كشفت الزيارات الفجائية لولد عباس، لمختلف المؤسسات الصحية، عن إختلالات رهيبة في أكثر من موقع، رغم الموارد المالية الموظفة في هذا القطاع المقدرة ب 227،8 مليار دج. وبينت كم هو ضروري التكفل بالصحة المريضة التي تحتاج إلى علاج استعجالي، يعيد لها الاعتبار ويقربها من مواطن مهموم مثقل بمشاكل صحية، تستلزم أخذها بجدية دون تسيب. لقد شهدت عدة مؤسسات استشفائية خلال السنة المنقضية، زيارات فجائية من قبل وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، الذي فضل هذه الطريقة للمعاينة ولتفقد قطاعه والوقوف على المشاكل التي تتخبط فيها الصحة منذ سنوات، ومعرفة عن كثب حقيقة مايجري في الميدان، دون انتظار التقارير التي تصله إلى المكتب، والتي قد تكون بعيدة عن الواقع الذي تعيشه المستشفيات. لقد كانت هذه الزيارات في اغلبها نقمة على بعض المسيرين للمؤسسات الاستشفائية، حيث تم الخميس الماضي على سبيل المثال اتخاذ قرار الفصل النهائي لمدير مستشفى «شي غيفارا» بمستغانم واطارين مسيرين، بعد ان لاحظ المسؤول الاول على القطاع من خلال معاينة لهذه المؤسسة الاستشفائية انعكاسات سلبية، ناتجة عن سوء التسيير الكارثية لكافة مصالح هذا المستشفى. كما سمحت كذلك هذه الزيارة الميدانية بمعرفة احتياجات كل مؤسسة استشفائية، حيث ينتظر ان تزود المصالح المخصصة لعلاج مرضى السرطان عبر الوطن ب 60 جهازا، فضلا عن اقتناء 500 جهاز لتصفية الدم لفائدة مرضى القصور الكلوي. ولمعالجة النقائص التي تعاني منها المستشفيات، رصد قانون المالية لسنة 2011 للقطاع لبناء وتأهيل عدة هياكل صحية، بالاضافة الى شراء عتاد طبي حديث للهياكل الصحية المفتقرة خصوصا في المناطق الداخلية للبلاد. اهتمام كبير توليه السلطات العمومية، لمعالجة الاختلالات والاهتزازات في قطاع الصحة، حيث تم اتخاذ جملة من الاجراءات لتحسين الاستقبال على مستوى الهياكل الصحية، وتعزيز التجهيزات على مستوى المصالح الاستعجالية الطبية والجراحية، وقد تم في هذا الاطار تمويل مشروع توسيع قسم طب الاطفال بمستشفى بئر طرارية، نظرا للعدد الهائل من المرضى الذين يتوافدون عليه يوميا من مختلف جهات الوطن، وينتظر ان تزود بقيمة المستشفيات بما تحتاجه من اجهزة، خاصة بعد ان أحصت الوزارة 10 آلاف جهاز معطل وغير مستعمل على المستوى الوطني.