاحترام والاعتبار.وهي مؤسسات تقدم عبر هذه المناسبة للآخرين العبرة بحتمية الاستثمار في حقل الابتكار الذي يشكل على الدوام فرص النجاح وفرض الوجود في عالم حبلى بالمنافسة الشرسة المفتوحة على كل الرهانات.