أكّدت كواكي حورية، رئيسة جمعية الآمال والتضامن بوهران على ضرورة تجاوز الظرفية والصور النمطية للجمعيات والمنظمات الجزائرية إلى الممارسة الفعلية لأدوارها والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره من جهة وحماية الطبقات الاجتماعية الهشة من جهة أخرى. كما اعتبرت كواكي في تصريح ل»الشعب» أن المؤسسات الخيرية الموجودة في الجزائر عموما تنشط بشكل موسمي، من خلال جمع التبرعات والصدقات تحت شعارات مختلفة، منوّهة إلى أنّ مظاهر وأمثلة التضامن واضحة جلية في شهر رمضان المبارك، إلا أنها تشترك جميعا في برامج تقليدية، تقوم أساسا على توزيع المساعدات العينية من الطرود الغذائية وتنظيم موائد الإفطار وحفلات الختان وغيرها، مع استهداف شريحة معينة من المعوزين والفقراء المسجلين لديها أو الذين يقصدونها في طوابير طويلة تخدش كرامتهم. وأرجعت سبب فشل بعض هذه الجمعيات والمنظمات في الاستمرار لمدة زمنيّة طويلة إلى التسيير العشوائية وفوضوية التنظيم، ناهيك عن سعي الأغلبية وراء مشاريع ارتجالية وآنية ضيقة، دون دراسات جدوى أو دراسات مسحية للأحياء الفقيرة والحاجات التي ينتظرها المجتمع من المؤسسات الخيرية، بهدف التطوير المستمر للعمل الخيري والإنساني. كما أشادت رئيسة جمعية الآمال والتضامن التي دخلت عامها ال21 أهمية الدور الذي يلعبه التطوع في تعزيز الترابط الاجتماعي، وتعميق روح التعاون لتصبّ في مصلحة الوطن، معلنة في هذا الصدد عن قرب تدشين دار للأيتام، والتي تمّ بناؤها بمبادرة منها عن طريق الإحسان، وذلك على مساحة أرضية تفوق 3 آلاف متر مربع بحي فلوسن أو البركي سابقا، تنازلت عنها الدولة لفائدة هذا المشروع. وعادت محدثتنا لتؤكّد على ضرورة أن تعمل الجمعيات الخيرية على تجاوز الصور النمطية، من خلال تنفيذ مشاريع وبرامج هادفة لتحقيق غايات مجتمعية واسعة لها بالغ الأثر، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا والأشد حاجة في البلاد، وخصوصا المسعفين واليتامى وأولاد الشوارع والمتشردين والفقراء والمعوزين وكافة الشرائح المحرومة. وشدّدت على أولوية الحفاظ على كرامة هذه الفئة وعدم التشهير بها والمساس بكرامة الفرد وقدره، مشيرة إلى أنها تفضل إيجاد حل لوضعيتهم، من خلال البحث عن فرص العمل، كما تحبّذ توزيع المواد الغذائية على الفئات المستهدفة لإعداد طعامهم بأنفسهم، وبدلا من توزيع الوجبات المحمولة، هذا من أجل عدم شعورهم بالحسرة والإهانة، ممّا يسبّب لهم العديد من المشاكل النفسيّة والضغوط الاجتماعية، ولاسيما صغار السن منهم. وكشفت كواكي في الختام عن أهم مبادرات جمعيتها وأنشطتها التطوعية في شهر رمضان، وتنوّعت بين توزيع المساعدات العينية من المواد الغذائية الأساسية بما فيها الخضار والفاكهة، وذلك بالتنسيق مع سوق الجملة للخضر والفواكه، ببلدية الكرمة، جنوبوهران، ناهيك عن ملابس العيد وإقامة احتفالية خاصة بالختان، المزمع تنظيمها يوم 10 جوان بدار الأيتام التابعة لها بحي فلوسن، كما سبق وأن أشرنا.